كتبت_ سما صبري..
يعاني آلاف اللاجئين العرب في هولندا خلال الآونة الأخيرة من طول مدة إجراءات لم الشمل، وذلك بعدما تلقوا رسائل من دائرة الهجرة والتجنيس نهاية الشهر الماضي تفيد بأن الطلبات المقدمة قيد المعالجة لمدة عامين.
فترة دراسة الطلب قد تستغرق عامين
وبحسب الرسالة فإنه من المتوقع أن تستغرق دائرة الهجرة والجنسية “IND” ما بين 20 إلى 24 شهراً لاتخاذ قرار بشأن طلب لم شمل الأسرة، وفي حال كان القرار “إيجابياً” يكون لدى أفراد العائلة 3 أشهر للسفر إلى هولندا ثم يكون لديهم 3 أشهر للحصول على تصريح الإقامة المؤقتة.
وفي بعض الأحيان يكون لدى أفراد العائلة المراد لم شملها 6 أشهر للحصول على تأشيرة في حال كانوا يواجهون صعوبة في السفر إلى سفارة هولندية بسبب الحرب وحينها يستطيع طالب لم الشمل مناقشة هذا الأمر مع “IND”.
وتهدف دائرة الهجرة والتجنيس من رفع مدة البت بطلب لم الشمل للحد من دفع التعويضات للاجئين حيث كان يحق للاجئ الذي لم يُبت بطلب لم شمله خلال مدة 6 أشهر المطالبة بـ”تعويض مالي” لكن تم رفع المدة بشكل تدريجي بداية إلى 9 أشهر ثم 12 شهراً إلى أن وصلت لمدة عامين قبل بضعة أسابيع.
40 ألفا ينتظرون “لم الشمل”
وتقول دائرة الهجرة والتجنيس إن قبل عام كان هناك 22220 طلب لم شمل قيد المعالجة والآن يوجد 39280 طلباً، يشكل المصريون نسبة 51 بالمئة منها إضافة إلى طلبات من حملة الجنسيات الأخرى كالسورية أو التركية أو العراقية.
وفي عام 2023، تمت الموافقة على 89 بالمئة من جميع طلبات لم شمل الأسرة، ولكن بسبب تزايد عدد الأشخاص المنتظرين على قوائم لم الشمل قامت دائرة الهجرة والتجنيس منذ يوليو بزيادة عدد موظفيها ويمكنها حاليا معالجة ما يقرب من 2000 طلب للم شمل الأسرة شهريا، وفق صحيفة “ذا تيلجراف”.
وفي عام واحد، تمت معالجة 18 ألف “طلب لجوء” بسرعة أكبر وما يزال 46,120 طالب لجوء ينتظرون الحصول على تصريح إقامة بعد تقييم طلبات لجوئهم وظل هذا العدد على حاله تقريباً في الأشهر الأخيرة، على الرغم من انخفاض تدفق اللاجئين قليلاً عن العام الماضي.
معاناة الانتظار
ويقول المصري (محمد س) الذى قدم إلى هولندا في شهر فبراير من عام 2023 وحصل على تصريح الإقامة في شهر مارس الماضي: “لقد تقدمت فور حصولي على تصريح الإقامة بطلب لم شمل لزوجتي وأطفالي الثلاثة على أمل الموافقة إلا أن رسالة من دائرة الهجرة والتجنيس وصلتني مؤخراً كانت بمثابة الصدمة حيث أننى ربما علي أن أنتظر نحو عامين للحصول على موافقة لم الشمل.. انتظار مميت لأن زوجتي وأطفالي في تركيا وليس لهم معيل سواي”.
وتابع اللاجئ المصري في حديثه لوصال: “أنا اخترت هولندا من باقي الدول لإنها كانت معروفة بسرعة إجراءات الحصول على إقامة ولم شمل.. للأسف كل شيء تغير الآن”.
ويتفق معه (عبد الله أ ) المقيم في مركز إيواء في مدينة زوترمير الذى حصل على إقامة منذ أكثر من عام ونصف وما زال حتى الآن ينتظر الموافقة على لم شمله مع زوجته حيث قال: “أنا لم أر زوجتي وأولادي منذ ثلاثة أعوام”.
سافر عبد الله في عام 2013 من مصر إلى ليبيا، واستقر في طرابلس مع عائلته منذ عام 2013 حتى عام 2022 ثم سافر إلى إيطاليا وبقي هناك ما يقارب ستة شهور ومنها إلى هولندا.
اختار عبد الله هولندا لأن إجراءاتها كانت “سريعة” مقاربة بالإجراءات بالدول الأوروبية الأخرى كألمانيا أو بلجيكا، لكنه صدم بالواقع بعد وصوله حيث كانت الإجراءات بطيئة وأوضاع بعض مركز الإيواء التي أقام فيها سيئة جدا ولا يوجد فيها خصوصية، وفق قوله.
ويضيف اللاجئ المصري: “الآن وصلتني رسالة تنص أن فترة الانتظار قد تصل إلى عامين.. الرسالة كانت صادمة لي وللكثيرين مثلي”.
أما اللاجئة العربية (ريهام ع) المقيمة في مركز إيواء قرب مدينة دلفت تنتظر أيضا لم شملها مع ابنها منذ عام وثلاثة أشهر بعد أن انتظرت قرابة عام أيضاً للحصول على تصريح إقامة.
وتقول ريهام (41 عاما) “ابني عمره 14 عام وحاليا يعيش في بيت جده في ريف دمشق .. الوضع هناك سيء جدا ولا توجد خدمات وأحيانا لا أستطيع الاتصال به، أنا سافرت لأجل ابني ولم أره منذ أكثر من عامين، الآن علي أن أنتظر لأكثر من عام حتى أستطيع لم شملي مع ابني الوحيد”.
ويقدر عدد اللاجئين العرب في هولندا بنحو مئة وخمسين ألفا، حصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية، في حين ينتظر البقية الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة وأبرزها: تعلم اللغة الهولندية وإقامتهم لمدة خمسة أعوام