كتب- هناء سويلم..
قال الدكتور صفوت عمارة، أحد علماء الأزهر الشريف، إن زكاة الفطر شرعت لتطهير الصائم من اللغو والرفث، وإطعامًا للمساكين وإغناء لهم عن السؤال يوم العيد.
وأضاف «عمارة» في تصريح خاص لـ«وصال» أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم يملك زيادة عن قوته وقوت من تلزمه نفقته يوم العيد وليلته بمقدار صاع من غالب قوت البلد؛ لحديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، قال: «فرض رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم زكاة الفطر صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعيرٍ على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة».
وأشار إلى أن زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدتي السهو للصلاة تجبر نقصان الصوم كما يجبر السهو نقصان الصلاة، ومع دخول العشر الأواخر من رمضان يكثر الجدال حول مدى مشروعية إخراج زكاة الفطر مالًا، ونظل ندور كل عام في ذات الدائرة وكأننا نبدأ من جديد.
وتابع: «من المعلوم أن الخلاف بين العلماء فيها ينحصر في قولين اثنين أحدهما يوجب إخراج الطعام فقط ولا يرى جواز إخراج القيمة وهو مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، وأما الثاني فيرى جواز إخراج القيمة في زكاة الفطر مطلقًا وهو مذهب الحنفية وطائفةٌ من أئمة السلف، منهم: عمر بن عبد العزيز، وطاووس، ومجاهد، والحسن البصري، والأوزاعي والليث بن سعد، وسفيان الثوري، والإمام البخاري وغيرهم».
وقال الدكتور صفوت عمارة، إن المقصد من زكاة الفطر هو إغناء الفقراء يوم العيد، ولقد جاء الدين لتحقيق المصلحة؛ فأينما وجدت المصلحة فثمّ شرع اللَّه؛ فيجب التحري والبحث عن مصلحة الفقير بما يعود عليه بالنفع سواءً كان طعامًا أو مالًا؛ فحاجة الناس تختلف في كل زمان ومكان، والأمر في هذه المسألة واسع؛ فلننح الخلاف جانبًا، وليخرج كل مسلم زكاته بما اطمأنت إليه نفسه وناسب ظرفه وحاجة الآخذين لزكاة الفطر؛ فكل الأقوال الفقهية معتبرة ولها أدلتها.