كتب- محمد أبو الدهب
تواصلت رحلات الهجرة غير الشرعية إلى جزيرة «لامبيدوسا» بجنوب إيطاليا؛ حيث وصل، الخميس، 264 مُهاجرًا إلى الجزيرة على متن خمسة قوارب صغيرة، بينهم مصريون.
5 عمليات إنزال جديدة في لامبيدوسا
شهدت جزيرة «لامبيدوسا» جنوب إيطاليا، الخميس، 5 عمليات إنزال جديدة؛ ونجحت قوات حرس الحدود والبحرية الإيطالية من إنقاذ 264 مهاجرين غير شرعيين.
ووفقًا لما أبلغ به المهاجرون؛ فإن القوارب قد أبحرت من مناطق تاجوراء، زوارة، زويا، كربولي، وصبراتة في ليبيا.
مهاجرون مصريون على متن الرحلات
حملت تلك القوارب أعدادًا تتراوح بين 16 و85 مهاجرًا غير شرعي لكل قارب، من جنسيات مختلفة، بينهم مصريون؛ فضلًا عن مهاجرين من الجزائر، باكستان، بنجلاديش، نيجيريا، سوريا، إريتريا، والسودان.
وبعد وصولهم إلى مرفأ فافالورو؛ نُقل جميع المُهاجرين غير الشرعيين إلى مركز الاستقبال في منطقة إمبرياكولا، الذي كان يستضيف بالفعل 709 مهاجرين غير شرعيين ضمن رحلات أخرى لاحقة.
ونُقل 250 مُهاجرًا غير شرعي من الموجودين داخل مركز الإيواء على متن العبّارة سانسوفينو، التي من المقرر أن تصل مساءً إلى ميناء بورتو إمبيدوكلي.
وتدرس السُّلطات الإيطالية المختصّة نقل 98 مُهاجرًا غير شرعي إضافيًا إلى ميناء بورتو إمبيدوكلي، مساء اليوم أو غدًا، بناءً على توجيهات من محافظة أجريجنتو.
نرشح لك: بينهم مصريون والفرد بـ7 آلاف يورو.. إنقاذ 300 مهاجر غير شرعي بسواحل جنوب إيطاليا
الهجرة غير الشرعية.. جدل لا ينتهي
واشتعل الجدل، مؤخرًا، حول استمرار رحلات الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا؛ خصوصًا مع صدور أحكام قضائية جديدة لصالح مهاجرين؛ فضلًا عن تصريحات بابا الكنسية الكاثوليكية.
وأعرب رأس الفاتيكان البابا فرانسيس، مؤخرًا، عن إدانته الشديدة لأولئك الذين يحاولون وقف قدوم المهاجرين إلى إيطاليا، واصفًا مثل هذا الإجراء بأنه «خطيئة خطيرة».
وأثار هذا التصريح جدلاً ساخنًا؛ خصوصًا أن الكنيسة الكاثوليكية موّلت مُنظمات مثل منظمة لوكا كاساريني، التي حُقق معها بتهمة نقل المهاجرين غير الشرعيين، وتزويدهم بقوارب الدعم.
وفي غضون ذلك؛ رفض قضاة قسم الهجرة بمحكمة باليرمو، أمس، الاعتقالات التي أمر بها مدير شرطة أجريجنتو بناءً على ما يسمى بمرسوم كوترو، فيما يتعلق بأربعة مهاجرين تونسيين.
وأدى هذا القرار إلى إحياء الجدل حول المرسوم وإدارة الهجرة في إيطاليا، مع انتقادات جاءت بشكل رئيسي من الأحزاب اليمينية.
وتُسلط تصريحات البابا فرانسيس والقرارات القضائية الأخيرة الضوء على الانقسامات العميقة الموجودة في إيطاليا بشأن قضية الهجرة.
فبينما تواصل الكنيسة تعزيز الترحيب والاندماج، تناقش المؤسسات والسياسيون كيفية إدارة ظاهرة الهجرة بشكل أفضل، سعيًّا إلى تحقيق التوازن بين الأمن والإنسانية.
رحلات لا تتوقف إلى «لامبيدوسا»
تستمر السلطات الإيطالية في التعامل مع التدفُّق المستمر للمهاجرين إلى جزيرة لامبيدوسا، التي زادت وتيرتها بشدة خلال الأيام الأخيرة، مع ارتفاع معدلات عمليات الإنزال، حيث بُذلت جهود كبيرة لضمان السلامة.
وتبقى الوضعية في جزيرة «لامبيدوسا» حرجة للغاية، بعد تواصل الجزيرة التعامل مع تدفُّق مُستمر للوافدين، ما يضع ضغطًا كبيرًا على مرافق الاستقبال التي تُعاني بالفعل من الاكتظاظ.
وتستمر عمليات الإنقاذ والنقل بلا توقف بمحيط هذه الجزيرة، في محاولة للاستجابة لأزمة لا يبدو أنها تتحسن في المدى القريب، رُغم جهود الحكومة الإيطالية للحد من رحلات الهجرة غير الشرعية.
وتقع جزيرة «لامبيدوسا» في أقصى جنوب إيطاليا، بين مالطا وتونس، وتعدُّ امتدادًا للقارة الإفريقية من الناحية الجغرافية، ويصل عدد سُكانها نحو 7 آلاف نسمة، وترتفع 133 مترًا فوق سطح البحر.
وجزيرة «لامبيدوسا»، تقع ضمن مجموعة من 3 جُزر إيطالية تسمى الأرخبيل البلاجي، تضمُّ أيضًا لينوسا ولامبيوني، وتتبع إداريًّا منطقة صقلية، وتعتبر مدينة صفاقس التونسية أقرب المُدن لها.
وتعدُّ الجزيرة أقرب إلى تونس؛ فتبعد نحو 133 كيلومترًا عن الساحل التونسي، و176 كيلومترًا عن مالطا، في حين تبعد 205 كيلومترات عن ميناء إمبيدوكلي بصقلية، التي تعد أقرب جزء من الأراضي الإيطالية إلى الأرخبيل.
وتتصدر إيطاليا قائمة الدول الأوربية الأكثر تضررًا من قضية الهجرة غير الشرعية، ما دفعها إلى اتخاذ تدابير صارمة خلال العام الجاري لوقف مثل تلك الرحلات.
وشهد عام 2023 رقمًا قياسيًّا في عدد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين إلى دول الاتحاد الأوروبي، التي سجّلت وصول 355 ألفًا و300 مهاجر، وفق بيانات الوكالة الأوروبية لإدارة التعاون على الحدود الخارجية “فرونتكس”.