كتبت- أسماء أحمد..
في الأيام القليلة الماضية، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو، تُظهر الأبراج السكنية التي تعهدت مصر عام 2021 ببنائها شمالي قطاع غزة وهي مدمرة بشكل كبير، بينما تعرضت أخرى لأضرار جزئية جراء العمليات العسكرية البرية التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبعدما انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، من المناطق الشمالية لقطاع غزة، تبدأ الصور في الظهور لحجم الدمار الذي خلفه في الأبراج السكنية والبنية التحتية أثناء توغله، في العمارات التي كانت تعمل مصر على بناءها، منذ عام 2021.
The under-construction Egyptian towers which were destroyed by the Israeli occupation forces in Gaza city.
أبراج سكنية مصرية قيد الإنشاء تم تدميرها خلال العدوان على غزة pic.twitter.com/cpDrhtZ7a2
— Malcolm X (@malcolmx653459) February 4, 2024
وكان أهالي قطاع غزة، ينتظرون الانتهاء من بناء هذه العمارات السكنية، ولكن المكان الذي تم تدميره بشكل كامل في شمال غزة، هذه الأبراج السكنية التي تم تفخيخها ونسفها.
وفي عام 2021، التزمت مصر بمنحة قيمتها 500 مليون دولار لإعادة الإعمار بعد الحرب الإسرائيلية على غزة. تشمل هذه المنحة إنشاء وحدات سكنية وتطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى ترميم أجزاء من شارع الرشيد في شمال القطاع، وإزالة ركام البنايات التي دمرتها إسرائيل.
وفي مايو 2021، وضع مدير جهاز المخابرات المصرية، عباس كامل، حجر الأساس لبناء الوحدات السكنية المصرية بتمويل وإشراف مصري، وأُطلق عليها اسم “دار مصر”.
تتضمن المدن 117 عمارة سكنية، ونحو 2500 وحدة سكنية، حسب تصريحات مسؤولين في وزارة الأشغال الفلسطينية في قطاع غزة.
وأحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي دمارًا كبيرًا في العمارات المصرية التي كانت لا تزال قيد الإنشاء شمالي قطاع غزة أثناء توغله في بلدة جباليا ومنطقة المدرسة الأمريكية في بلدة بيت لاهيا (شمال)، بحسب ما أكده شهود عيان.
وأوضح الشهود أن عشرات العمارات السكنية دُمرت بشكل كامل، بالإضافة إلى وقوع دمار واسع في الشوارع والبنية التحتية، نتيجة للقصف البري والبحري والجوي الإسرائيلي.
كما أكدوا أنهم شاهدوا آثار الذخيرة المستخدمة للمدفعية الإسرائيلية، بالإضافة إلى شظايا الصواريخ والرصاص التي اخترقت الشقق السكنية في تلك المناطق الشمالية لقطاع غزة.
تم إنشاء مدن “دار مصر” السكنية في عدة مناطق مختلفة في غزة، بما في ذلك منطقة المدرسة الأمريكية في بلدة بيت لاهيا (شمالاً)، ومنطقة الكرامة في بلدة جباليا (شمالاً)، ومنطقة الزهراء (وسطاً).
وفي الأول من فبراير الجاري، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق شمال غرب محافظتي غزة وشمال القطاع، لأول مرة منذ بدء عمليته العسكرية البرية.
كما أنه منذ منتصف ديسمبر الماضي، بدأ جيش الاحتلال بالانسحاب التدريجي من مناطق بمحافظة شمال القطاع، ليتبعها في بداية يناير الماضي انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.
يشار إلى أنه في 27 أكتوبر 2023، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية شملت توغله في عدة مناطق وأحياء بمحافظتي غزة والشمال.
ومنذ الـ7 من أكتوبر الماضي يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت ما يقرب من 28 ألف شهيد ونحو 67 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، وفقًا للسلطات الفلسطينية، ما تسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”.