كتبت – أميرة سلطان ..
يراود حلم الهجرة العديد بحثًا عن فرصة حياة أفضل، والتمتع بامتيازات كثيرة تمنحها بعض الدول لمواطنيها.
حلم الهجرة يراود فئة الشباب على وجه التحديد الذين تدفعهم طموحاتهم الكبيرة للإقدام على تلك الخطوة لتحقيق ذاتهم في مجالات قد تكون ليست ذات أولوية في بلدانهم أو هربًا من أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية غير مستقرة ومتردية.
وترتبط دومًا طلبات الهجرة بأوقات الأزمات العاصفة، خاصة حينما لا يكون هناك مدى زمني واضح ومحدد لانتهائها، ما يدفع البعض للسعي جديًا في البحث عن فرصة سفر للخارج والاستقرار بعيدًا عن أوطانهم.
لذلك تشهد المنطقة العربية تزايدًا غير مسبوق في طلبات الهجرة للخارج في ظل الأوضاع المضطربة منذ عدة سنوات.
جهود مصر في التصدي للهجرة غير الشرعية
في مصر يختلف الوضع قليلًا حيث تحاول الدولة جاهدة التصدي لظاهرة الهجرة غير الشريعة عن طريق تبني استراتيجية متكاملة للقضاء على تلك الظاهرة، حتى أصبحت نموذجًا دوليًا ناجحًا في مكافحة الهجرة غير الشرعية ودعم اللاجئين.
حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2016 عدم خروج أي مركب هجرة غير شرعية من السواحل المصرية، بالإضافة إلى إصدار قانون 82 لعام 2016 لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والذي وضع عقوبات رادعة لتلك الظاهرة بتجريمه كل أشكال تهريب المهاجرين، إلى جانب مكافحة نشاط المؤسسات المنخرطة في هذه الجريمة، وكذلك تأسيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بموجب هذا القانون.
ومؤخرًا، أصبحت الهجرة غير الشرعية ورقة مصرية مهمة في التفاوض مع دول القارة الأوروبية، التي تنظر إلى مصر كشريك إقليمي واستراتيجي مهم؛ نظرًا لما تتمتع به من تاريخ طويل من التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية وإدارة الحدود مع جيرانها.
وفي المقابل بدأت الحكومة المصرية التشجيع على الهجرة للراغبين في ذلك عن طريق القنوات الشريعة لتعزيز الهجرة الآمنة عن طريق إتاحة فرص التأهيل والتدريب اللازم.
تطور أعداد المهاجرين المصريين
وتشير التقديرات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى اكتساب 14.561 ألف مصريًا جنسيات أجنبية خلال الفترة بين عامي 2018 و2022، حيث ارتفع العدد من 2694 مصريًا في عام 2018 لـ 3498 مصريًا في عام 2022 بنسبة ارتفاع 29.8%، وقد بدأت الأعداد تتزايد بشكل ملحوظ خلال عامي 2021 و2022، بعدما ارتفعت من 2611 مصريًا في عام 2020 لـ 3142 مصريًا في عام 2021 بمعدل ارتفاع 20.3%، ثم 3498 مصريًا في عام 2022 بمعدل 11.3%.
ومؤخرًا، تنازل 40% من المصريين الحاصلين على جنسية أجنبية عن الجنسية المصرية نظير الحصول على إذن التجنس، بعدد 1398 مصريًا في عام 2022 مقابل 2100 حصلوا على إذن تجنس مع الاحتفاظ بالجنسية المصرية.
وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الأولى بنحو 44.8% من إجمالي أعداد المصريين الذين حصلوا على موافقة للهجرة والذين اكتسبوا صفة مهاجر، يليها إيطاليا بمعدل 26.2%، وكندا بمعدل 16.1%.
أفضل فرص هجرة وتجنيس حول العالم
وحول أفضل فرص هجرة وتجنيس حول العالم، تفتح العديد من الدول أبوابها أمام حركة الهجرة والتجنيس للوافدين إليها من مختلف الأعراق نظير شروط وإجراءات غير معقدة مقارنة بغيرها من البلدان المنغلقة على نفسها، ميلًا نحو القومية والرغبة في الحفاظ على هوية أحادية العرق وحيدة الثقافة، وهو كان نمطًا سائدًا في عدد غير محدود من دول القارة الأوروبية قبل سنوات، ليضطر بعضها الآن مع انخفاض معدلات الخصوبة ومواجهتها خطر الفناء الديموجرافي لفتح المجال واسعة أمام تجنيس الوافدين دون قيود مجحفة.
وتأتي الأرجنتين في مرتبة متقدمة بين الدول الأسهل في منح الجنسية، حيث يمكنك الحصول على الإقامة عن طريق شراء عقار، ويتمتع حاملو الجنسية الأرجنتينية بمزايا عديدة، مثل السفر إلى 175 دولة دون تأشيرة، بما في ذلك دول أوروبا.
كذلك تمنح البرازيل فرصة الحصول على الجنسية مجانًا نظير بعض الشروط الضرورية، مثل الإقامة لمدة لا تقل عن 5 سنوات واجتياز اختبار اللغة البرتغالية والالتزام بالقوانين المحلية.
أما إسبانيا فعلى الرغم من أنها لا تمنح الجنسية مجانًا، لكن الأمر قد يكون أسهل في حالة الزواج من شخص من أصل إسباني، وتتيح الجنسية الإسبانية السفر إلى 155 دولة دون تأشيرة.
وتتيح كلا من أيرلندا وسويسرا فرصة الحصول على الجنسية مجانًا، إذ يحق للأجنبي تقديم طلب الحصول على الجنسية السويسرية إذا أقام في سويسرا 10 سنوات على الأقل متصلة أو منفصلة، أما بالنسبة لأيرلندا فالأمر لا يتطلب سوى العيش في الدولة لمدة 5 سنوات متواصلة ووجود تصريح عمل للحصول على الإقامة الدائمة.