كتب- محمد أبو الدهب..
افتتح المتحف المصري بمدينة «تورينو» في إيطاليا، السبت، قاعة مُخصصة للملكة «نفرتاري»، زوجة الفرعون رمسيس الثاني، للاحتفال بالذكرى المئوية الثانية للمتحف.
وعادت القطع الجنائزية الخاصة بـ «الملكة المصرية العظيمة» إلى متحف «تورينو»، للاحتفال بمرور 200 عام على تأسيس المتحف، بعد جولة دولية استمرت 8 سنوات.
«نفرتاري» تعود للمتحف المصري بـ إيطاليا
وانطلقت جولة الملكة «نفرتاري» من مدينة ليدن بهولندا، في عام 2016، وشملت الجولة متحف «الأرميتاج» في سانت بطرسبرج في روسيا، والعديد من المتاحف في الولايات المتحدة وكندا.
وعُرضت مُقتنيات «الملكة المصرية» في القاعة التاريخية داخل الخزائن الخشبية نفسها، التي استضافتها لأول مرة في بداية القرن العشرين، والتي أنشأها مُدير المتحف آنذاك إرنستو شياباريللي.
وحضر هذا الحدث الكبير؛ الدكتور طارق توفيق، رئيس جمعية علماء المصريات الدولية ومدير مركز الدراسات الأثرية والتراث الدولي في الأقصر.
واكتشف عالم الآثار الإيطالي إرنستو شياباريللي مقبرة «نفرتاري» في وادي الملكات بالأقصر قبل 120 عامًا، تحديدًا في عام 1904، ويعتبر العلماء هذه المقبرة واحدة من أجمل المقابر المصرية.
وحينما اكتشف شياباريللي المقبرة؛ لاحظ أنها تعرّضت للنهب قبل ذلك، رُغم ذلك؛ فأن الزخارف كانت لا تزال مرئية، وكان هناك بعض المقتنيات المتبقية.
تطوير قاعة «نفرتاري» بالمتحف المصري بـ إيطاليا
يعرض المتحف المصري أكثر من 50 قطعة أثرية، بما في ذلك قطع نادرة نجت من النهب.
ومن بين هذه القطع الأثرية، تماثيل الأوشابتي، والتميمة الخشبية للجد المطلية بالذهب والمزينة بالمعجون الزجاجي، والتي تُمثّل رمز الإله أوزوريس، وعثر عليها شياباريللي في إحدى زوايا الغرفة الجنائزية لحماية الملكة.
يقول إنريكو فيراريس، المُشرف على إعداد العرض الجديد: « القاعة هي نفسها، ولكن الترتيب تغيّر، حيث أضيفت لمسة من الآثار والوسائط المتعددة، مع نظام إضاءة جديد يبرز جمال المقتنيات داخل الخزائن؛ فالضوء في هذا الترتيب الجديد يصبح مُرشدًا للمشاهد”.
وإضافة إلى المجوهرات، التمائم، تماثيل الأوشابتي، والأحذية؛ يتضمن العرض رسومات أنجزها الرسّام باولو ماريني، والتي تُساعد على فهم كيفية عمل علماء الآثار اليوم، عن طريق إعادة رسم التماثيل في لوحات فنية.
واستُخْدم أيضًا صور من الأرشيف التاريخي، الذي يضمُّ أكثر من 4500 شريحة تصويرية، توثّق عشرين عامًا من الحفريات الأثرية للمتحف المصري.
وجرى استخدام تلك الصور كخلفيات للخزائن، ولإنتاج فيديو يُعرض في خلفية القاعة التي تستضيف المعرض، لرواية قصة البعثة الأثرية.
مقتنيات فاخرة لـ «نفرتاري» بالمتحف المصري في إيطاليا
ويشمل العرض أيضًا نموذجًا خشبيًا لمقبرة «نفرتاري»، صُنع بتكليف من شياباريللي في العقد الأول من القرن العشرين.
وتوفّر هذه النسخة فرصة لدخول النموذج، ورؤية تفاصيل دقيقة لدورة الرسومات المُعقّدة، التي تصور رحلة «نفرتاري» إلى الحياة الآخرة، والتي استخدمها معهد جيتي للترميم كمرجع لترميم الرسوم والزخارف بالمقبرة الأصلية بمصر في التسعينيات.
ويقول مدير المتحف كريستيان جريكو: « إعادة مُقتنيات نفرتاري إلى الخزائن التي صممها شياباريللي في بداية القرن العشرين، وتقديمها في سياق يتضمن فيديو وتقنيات متعددة الوسائط، إضافة إلى صور كثيرة من أرشيفنا التاريخي».
ويضيف: « هذا العمل يعكس الديناميكية الكبيرة للمتحف المصري، في وقت يراجع فيه المتحف تاريخه ووظيفته، وفي ظل مشاريع الترميم وإعادة العرض المستمرة التي تُجهز المتحف لتغيير شكله مجددًا”.
و«نفرتاري» «1300—1250 قبل الميلاد»، هي ملكة مصرية قديمة، كانت كبيرة الزوجات الملكيات، أو الزوجة الرئيسية للملك رمسيس العظيم.
واسم «نفرتاري» يُعني المُصاحبة الجميلة، والمحبوبة التي لا مثيل لها، وجميلة جميلات الدنيا، وهي واحدة من أكثر الملكات المصرية شهرة ككليوباترا، نفرتيتي وحتشبسوت.