أعلن البنك المركزي السعودي، رفع أسعار الفائدة على اتفاقية إعادة الشراء المعاكس «الريبو»، واتفاقية إعادة الشراء «الريبو العكسي» بنسبة 0.25%.
وقرر البنك المركزي السعودي، يوم الأربعاء الموافق 26 يوليو 2023، رفع سعر الفائدة بنحو 25 نقطة أساس إلى مستوى 6% على إعادة شراء الريبو، تزامنًا مع قرار البنك الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس.
ورفع المصرف المركزي السعودي ساما، معدل اتفاقية إعادة شراء الريبو المعاكس 25 نقطة إلى 5.5%، موضحًا أن القرار يأتي اتساقا مع هدف السعودية لاستقرار السياسة النقدية.
ساما يرفع أسعار الفائد للمرة الثالثة خلال 7 أشهر
وجاء قرار مصرف السعودية المركزي برفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة خلال 7 أشهر تماشيًا مع قرار الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة الأمريكية إلى أعلى مستوى في 22 عامًا، مساء أمس الأربعاء، عند 5.5%، بهدف كبح جماح التضخم.
وكان البنك المركزي السعودي، قد قرر في اجتماعه السابق في مايو الماضي، رفع سعر الفائدة 25 نقطة أساس على اتفاقية إعادة الشراء واتفاقية إعادة الشراء المعاكس، ليصل إلى 5.75% و5.25% على الترتيب. وفي مارس الماضي، قررت لجنة السياسة النقدية، رفع أسعار الفائدة على اتفاقية إعادة الشراء واتفاقية إعادة الشراء المعاكس 25 نقطة أساس.
ماذا يعني الريبو والريبو العكسي؟
الريبو هو اختصار لمصطلح REPURCSE AGREEMENT أو اتفاقية إعادة الشراء، وهو عبارة عن إحدى السياسات النقدية لبيع الأوراق المالية سواء كانت سندات أو أذون خزانة ثم إعادة شرائها لاحقًا بسعر أعلى، والهدف منه تحقيق سيولة مالية عاجلة. وهو أحد أنواع الاستثمار الآمن الذي يعتمد على إعادة شراء بسعر فائدة لليلة واحدة أو لمدة قصيرة لا تتجاوز الأسبوع، ويعد أداة مالية تتيح للطرف البائع «البنك المركزي» الحصول على سيولة من المشتري «البنوك التجارية».
والريبو العكسي هو اتفاقية إعادة شراء عكسية تجري عندما تقترض البنوك المركزية الأموال من البنوك التجارية ولكن عندما ترتفع الفائدة على الريبو العكسي تتجه البنوك إلى الريبو وتقليص إقراضها للأفراد، وإذا انخفضت تتجه لإقراض الشركات والأفراد وضخ المزيد من السيولة في الأسواق.
فوائد الريبو
إذا واجهت الأسواق أزمة مالية كتأثر العالم بالركود الاقتصادي الخفيف في أعقاب جائحة كورونا وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية، فإن البنوك المركزي تلجأ إلى الريبو، الذي يساهم في تحريك السوق ومساعدة الشركات على الاستثمار، بالإضافة إلى تحقيق ربح بسيط على عملية الريبو بأقل مستوى من المخاطر.
أما إذا تعثر العميل ماليًا، فإنه يستفيد من القروض قصيرة الأجل منخفضة المخاطر، إذ يتيح له الريبو بيع ضمان القرض من السندات في حالة الإفلاس والاستفادة من عائدها، ولكن في القرض طويل الأجل لا يمكن للعميل التصرف في الضمانات.
علاقة الريبو السعودي بأسعار الفائدة الأمريكية
يعد الدولار العملة الاحتياطية للعديد من البلدان حول العالم بما فيها السعودية ومصر بالإضافة إلى أنه العملة الأساسية في التجارة الدولية، لذا تضطر البنوك المركزية في تلك البلدان لتحريك سعر الريبو صعودًا وهبوطًا كلما تحرك سعر الفائدة على الدولار. وهذا ما فعله البنك المركزي السعودي عندما رفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة مؤخرًا بنسبة 0.25%، إذ تحرك سعر الريبو السعودي بالنسبة المئوية ذاتها.
تأثير رفع الفائدة على المصريين في السعودية
وقد يؤثر رفع أسعار الفائدة البنكية بشكل طفيف على المصريين المقيمين في السعودية، إذ سيؤدي إلى ارتفاع قيمة الفائدة على أقساط القروض من البنوك سواء كانت قروضًا شخصية لشراء المستلزمات الحياتية أو قروضًا للشركات والمستثمرين، بالإضافة إلى زيادة أسعار السلع والخدمات.
وأجمع أكثر من 5 خبراء اقتصاديين، استطلعت وصال رأيهم، أن رفع أسعار الفائدة في السعودية يمارس ضغطًا على الرهون العقارية، وقد يؤدي لتباطؤ وتيرة حركة الشراء في قطاع العقارات، نظرًا لزيادة قيمة الأقساط. ولفتوا إلى تأثر قطاع الشركات سلبًا برفع الفائدة، حيث أن أيّ اقتراض ستكون تكلفته أكثر، بسبب ارتفاع خدمة الدين، بما يؤدي إلى تقليص أرباح الشركات.
وأوضحوا أن الأوضاع المالية لدول الخليج بما فيها السعودية تتأثر بشكل أكبر بأسعار النفط والطاقة من مستوى أسعار الفائدة الأمريكية، كما أن رفع الفائدة له تأثير إيجابي لى أرباح البنوك الخليجية”. ونصحوا المصريين في السعودية بالمبادرة بشراء المنازل أو السيارات أو الأغراض التي تحتاج إلى الاقتراض إذا استدعت الحاجة لذلك، إذ يتوقعون الاستمرار في رفع أسعار الفائدة عالميًا بالإضافة إلى أسعار الطاقة خلال العام الحاليّ والذي يليه.
وكشفت بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية، عن تباطؤ معدل التضخم السنوي في المملكة العربية السعودية، خلال شهر يونيو الماضي، ليسجل 2.7% مقابل 2.8% في مايو الماضي. وأشارت البيانات إلى ارتفاع أسعار خدمات السكن والمياه والغاز وأنواع الوقود الأخرى بمعدل 9.1%، كما صعدت أسعار الأغذية والمشروبات 1%، والنقل بمعدل 1.6%، وارتفاع أسعار التعليم 3% والفنادق والمطاعم 4.3%، فيما تراجعت أسعار الملابس والأحذية 2.9% والاتصالات 0.7%..