كتبت -سناء عثمان..
يناقش مجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، الطلب المقدم من النائب شريف الجابري مدعوماً من 20 نائبًا لاستيضاح خطة الحكومة للتواصل والاستفادة من الطلاب المصريين الدارسين بالخارج.
وأكد جميع النواب علي أن مصر منذ عقود مرت بتجربة عظيمة في عهد محمد علي باشا، الذي أرسى أسسًا لإرسال العمالة المصرية إلى الخارج لاكتساب الخبرات اللازمة لبناء دولة حديثة قائمة على مشروعات علمية بخبرات أوروبية، ولذلك كانت من أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة في إنشاء نظام تعليمي يحل محل التعليم النقلي.
وأضاف النواب، أن التاريخ يعيد نفسه، فمنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، كان حريصًا على جعل مصر من الدول المتقدمة في مجال التعليم، لذلك أسس العديد من الجامعات التكنولوجية والجامعات الأهلية لتتماشى مع تطوير منظومة التعليم التي يشهدها العالم.
قال النائب السيد عبدالعال عضو مجلس الشيوخ لموقع “وصال”، أن الحديث حول الطلاب المصريين بالخارج هو حديث عن ثروة بشرية تملكها مصر في الخارج، حيث أن هذا العدد الضخم الذي يبلغ 14 مليون طالب بالخارج له أهمية كبيرة ظهرت في أوقات هامة جدًا من عمر الوطن، رغم عدم التواصل المنظم بين الدولة وبين هؤلاء الطلاب؛ فمثلًا عندما وقعت جائحة كورونا تم إغلاق المدن الجامعية، ومن قام بحل جزء كبير من مشاكل الطلبة الذين يدرسون بهذه الجامعات كان الطلبة المصريين هناك، حيث قاموا بمساعدة زملائهم في حل مشاكلهم.
الطلاب فريسة لمكاتب السماسرة التى تروج لجامعات بالخارج
وأنتقد النائب فايز أبو حرب، عضو مجلس الشيوخ، ظاهرة إقبال عدد من الطلاب المصريين للدراسة بالخارج، لما لها من تأثير سلبى على الوضع الاقتصادى بسبب قيامهم باللجوء للسوق السوداء لتوفير الدولار كما أن أغلب هؤلاء الطلاب يكونون حاصلين على مجموع لا يؤهلهم لكليات الطب بمصر، ولكنهم مقتدرين ماليا، مما يجعلهم يسعون للحصول على شهادة الطب من جامعات الخارج، وهو ما يجعلهم فريسة لمكاتب السماسرة التى تروج لجامعات بالخارج “تحت بير السلم”.
مطالبات بحل أزمة الطلاب المصريين بالخارج
كشف النائب إيهاب وهبة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بمجلس الشيوخ، أن هناك ما يقرب من 73 ألف طالب من المصريين بالخارج في التعليم قبل الجامعي، قائلًا: “يجب التركيز على هؤلاء الطلاب، لاسيما وأن لديهم مشكلات كبيرة”.
وأشار وهبة، إلى أن وزارة التعليم العالي حددت الجامعات المعترف بها في جميع الدول وكل عام تراجع هذه الجامعات، قائلًا: “ولكن هناك مشكلة فالطالب يدخل الجامعات في روسيا وأوكرانيا تحديدًا وهي معترف بها، وقد تخرج من التصنيف بعد ذلك”.
وطالب عضو مجلس الشيوخ، وزارة التعليم العالي أن تعترف بأي جامعة منذ بداية الدراسة حتى نهايتها.
وأثار النائب، إشكاليات مكاتب الخدمات التعليمية، والتي تحولت لمكاتب سماسرة، مطالبًا بضرورة تقنين أوضاع هذه المكاتب.
أسباب سفر الطلاب المصريين بالخارج
فيما أبدت الدكتورة راندا مصطفى، وكيل لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشيوخ، دهشتها من سبب سفر الطلاب المصريين للدراسة في الخارج، قائلة: “ليه ولادنا بيسافروا يدرسوا في الخارج واحنا عندنا هذا الكم الهائل من الجامعات المتنوعة سواء الحكومية أو الخاصة أو الأهلية”.
وقالت وكيلة لجنة التعليم إن هناك ثلاثة محاور وراء سفر طلابنا للخارج، وهم: “مجموع الطالب وارتفاع تكاليف الدراسة في الداخل، أو أن الطالب يريد دراسة تخصص غير موجود في مصر”.
وتابعت: مصر فيها قلاع من الكليات والحل أن الجامعات الأهلية تحل هذه المشكلة، لأن الغرض من تأسيسها هو حل هذه المشكلة، مضيفة:”محتاجين نعرف ليه ودلانا بيخرجوا يدرسوا في الخارج ونحل هذه المشكلة”.
التوسع في إنشاء فروع للجامعات الأجنبية داخل مصر
أكد المهندس عبد السلام الجبلي، رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، أهمية التوسع في إنشاء فروع للجامعات الأجنبية داخل مصر، بالإضافة إلى الجامعات الخاصة والأهلية، قائلًا: :لدينا عدد كبير من المدن الجديدة التي تساعد على إنشاء تلك الفروع للجامعات الأجنبية والجامعات الخاصة، وذلك لاستيعاب الطلاب المصريين الذين يرغبون في الدراسة بالخارج”.
وقال الجبلي: لابد أن يكون لدينا خطة لاستيعاب هؤلاء الطلاب، طالما أنهم يرغبون فى الدراسة بجامعات الخارج، بسبب المجموع أو التخصص، مشيرًا إلى أن قيام الدولة بتوفير ذلك التعليم لهم داخل مصر، سوف يوفر العملة الصعبة التي يحتاجها هؤلاء الطلاب للدراسة بالخارج، ويتم إنفاقها داخل مصر بدلًا من إنفاقها في الخارج، مشددًا على ضرورة تحديد جهة وحصر عدد هؤلاء الطلاب، وبالتالي تحديد خطة الاستفادة منهم لصالح الدولة ودعم انتمائهم لوطنهم
وعقب المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، قائلا، إن هؤلاء الطلاب أبنائنا فى النهاية ويسعون للحصول على أفضل درجة علمية.
وشدد النواب على أن المرحلة الحالية تحتاج إلى منظومة متطورة مهمتها نقل الخبرات من طلابنا المصريين الذي تم إيفادهم للخارج بنفس المنظومة التي تمت في العقود السابقة، ولكن بأسلوب إداري وعلمي لدعائم الجمهورية الجديدة ورؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وطالب النواب بضرورة الاستفادة من خبرات الطلاب الدارسين بالخارج للارتقاء بمستوى التعليم.
.