كتبت – وفاء عثمان..
اختتم مؤتمر الكيانات المصرية بالخارج، الذي نظمته وزارة الخارجية والهجرة، فعالياته بنجاح كبير، حيث شكل منصة حوار مهمة جمعت أبناء الوطن في الخارج وصناع القرار.
وشهد المؤتمر نقاشات مكثفة حول أبرز التحديات التي تواجه المصريين المقيمين بالخارج وطموحاتهم المستقبلية، وذلك في إطار سعي الدولة لتلبية احتياجاتهم وتعزيز دورهم في بناء الوطن.
وفي تصريح خاص لموقع “وصال”، دعت الدكتورة جيهان جادو، عضو مجلس فرساي إلى الاستفادة القصوى من خبرات العلماء والخبراء المصريين المقيمين بالخارج، وذلك من خلال إنشاء مجلس استشاري يضم نخبة من الكفاءات المصرية في مختلف التخصصات.
وأكدت جادو أهمية حصر هذه الكفاءات وإنشاء قاعدة بيانات شاملة بها، مشيرة إلى أن هذا المجلس يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في تقديم الاستشارات اللازمة لصناع القرار في مختلف المجالات، بما يساهم في دفع عجلة التنمية في مصر.
كما دعت إلى توحيد الكيانات والاتحادات المصرية بالخارج تحت كيان واحد؛ لتعزيز التعاون والتكامل بين هذه الكيانات، والاستفادة من طاقاتهم في خدمة الوطن.
وشددت عضو مجلس فرساي على أهمية الاهتمام بالجيل الثاني والثالث من أبناء المصريين بالخارج، من خلال تنظيم معسكرات خاصة بهم وتعريفهم بتاريخ وحضارة مصر، وتشجيعهم على زيارة الوطن والمشاركة في الأنشطة والفعاليات المختلفة.
كما طالبت بضرورة الاهتمام بالمرأة المصرية بالخارج وتسليط الضوء على إنجازاتها، ودعم مشاركتها الفاعلة في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
وأشادت جادو بجهود وزارة الخارجية والهجرة في تنظيم مؤتمر الكيانات المصرية بالخارج، مؤكدة أهمية استمرار هذا التواصل والحوار البناء مع الجالية المصرية في الخارج.
ومن جانبه، طالب علاء ثابت، رئيس الجالية المصرية في برلين، بزيادة زيادة مشاركة المصريين المقيمين في الخارج في صنع القرارات التي تشكل أهمية بالنسبة لهم، بالإضافة إلى مشاركتهم في حوار بناء بشكل دائم لعرض كافة المشكلات التي تواجههم.
كما أكد أهمية تطوير الخدمات القنصلية المقدمة للمصريين المقيمين في ألمانيا، بالإضافة إلى توفير فرص تعليمية وثقافية لأبنائنا في الجامعات المصرية للحفاظ على هويتهم المصرية، فضلًا عن زيادة تعزيز التعاون بين الجامعات المصرية والأمريكية، وتوفير برامج تبادل طلابي وأكاديمي.
وأضاف ثابت في تصريحات خاصة لـ”وصال: “أدعو الحكومة المصرية إلى توفير بيئة استثمارية جاذبة للمصريين بالخارج، وتسهيل إجراءات نقل الأموال والاستثمار في المشروعات القومية”.
وشدد على أهمية تسهيل إجراءات الاستثمار للمصريين بالخارج، وتقديم التسهيلات اللازمة لإنشاء الشركات والمصانع في مصر، بالتعاون مع وزارة الاستثمار وتفعيل دور الشباك الواحد.
ومن جانبه، وجّه بهجت العبيدي، مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج، الشكر الحكومة المصرية على جهودها المبذولة لتسهيل عودة المصريين إلى وطنهم، متابعًا: “ومع ذلك، نناشد بضرورة تخفيض أسعار تذاكر الطيران بشكل أكبر، خاصة في فترات العطلات والأعياد، لتمكين أكبر عدد من المصريين بالخارج من زيارة أهاليهم وبلدهم، كما نطالب بإعادة فتح مبادرة سيارات المصريين بالخارج، وتوسيع شريحة المستفيدين منها لتشمل جميع الفئات”.
وأضاف: طنحن نؤيد بشدة مطالب المصريين بالخارج بإعادة فتح مبادرة التسوية التجنيدية ومبادرة سيارات المصريين بالخارج”، مؤكدًا أن هذه المبادرات تساهم في تعزيز الروابط بين المصريين في الداخل والخارج وتدعم الاقتصاد المصري.
وأكد أن هناك العديد من المصريين بالخارج الذين اضطروا إلى العودة إلى أرض الوطن بعد معاناة من الأزمة الاقتصادية العالمية، مضيفًا: “ولذلك نطالب الحكومة المصرية بتقديم حوافز أكبر للمصريين العائدين إلى الوطن، مثل توفير فرص عمل ومساعدات في بدء المشاريع الصغيرة”.
فيما طالب مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج بهجت العبيدي بأهمية ربط الشباب المصري المقيم في الغرب بوطنه، مشيرًا إلى أنهم يمثلون ثروة قومية يجب الاستفادة منها.
ودعا إلى وضع آليات فعالة لربطهم بمصر والاستفادة من خبراتهم وكفاءاتهم العالية، مؤكدًا أن الأجيال الجديدة في الغرب تعد ثروة قومية لمصر، وذلك لما يمتلكون من مواهب وبما يحصلون من علم في أهم المدارس والمعاهد والجامعات الأوروبية والأمريكية، مطالبًا بضرورة الوصول إلى صيغة مثلى لربطهم بوطنهم من ناحية وللاستفادة القصوى بهم من ناحية أخرى.
كما طالب بتبسيط إجراءات تجديد الجوازات وتوثيق المستندات للمصريين المقيمين في الدول التي لا يتوافر بها القنصليات المصرية غير المدة الرئيسة، وتوفير قنصلية متنقلة لخدمة المصريين في المناطق النائية.
ومن جانبه شدد نصر مطر، مسئول الملف السياسي بالاتحاد العالمي للمواطن المصري، على ضرورة تفعيل آلية تضمن حصول المغتربين المصريين، خاصة في دول الخليج، على معاش تقاعدي في نهاية حياتهم العملية.
وأوضح مطر أن هذه الفئة تعاني من صعوبات كبيرة بعد انتهاء فترة عملها بالخارج، حيث تجد صعوبة في تأمين حياة كريمة لنفسها، مشيرًا إلى أهمية توفير فرص عمل للمصريين العائدين إلى الوطن، والاستفادة من خبراتهم وكفاءاتهم.
ودعا مطر إلى استغلال مؤتمر الكيانات المصرية بالخارج لعرض مطالب المصريين المقيمين خارج مصر ومناقشة المشكلات التي تواجههم، مطالبًا بضرورة إنشاء مظلة تأمينية تحمي حقوق المصريين العاملين بالخارج، مؤكداً على أهمية هذا الأمر في تحقيق العدالة الاجتماعية لهذه الفئة التي قدمت الكثير لوطنها.