كتب- محمد أبو الدهب..
قضت محكمة في إيطاليا، الأحد، بحبس مواطنين مصريين اثنين من المُقيمين على أرضها، بالسجن لمدة ثلاث سنوات وأربعة أشهر، في محاكمة عاجلة، بتهمة التحرّش الجنسي بفتيات قاصرات على أحد الشواطئ.
مُحاكمة سريعة للمعتدين على قاصرات
حُكم على مصريين اثنين من العاملين بإيطاليا بالسجن لمدة ثلاث سنوات وأربعة أشهر، بتهمة الاعتداء الجنسي على فتيات قاصرات على شاطئ أوسـتيا بالعاصمة الإيطالية روما، خلال قضاء يوم عُطلة «عيد صعود العذراء»، 15 أغسطس الجاري.
جاء الحُكم بعد موافقة المصريين المُدانين على إجراء محاكمة مُختصرة وسريعة، وهي المُحاكمة التي تُخفف مُدة العقوبة إلى الثُلث، في حالة موافقة المُتهمين عليها.
الاعتداء الأول: عناق غير مرغوب فيه لقاصر
في صباح عُطلة منتصف أغسطس «عيد العذراء»، تعرّضت فتاة قاصر تبلغ من العمر 18 عامًا لاعتداء جنسي من قبل شاب مصري، 36 عامًا، يعمل صانع بيتزا.
وقالت الفتاة المجني عليها في تحقيقات الأمن إنها « تلّقت عناقًا غير مرغوب فيه، وغير مُريح، ومُفاجئ لها من المُتهم، أثناء تواجدها بشاطئ أوسـتيا لقضاء عُطلة منتصف أغسطس».
وأضافت أنها « رُغم محاولتها الابتعاد عن المعتدي؛ فأنه لم يتوقف عن سلوكه، وحاول استهداف فتاة أخرى تبلغ من العمر 15 عامًا بالشاطئ نفسه».
وفي قاعة المحكمة؛ حاول الشاب المصري الدفاع عن نفسه، والتقليل من شأن أفعاله، مُدعيًّا أنه « لم يفعل سوى لمس ساق الفتاة».
وجاءت شهادات شهود العيان مختلفة تمامًا عن أقوال المصري المُدان، ومؤيّدة لرواية الفتاة المجني عليها؛ فذكر بعض المُصطافّين أنهم شاهدوا الجاني وهو يقترب من الضحية بنية اعتراضها والتحرش بها.
تدخل قوات الأمن.. وضبط المُتحرّش بقاصر
صرخات الاستغاثة التي أطلقتها الفتاة يوم الحادث؛ تسببت في تجمهر روّاد الشاطئ، الذين تمكّنوا من السيطرة على الشاب المصري، واحتجازه بالشاطئ، لحين قدوم أفراد الشرطة.
وصلت الشرطة إلى مكان الحادث؛ وواجهت حالة من الغضب الشديد عند روّاد الشاطئ، وعملت قوات الأمن على تهدئة الموقف، واعتقلت المصري المُتهم بهذه الاعتداءات.
الاعتداء الثاني: تكرار جريمة التحرش بـ قاصر
وفي مساء اليوم نفسه «عُطلة عيد صعود العذراء»؛ شهدت المنطقة ذاتها تكرارًا لسيناريو مُشابه، ولكن هذه المرة مع معتدٍ آخر.
وفي تلك الواقعة؛ اقترب شاب مصري، 28 عامًا، من فتاة قاصر تبلغ من العُمر 13 عامًا أثناء لعبها الكرة الطائرة على الشاطئ نفسه، الذي كان مُزدحمًا بشدة كعادته في مثل هذا الوقت من العام.
وفقًا لرواية قوة الشرطة التي تدخّلت في الحادث؛ حاول الشاب المصري، مدّ يديه نحو الفتاة، ولكن كان رد فعل الضحية سريعًا؛ فبدأت بالصراخ، ما لفت انتباه أصدقائها وأفراد عائلتها، الذين أمسكوا بالشاب المُعتدي، قبل أن يبلغوا الشرطة.
ردود فعل بالمجتمع الإيطالي
أثارت هاتان الحالتان من الاعتداء الجنسي رد فعل كبير داخل المُجتمع الإيطالي، الذي يُدين وقائع التحرّش، وغيره من أشكال التعدّي الجنسي على النساء؛ خصوصًا الفتيات القاصرات.
وسلّطت الحادثتان الضوء على الحاجة إلى مزيد من الأمن على الشواطئ المُزدحمة خلال الاحتفالات الصيفية، وكذلك أهمية التبليغ عن مثل هذه الحوادث.
استغلال الشواطئ المُزدحمة في العطلات
طالب المواطنون الإيطاليون مرارًا بتعزيز التواجد الأمني بالمنتزهات العامة، والشواطئ، والأماكن السياحية؛ خصوصًا في أيام العطلات الرسمية، للحيلولة من استغلال البعض ذلك في ارتكاب جرائم.
وتزدحم الشواطئ في إيطاليا بشكل كبير خلال عُطلة منتصف أغسطس، بسبب توافد السائحين، والنشاط الكبير الذي تشهده البلاد في السياحة الداخلية والخارجية على السواء.
و«عيد صعود العذراء»، أو «عيد فيراغوستو»، أو عُطلة منتصف أغسطس، كلها مُسميات لعيد وطني في إيطاليا ذات الأغلبية الكاثوليكية.
ويُعد أحد الأعياد الدينية، فهو عيد انتقال السيدة العذراء مريم إلى السماء، بالجسد والروح، في نهاية حياتها الأرضية، حسب عقيدة الكاثوليك.
ومع ذلك؛ فإن أصول «عُطلة فيراجوستو» الإيطالية، تعود إلى أقدم من ذلك، وتحديدًا بالعصر الروماني، ففي هذا الوقت مُنح المواطنون عُطلة كفترة راحة من قبل الإمبراطور أغسطس، في عام 18 قبل الميلاد، بعد أسابيع من العمل الشاق في القطاع الزراعي.
وكانت العُطلة في الأول من أغسطس، وأصبح هذا قانونًا خلال عصر النهضة الروماني في جميع أنحاء الولايات البابوية، حتى قررت الكنيسة الكاثوليكية نقل الاحتفال إلى 15 أغسطس، ليتزامن مع عيد صعود السيدة العذراء مريم.