كتب – هاني جريشة..
تكتسي شوارع وأسواق وساحات قطر طوال شهر رمضان بأجواء احتفالات واسعة تستقطب الرواد من مختلف جنسيات العالم سواء من المقيمين في قطر أو القادمين إليها من الخارج للاستمتاع بهذه الأجواء ذات الطبيعة الخاصة
وتصدرت قطر الدول العربية الأكثر ابتهاجا بشهر رمضان في تقرير صدر مؤخرا لوكالة الأنباء الألمانية، وجاء التقرير أن منطقة الميناء القديم وعلى امتداد شهر رمضان يقام مهرجان “أكل أول” الذي يتناغم مع أجواء حي الميناء القديم، وهو عبارة عن احتفاء بالتقاليد العريقة التي نسجت ذكريات المجتمع الغنية في دولة قطر، حيث يتيح فرصة قضاء أجمل الأوقات مع العائلة والأصدقاء.
وبعيدا عن حي الميناء القديم يوجد سوقا واقفا في قلب العاصمة القطرية، وهي إحدى أعرق الأسواق في قطر ومنطقة الخليج، ورغم أن سوقا واقفا مقصد سياحي مهم طوال العام فإن جاذبيتها تزداد خلال شهر رمضان.
أما المنطقة الثالثة التي تكتسي بطابع خاص في “رمضان الدوحة”، فهي “مشيرب قلب الدوحة” القريبة من سوق واقف، والتي تقدم فعاليات كثيرة خلال رمضان، جاذبة إليها أعدادا كبيرة من السائحين والمقيمين في قطر سواء من المجتمع المحلي أو الأجانب.
وتظهر بيانات “قطر للسياحة” أن البلاد استقبلت أكثر من أربعة ملايين سائح خلال عام 2023، متجاوزة بذلك أرقاما قياسية لقطر.
ومن جانبه كشف الكاتب السيد خضري، المقيم بقطر منذ بضع سنوات، عن تأثر عدد من المصريين المقيمين في قطر بعدد من العادات الرمضانية المزروعة في الثقافة القطرية.
وقال خضري في تصريحات خاصة لـ«وصال»: تأثرنا كمصريين مقيمين في قطر بعادات رمضانية مثل الاكتفاء بالتمر واللبن لكسر الصيام ثم الصلاة مع تأخير الإفطار، بالإضافة أن العمومات على أكلات خليجية كبسة مندي، ذبيان، مضغوط وكلها أنواعا وطرق لإعداد الأرز واللحوم.
وأشاد خضري، باهتمام دولة قطر بالمساجد ودورها في بث الروحانيات بين جموع المصليين في رمضان، مضيفا: “ممكن تكون الصلاة خلف القراء المصريين لها طابعا خاصا، لكن هناك هدوء واهتمام بالمساجد أكتري في قطر وهو ما يمنح المصلي مزيدا من الخشوع”.
وتابع خضري: “نفتقد في رمضان ككبار لمة العائلة، الاتصالات سهلت التواصل مع الأهل، لكن ما زالت كلها تكنولوجيا جافة لا تعوض حضن الأهل ولمتهم، ونفتقر للمسحراتي وزينة الشوارع والفوانيس، وطبعا نحاول ابتكار الزينة هنا وتعليق الفوانيس، لكن في مصر كان في روح للحاجة وهي بتصنع بمجهود جماعي ويشارك فيها الشارع بأكمله”.
وحول برامج التليفزيون قال: “لم نفتقدها كثيرا بسبب الفضائيات، ولكنها أصبحت غريبة عن أيام زمان، وأصبحت إعلانات ومسلسلات أكثر منها برامج رمضانية، ونستعرض عنها بمشاهدة حلقات على اليوتيوب للكاميرا الخفية لإبراهيم نصر، ويشغلنا أحيانا صناعة الذكريات لأطفالنا، فنعوضها بحكايات عن رمضان في مصر وروح الناس زمان”.