كتبت.. أميرة سلطان –
حقق سوق السيارات محليًا انتعاشة جديدة على خلفية حدوث إنفراجة فى حركة استيراد السيارات من الخارج والتى تضاعفت بمعدل قارب الـ 140%، خلال الربع الأول من العام مقانة بالفترة المناظرة من العام السابق، إذ ارتفعت قيمة واردات السيارات من 275 مليون دولار لـ 657 مليون دولار بفارق قدره 382 مليون دولار، كما بلغت واردات سيارات نقل البضائع 43.1 مليون دولار خلال الربع الأول من العام مقابل 41.8 مليون دولار خلال الربع المناظر من العام السابق.
نشاط حركة استيراد السيارات
تلك القفزة فى واردات السيارات حدثت بشكل تراكمي منذ بداية العام الحالى، من 216.8 مليون دولار خلال شهر يناير 2024 ثم 193.7 مليون دولار خلال شهر فبراير 2024، وصولًا لـ 152.2 مليون دولار خلال شهر مارس 2024، وتعد واردات السيارات شهريًا هى الأعلى منذ بداية أزمة الدولار قبل عدة أشهر.
واردات قطع غيار السيارات
وفى المقابل، لازالت قطع غيار السيارات تواجه نقص فى واردات مصر منها، والتى واصلت التراجع إلى نحو 155.8 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2024 مقابل 166.6 مليون دولار الربع المناظر من العام السابق عليه، بانخفاض 10.7 مليون دولار.
سيارات معفاه من الجمارك
حالة الحراك الأخيرة فى سوق السيارات تزامنت مع إعادة طرح مبادرة “سيارات المصريين بالخارج” للمرة الثانية لمدة 3 أشهر بدءا من 28 أكتوبر 2023، دون أي جمارك أو رسوم أو ضرائب، في مقابل إيداع وديعة دولارية لمدة 5 سنوات يستردها بالكامل بسعر العملة في وقتها، حيث بلغ إجمالي قيمة أوامر الدفع الصادرة للمستفيدين من المبادرة، بلغت مليار و976 مليونا و 737 ألفا و 388 دولارا، مبينة إجمالي التحويلات التي تمت تقدر بـ 799 مليونا و462 ألفا و490 دولارا حتى الآن.
وتعليقًا على ذلك، قال أحمد عمار خبير سيارات، إن أسعار السيارات فى مصر سجلت انخفاضات ملحوظة بنسب متفاوتة وبخاصة السيارات الكورية أوالصينية و الآسيوية عمومًا ذات المحركات الصغيرة، التى لم تتأثر بشكل كبير بارتفاع سعر الدولار الجمركى بعد قرار التعويم الأخير للجنية المصرى، نظرًا لمحدودية الضرائب والجمارك المفروضة عليها، على عكس السيارات الفاخرة التى تخضع لضرائب وجمارك كبيرة نسبيًا.
وأضاف “عمار”، فى تصريح له، أن ظاهرة الأوفر برايس بدأت تتلاشى إلى حد كبير من قبل وكلاء السيارات الذين ظلوا طوال الأشهر الماضية متمسكين بهامش ربح كبير فوق سعر السيارة الأصلى بسبب أزمة الدولار وتخوفات ارتفاع سعره قبل التعويم الأخير، ولكن حاليًا ومع استقرار الأوضاع دفع هذا الأمر البعض إلى الإسراع فى بيع مخزون السيارات لديهم بدون أوفر برايس خوفًا من اى أنخفاضات قد تحدث فى سعر الدولار أكثر من ذلك ليخرجوا من الأزمة بأقل الخسائر.
انخفاض أسعار السيارات
وتوقع “عمار” حدوث مزيد من الانخفاضات فى أسعار السيارات محليًا خلال النصف الثانى من العام الحالى، إذا ما استقرت الأوضاع الاقتصادية على مدار الأشهر القادمة نظرًا لأن دورة شراء السيارات من الشركات تستغرق 3 أشهر فى رحلتها من الشركة إلى الوكيل إلى المشترى النهائي، كما توقع أن تمتد تلك الانخفاضات إلى أسعار السيارات المستعملة أيضًا بنسبة 10%، بعد توقف عمليات المضاربة والاستثمار فى سعرها من قبل أصحاب السيارات فى خضم أزمة الدولار، وعودتها كسلعة استهلاكية.
أما عن السيارات الأوروبية زيرو جمارك، أوضح أن تلك النوعية من السيارات غير معفاة من الضرائب والتي قد تصل لما بين 60 و80% للسيارات ذات المحركات الكبيرة، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الدولار الجمركي.