كتب – هاني جريشة..
تعد ماليزيا من أكثر الدول الاسلامية اهتماما بشهر رمضان بشكل كبير، ويكسوها روحانيات عالية عبر مساجدها الضخمة في المدن المختلفة، ويختلط فيها الطقس الديني بالتقاليد والعادات الشعبية، وتجد للشعب الماليزي طقوسا وروحانيات مختلفة فى شهر رمضان.
تقام الموائد فى المساجد والساحات يوميًا، ويعد من تقاليد الماليزيين إقامة احتفالات عيد الفطر في حفل يسمى مفارش المائدة المفتوحة، وعندما يوشك العيد أن يقترب تقوم النساء بتنظيف المساجد كما ينظفن منازلهم سواء بسواء.
“وصال” استطلع رأي أحد المصريين للتعرف على مدى اندماجهم مع العادات والتقاليد الماليزية في شهر رمضان الكريم.
أكدت المهندسة نشوى عبد الرازق – المقيمة في ماليزيا منذ ما يقرب من 10 سنوات – أن من أهم الأشياء التي يقوم بها الماليزيون قبيل رمضان هو الزينة، مشيرة إلى اهتمامهم بتزين الشوارع والمساجد والمولات بالأنوار وأشكال الزينة المختلفة، ويلجأون إلى نوع غريب من الزينة فهي تكون عبارة عن شبكات خضراء مستخلصة من نبات الأرز.
وقالت في تصريح خاص لـ وصال: في الماضي كانوا لا يحتفلون بقدوم رمضان ويرجئون الاحتفال إلى شهر شوال، لكن في السنوات الاخيرة بدأوا يجهزوا للاحتفالات من رمضان واستخلصوا فكرة الزينة والفوانيس من المصريين وتاريخ الدولة الفاطمية التي اشتهرت بهذه النوعية من التراث الرمضاني
وأشارت إلى أن الماليزيين يرون أن رمضان هو شهر عبادة وطاعة لله وأن الاحتفال الحقيقي يكون في العيد وخلال شهر شوال ابتهالا بما قدموه من طاعات خلال رمضان.
وأوضحت أن احتفالات شهر شوال ينظمون ما يطلق عليه open haose أو اليوم الفتوح يكون عبارة عن ترتيب جدول للعزائم بين الأصدقاء ويتم اختيار كل بيت يقوم بعزومة في يوم واحد لبقية الأصدقاء، والمصريين المخضرمين والمختلطين يشاركون في تلك الاحتفالات .
وأكدت نشوى أن الطقوس العبادية في رمضان لا تختلف كثيرا عن مصر، مشيرة إلى أن الاختلاف الوحيد في صلاة التراويح فهم يقرأون صفحة واحدة من القرآن في الركعة ومجموع التروايح مع صلاتي الشفع والوتر 23 ركعة، مشيرة إلى أن المصريين هنا يفتقدون إلى الطريقة المصرية وقراءة ربع حزب في الركعة لأن ذلك يجعلهم أكثر خشوعا وتأملا للقرآن ومعانيه.
وبينت نشوى أن الماليزيين لديهم اهتمام بالغ بالمساجد، ويقوم الأثرياء منهم بتجهيز وجبات في دور أسفل المسجد كي يفطر فيه الصائمون ويستمروا حتى صلاتي العشاء والتروايح، فضلا عن اهتمامهم بسنة الاعتكاف في العشر الأواخر سواء سيدات أو رجال، ويوفرون كل سبل الراحة والاهتمام للمعتكف، مشددة على أن للمساجد دور كبير في رمضان بعكس مصر.
وأشارت إلى أن أبرز ما يفتقده المصريون هنا هو لمة العائلة والأصدقاء والتجول في شوارع القاهرة القديمة.