كتب- محمد أبو الدهب..
أُصيب ثلاثة أشخاص، مساء الثلاثاء، أحدهم في حالة خطرة، في معركة دامية بالأسلحة البيضاء بين ستة مصريين من المُقيمين بمدينة «ريجيو إميليا» التابعة لإقليم إميليا رومانيا في شمال إيطاليا.
المُشاجرة هزّت المدينة، وفجّرت حالة من الجدل والنقاش الغاضب بين المسؤولين هناك بشأن تعزيز الحماية الأمنية.
معركة بين مصريين بـ ريجيو إميليا في إيطاليا
شهدت مدينة ريجيو إميليا حادثة عنف أثارت قلقًا واسعًا بين سُكّان المدينة، وسلّطت الضوء على التوترات المُتزايدة بين مجموعات الشباب، وهشاشة النظام الأمني في المستشفيات.
والواقعة بدأت مع اندلاع معركة عنيفة في شارع فيا روما، وهو الشارع الرئيسي في قلب المركز التاريخي لمدينة ريجيو إميليا، بين 6 من الشباب المصري المُقيمين بالمدينة، وتتراوح أعمارهم بين 19 إلى 31 عامًا.
وحدث تشابك بالأيدي في بداية الأمر، قبل أن تتصاعد الأحداث، وتصل إلى استخدام الأسلحة البيضاء، في مواجهة أسفرت عن طعن أحدهم، وإصابته بجروح خطيرة في الذرعين والصدر.
وحادثة الطعن؛ استدعت نقل الشاب المصري المُصاب فورًا إلى المستشفى المحلي، لتلقي الإسعافات الأوليّة، وهو حاليًا تحت المراقبة الطبية داخل المستشفى.
تجدد المعركة داخل مستشفى ريجيو إميليا في إيطاليا
لم تنته الليلة عند هذا الحد؛ فـ عندما كان الشاب يتلقى الرعاية الطبية، وصلت مجموعة من أصدقائه إلى المستشفى لمساندته، والاطمئنان على حالته.
وأثناء تواجد أصدقاء الشاب المصري المُصاب؛ حضر الطرف الآخر إلى المستشفى، الذين قدموا لتصفية الحسابات، ما زاد التوتر بين الفريقين، وسرعان ما تحوّلت المشادات الكلامية إلى تشابك بالأيدي بينهم.
وبدأت الأحداث بتصاعد سريع في الشجار بين مجموعات الشباب، وتبادل اللكمات، ما أدى إلى اعتداء الشباب على العاملين في القطاع الصحي في قسم الطوارئ.
وتفاقُم الشجار في محيط قسم الطوارئ في المستشفى؛ تسبب في تعرُّض اثنين من العاملين في القطاع الصحي لهجوم، أدى لـ إصابتهما بجروح وكدمات، أحدهما يعمل ممرضًا، والآخر وأخصائي دعم صحي بالمستشفى.
استنفار أمني في ريجيو إميليا في إيطاليا
تسبب الحادث في حالة من الاستنفار الأمني بمكان الحادث في شارع روما بوسط مدينة ريجيو إميليا في إيطاليا.
وكان تدخُّل الشرطة سريعًا في موقع الحادث؛ فحاول الضباط إعادة النظام في ظل حالة الفوضى، بعدما أثارت المشاجرة ذُعر وقلق المارة في مكان الحادث، واضطرت قوات الأمن إلى تعزيز وجودها في المنطقة.
وانتقلت قوات الشرطة إلى قسم الطوارئ بالمستشفى المحلي بالمدينة، وضبطت عدد من المُشتبه بهم، وفتحت تحقيق شامل حول ملابسات الحادث، وعززت من التواجد الأمني بمحيط المركز الطبي.
مشاجرة المصريين تثير الجدل في ريجيو إميليا في إيطاليا
أثارت هذه الحادثة نقاشًا حادًا حول ضرورة اتخاذ إجراءات أمنية أكثر صرامة في مركز المدينة والمؤسسات الصحية، وأشعلت الجدل حول ضرورة تعزيز الأمن داخل المراكز الطبية.
وتُثير مثل هذه الأحداث عادة، القلق والذُعر ليس فقط بشأن سلامة المشاركين، ولكن أيضًا لأجل المواطنين الأبرياء المتواجدين في المكان.
وفجّرت حالات العُنف داخل مناطق الطوارئ، حيث يتواجد الناس في حالات ضعف، تساؤلات حول سلامة العاملين والمرضى في المستشفيات.
ألبرتو أنسالوني، ممثل نقابة Fp-Cisl Emilia Centrale، وصف المشهد بالمُقلق، قائلاً: « بدأ المتشاجرون بالاشتباك في قسم الفرز باللكمات والركلات، وهواتف استخدمت كأسلحة، وتطايرت الدماء في كل مكان».
وأضاف أنسالوني: « تؤكّد هذه الحادثة الحاجة إلى نهج أكثر حزمًا من قبل السلطات المحلية في إدارة الأمن العام، ويصبح التواجد المستمر لقوات الأمن أمرًا ضروريًا لمنع تكرار مثل هذه الأحداث وحماية المجتمع من المشاجرات الشبابية في المناطق الحضرية».
ووجّه ممثل النقابة نداءً قويًا إلى السلطات، قائلاً: « لا يمكن للعاملين والمرضى أن يخاطروا بصحتهم باستمرار، تم اقتراح إعادة تقييم وجود مركز للشرطة داخل المستشفى، يجب أن يكون هناك حوار جاد لضمان حماية أفضل للجميع، ووضع حد لوقائع العنف المتصاعدة».
عمدة المدينة يُدين أعمال العنف بـ ريجيو إميليا في إيطاليا
وأدان عمدة مدينة ريجيو إميليا ماركو ماساري، حادث الاعتداء على العاملين الصحيين داخل المستشفى.
وقال ماساري: « نحن بحاجة إلى أقصى درجات الاحترام من الجميع لأولئك الذين يعملون كل يوم لحماية صحتنا داخل القطاع الطبي».
وأضاف: « نثق في عمل الشرطة للتعرُّف بسرعة على المسؤولين عن حادث الطعن، وتطوراته داخل المستشفى، واتخاذ إجراءات وقائية فعّالة، إلى جانب التدخُّلات ضد التهميش والانحلال الحضري الذي سيكون محور عملنا الإداري».