رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

احجز تذكرتك لمباراة أساطير ريال مدريد وبرشلونة في قطر.. 6 خطوات سهلة وهذا موعدها

يحتضن استاد خلفية الدولى مباراة ريال مدريد وبرشلونة

خطوة بخطوة.. طريقة استخراج تصريح سفر للأطفال أقل من 18 عامًا

كتبت - أسماء أحمد..   أعلنت السلطات المصرية منع سفر القصر...

إبعاد فوري ومنع من دخول البلاد.. السعودية تصدر تحذيرًا صارمًا للمقيمين المخالفين

كتبت - وفاء عثمان أصدرت السلطات السعودية تحذيرًا صارمًا لكافة...

مصادر تؤكد استمرار قطر في وقف تأشيرات العمل للمصريين.. وتكشف عن استثناء وحيد

كتبت - نرمين حجاج نفت مصادر حكومية قطرية ما تردد...

مزيج حضاري وملتقى القارتين.. «سبتة» واجهة سياحية منسية بمضيق جبل طارق

كتب – هاني جريشة..

في الصيف تتعدد الوجهات السياحية للمصطافين، ويسعى العديد إلى التوجه نحو وجهات جديدة وغريبة لم يطرقوها من قبل، ومن بين تلك الوجهات، مدينة سبتة على ساحل شمال إفريقيا، لكنها مدينة أسبانية.

وفي الأساطير اليونانية والرومانية القديمة، كانت أعمدة هرقل، التي تحدّد العالم المعروف، عبارة عن أعمدة ضخمة تقف على جانبي مضيق جبل طارق حيث يلتقي البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي.

أحدهما كان على صخرة جبل طارق، وهي عبارة عن نتوء صخري تابع للأراضي البريطانية بجوار البر الرئيسي لإسبانيا، والآخر كان في مدينة سبتة على ساحل شمال إفريقيا.

يُعتقد أن سبتة كانت أحد مواقع أعمدة هرقل الأسطورية، التي كانت تقع على جانبي مضيق جبل طارق، ما يمثل حافة العالم المعروف.

ورغم أنها قد تكون على بعد 18 ميلًا فقط من البر الرئيسي الإسباني، إلا أن هذا النتوء الصغير لأوروبا في إفريقيا يُعد واحدًا من أكثر الوجهات الاستثنائية في أي من القارتين.

وتحيط المياه بسبتة من ثلاث جهات، وهي محمية بأسوار عالية من القرون الوسطى وقلاع حجرية، وأسلاك شائكة تشير جميعها إلى تاريخها المضطرب.

بمساحة تبلغ 7 أميال مربعة فقط وبعدد سكان يصل إلى حوالي 85 ألف نسمة، كانت شبه الجزيرة هذه التي تمتد فجأة إلى البحر الأبيض المتوسط في حوزة إسبانيا منذ عام 1580.

لكن هذا النتوء الصخري يُعد أكثر من مجرد مخلّفات استعمارية، بمشهد عمارته، وثقافته، ومطبخه، الذي يمزج التأثيرات من جانبي مضيق جبل طارق، ويمكن أن تكون هذه المدينة الأكثر تعددًا للثقافات في إسبانيا.

سبتة حصلت على لقب المدينة الأكثر ولاءً في إسبانيا لأن مواطنيها قرروا أنهم يريدون أن يكونوا إسبان، وليس برتغاليين.

وتصنّف سبتة رسميًا على أنها مدينة إسبانية تتمتع بالحكم الذاتي، كما أنها جزء من الاتحاد الأوروبي، وسكان سبتة الذين هاجروا إلى حد كبير من الأراضي الإسبانية، وليس البرتغالية، في البر الرئيسي الأوروبي،  قرروا أنهم يفضلون الوقوف إلى جانب إسبانيا.

بموقعها الاستراتيجي المميز، يعود تاريخ المدينة إلى العصور القديمة، ونظرًا لموقعها البارز في حراسة مضيق جبل طارق، فقد طالبت كل القوى الكبرى في البحر الأبيض المتوسط بسبتة أو احتلتها.

ويمكن العثور على الآثار الفينيقية التي يعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد بجوار كاتدرائية سبتة.

وتعد أسهل طريقة للوصول إلى سبتة من أوروبا هي ركوب العبارة من الجزيرة الخضراء، وهي مدينة ساحلية تقع على البر الرئيسي الإسباني عبر المياه المليئة بالدلافين في مضيق جبل طارق.

يوجد اليوم تمثال برونزي ضخم يصوّر هرقل وهو يدفع الأعمدة جانبًا، ويرحب بالركاب الذين ينزلون إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط في سبتة.

وفي القرن الثامن، اجتاحت الدولة الأموية الإسلامية شمال إفريقيا، وغزت كل ما في طريقها، بما في ذلك سبتة. وسيطرت الممالك العربية والمغاربية والأمازيغية على المدينة حتى وصول البرتغاليين والإسبان في القرن الخامس عشر، ما أدى إلى مطالبة أوروبية استمرت على مدار 400 عام الماضية.

ويقوم العديد من الإسبان بقضاء العطلة هناك، حيث إنها لا تخل من مناطق الجذب السياحي.

ومن خلال استكشاف الكاتدرائيات الكاثوليكية في المنطقة، سيجد الزوار تذكيرات باقية للحكام السابقين على شكل متحف البازيليكا الرومانية، الذي يحتوي على بعض من أقدم الآثار المسيحية التي اكتشفت على الإطلاق في شمال إفريقيا، والحمامات العربية، والعمارة المغاربية، التي لا تكون في غير مكانها بمدن غرناطة أو قرطبة بجنوب إسبانيا أو ميناء طنجة المغربي.

وهناك جولات سيرًا على الأقدام إلى مناظر ملحمية مثل ميرادور دي سان أنطونيو، حيث تتوفر مشاهد بانورامية لسبتة، والمغرب، ومضيق جبل طارق. ويوجد بها شواطئ للاسترخاء والتمتع بأشعة الشمس.

وصنّفت سبتة رسميًا على أنها مدينة إسبانية تتمتع بالحكم الذاتي وهي أيضًا جزء من الاتحاد الأوروبي وواحدة من منطقتين إسبانيتين على ساحل البحر الأبيض المتوسط في شمال إفريقيا.