كتبت_ سما صبري..
يعيش أبناء الجالية المصرية في ليبيا ممن طرقوا أبواب القنصلية العامة في بنغازي معاناة حقيقية بسبب ما وجدوه من معاملة سيئة من قبل الموظفين إلى جانب رفع الرسوم وتضييق الخناق وتعقيد الإجراءات.
فعلى الرغم من كون السفارات والقنصليات المصرية تلعب دورا هاما في حياة المصريين المقيمين في الخارج، من حيث تقديم مختلف الخدمات الدبلوماسية والقنصلية لهم، وتمثيل مصالحهم وحقوقهم في بلدان إقامتهم، إلا أن هناك تباين في آراء الجاليات المصرية حول دور السفارات والقنصليات المصرية بشكل كبير، حيث يرى البعض أن تلك السفارات والقنصليات تقدم خدمات جيدة وتلبي احتياجاتهم، بينما يرى البعض الآخر أنها لا تقدم خدمات كافية أو أن خدماتها تقدم بطريقة غير فعالة.
وفي هذا التقرير يرصد موقع “وصال” شكاوى المواطنين المصريين المقيمين في ليبيا من سوء معاملة القنصلية المصرية لهم، وتعطيل كافة إجراءاتهم، الأمر الذى يحول دون أخذ أى إجازات أو النزول إلى أهاليهم بمصر.
إجراءات تعسفية
في البداية، تروي (أ.أ) مواطنة مصرية، صاحبة الـ40 عام، تفاصيل معاناتها مع تشديد الإجراءات بالقنصلية بقولها: “ذهبت لقنصلية بلدي لإصدار وثيقة سفر لي ولإبني ٦ أعوام من أجل النزول لمصر بعد إتمام ابنتى امتحانات الثانوية، لأفاجأ بأن الموظف يتعامل معى بطريقة غير لائقة “كأننا رايحين نشحت منه”.
وتتابع في حديثها لـ”وصال”: “هذه لم تكن مشكلتى فحسب، الأصعب هو أنه طالبنى بإحضار زوجى المتوفي لأثبات نسب ابنى، وفي حال عدم حضور الوالد سوف يمنع الطفل من السفر “أقوله طيب أعمل ايه منا مش هسيب إبني ٦ سنين في الشارع يقولى ميخصنيش”.
ويلتقط طرف الحديث ( م. ح) ليروي مأساته مع سوء الإدارة والمعاملة بالقنصلية المصرية، بقوله: “اعتدنا على سوء المعاملة من موظفى القنصليه أجمع حيث أننى وزملائي ذات مرة لجأنا للقنصل لحمايتنا ممن يحاصروننا ويمنعوننا من التنقل في البلاد لنفاجأ بإجابة غير متوقعة حيث قال “مليش دعوة بيكم يعملوا فيكم اللى هما عايزينه”.
محاسبة المسئولين
ويعلق ( خ. م) شاب مصري يقيم بالأراضى الليبية، على تجربته المحبطة مع القنصلية المصرية في بنغازي لـ”وصال” بالقول: “كل موظفي القنصلية المصرية أو السفارة المصرية في ليبيا معاملتهم للمواطنين المصريين معاملة سيئة واسلوبهم في منتهى الوقاحة وعلى وزارة الخارجية والقائمين والمسؤولين بهذا الخصوص مراجعة أنفسهم ومحاسبة موظفيهم أو استبدالهم بمن يعي ويقدر المسؤولية ويحترم المواطن هؤلاء الموظفين يعاملوا المواطنين بالشخط والعجرفة وقلة الاحترام وباسلوب فج وغير لائق”.
كما ناشد المسئولين المصريين أيضا بتنظيم دورات تدريبية لموظفي القنصليات حول كيفية التعامل مع المواطنين بِاحترام ومهنية، بالإضافة إلى تحسين نظام حجز المواعيد لضمان سير العملية بسلاسة.
يذكر أنه في السنوات الأخيرة، شهدت رسوم المعاملات القنصلية في السفارات والقنصليات المصرية زيادة ملحوظة، مما أثار استياء العديد من المصريين في الخارج، وبررت الحكومة تلك الزيادة بارتفاع التكاليف، بينما يرى البعض الآخر أنها عبء إضافي على المصريين في الخارج.
بدوره أكد أحد المهتمين بشئون الجالية المصرية في ليبيا في تصريحات خاصة ل وصال أنوما يحدث من اهمال وسوء معاملة بالقنصليةةوالسفارة المصرية في ليبيا يرجع إلى نوعية الموظف الذي يقدم الخدمات، خاصة في ظل غياب نظام إلكتروني موحد، هذا بالإضافة إلى أن هناك نقص في عدد الموظفين المبعوثين لتقديم الخدمات، مما يؤدي إلى زيادة أوقات الانتظار وتأخير إنجاز المعاملات.