كتبت- وفاء علي _ هاني جريشة
تحدثت المهندسة المصرية نشوى عبد الرازق في حوارٍ لها مع بوابة وصال حول البرنامج التعليمي الذي قامت بإنشاءه في ماليزيا تحت أسم “المعماري الصغير” والذي يستهدف تنمية الإبداع الفكري للأطفال من خلال التعليم المعماري المبكر الأطفال من سن أربعة إلى تسعة أعوام .
وإلى نص الحوار:
في البداية حدثينا حول بداية إنشاء هذا المشروع؟
المعماري الصغير هو برنامج تعليمي للأعمار من ٤ الي ٩ اعوام يهدف الي تنمية الإبداع الفكري للأطفال من خلال التعليم المعماري المبكر، وأيضا يركز البرنامج علي تغذية الطفل بمعلومات عن البيئة والعمارة مع تغذية الحس الجمالي من خلال إستكشاف الألوان والملمس والتكوينات بالإضافه الي إستخدام مواد بسيطة بحيث تكون عمليا ناجحة في توصيل المعلومات إلى الأطفال.
كيف جاءت إليكي هذه الفكرة؟
في البداية كان هدفي هو مساعدة الأطفال في اكتشاف هويتهم وحبهم للرسم وفن العمارة وكسر حاجز الخوف لديهم، وأيضا مساعدتهم في اكتشاف شغفهم الحقيقي ليساعدهم في إكمال مشوارهم الدراسي أو العملي.
كيف يشارك الأطفال في هذه الورش وما الذي يتعلمونه منها؟
أنا ارى أن جميع الأطفال يحتاجون لمثل هذه الورش والحصص لتعلم فن ومهارات العمارة خاصة وأن الأطفال لديهم القدرة على استيعابها واظهار الشغف بهذة الفنون.
وهذا البرنامج يقدم على هيئة حصص داخل ورش تقوم ببناء شخصية الطفل من خلال برنامج تعليمي يخدم الأطفال من سن 4 لـ 9 سنوات
بالفعل رأيت نتائج مبهرة خاصة في تفاعل الطلاب وأداءهم داخل الورش ما جعلني أواصل عملي واستمر حيث أحدثت هذه الورش العديد من التغعيرات في نفوسهم وساعدت في تكوين شخصياتهم وطرق تفكيرهم
ما هي ردة فعل أولياء أمور الأطفال المشاركون بالورشة؟
كان أكثر ما يسعدتي هو إبداء الأهالي إعجابهم وفرحتهم الشديدة بإنضمام أبناءهم وفوجت أن بعضهم يتواصل معي بعد فترة من انعقاد الورشة ليؤكد لي إن الورشة أثرت بشكل إيجابي في شخصية الطفل وأن أداءه الدراسي تطور,
كيف تؤثر هذه الورش في شخصية الأطفال؟
بالطبع هذه الورش تساعد في بناء شخصية الطفل خاصة وأنه يخرج من الورشة قادر على تصميم وتنفيذ هياكل مشروعات مثل بناء النخل والشجر والمجسمات المختلفة مثل المنازل المختلفة وهذا يجعله يكتب مهارات الإبداع والتفكير والتواصل إلى الذات.
حدثيني عن بدايات عملك داخل المشروع وكيف جاءت فكرة المعماري الصغير؟
بداية شغلي كانت في مصر فـ كنت أشارك الأطفال في الحضانات والمدارس بهذه الأنشطة وعندما سافرت مع زوجي إلى ماليزيا فكرت بأن أفتح شركة خاصة بيي لتبنى مشروع المعماري الصغير
ولكن واجهتني مشكلة زيادة التكاليف وهنا تعرفت على مجموعة من المدارس وساعدوني حينها لممارسة أنشطة وورش المعماري الصغير داخل هذه المدارس ما أسهم في تحقيق الفكرة واستثمارها على ارض الواقع.
هل قابلتك صعوبات في بداية عملك في ماليزيا؟
في البداية كان لدي تخوف من مشكلة اللغة حيث أنني اتحدث العربية والانجليزية ولكن لم أكن أتحدث اللغة الماليزية ولكني فوجئت بأن أغلب الأطفال من أصل ماليزي المشاركون في الورشة يتحدثون الإنجليزية بطلاقة وهنا لم يكن عندي أي مشكلة على الأطلاق.
وحاليًا يشارك في الورش الخاصة بي الأطفال الأجانب أيضا ولكن تواجهني مشكلة واحدة وهي الاستمرارية لأن معظم المشاركين في الورش هم أجانب يأتوا لقضاء العطل والأجازات فلا يستطع الطفل الاستمرار طويلًا في الورشة.
حدثينا أكثر حول الورشة وما يدور فيها؟ وكيف يكتسب الأطفال المهارات؟
بالطبع الورش تمر بعدة مراحل تبدأ في معرفة الكون وكيف تكون مرورا بالعديد من الأعمال اليدوية التي يشارك بها الطفل في كل الهياكل الهندسية التي نقوم ببناؤها معًا، والتي تساعده على فهم طبيعة الأشياء.
فـ الورشة تضم 32 برنامج القسم الأول هو عمارة الأرض والذي يتحدث عن تكوين الأرض ونشأتها وحدوث الانفجار العظيم وطبيعة الأرض مرورًا بما يحدث داخل البحار والغلاف الجوي وايضا فهم الطبية تكوينها من أشجار ونخيل والحيونات المتواجدة على الأرض.
نتحدث ايضا عن كيفية استغلال الطاقات الطبيعية مثل طاقة الرياح وكيف يعيش الانسان في الصحراء أو الأماكن القطبية أو الأماكن ذات الطبية الحارة، وكيفية اختلاف طرق البناء وكيف تكونت قارات العالم.
ويتم بناء مجسمات تتوافق مع ما يحدث في الطبيعية حتى تصل المعلومات لـ الطفل بشكل كامل ليفهم الأطفال من خلال معايشة كاملة ما يحدث فالواقع
بالاضافة إلى التحدث مع الاطفال عن كيفية فهم الأشكال المجسمة انتقالًا لـ الأشكال التجريدية كالهرم بديلًا عن المثلث والكورة بديلا عن الدائرة والمكعب بديلا عن المربع.
وبالفعل قمت بعمل مشروعات كثيرة في العديد من الورش للأطفال مثل الأهرامات وبرج إيفيل وبناء النخل وعمل كامب بجزع النخل والتي نالت اعجاب الأطفال الماليزين خاصة وأن معظم البيوت التي تتواجد على الشواطىء الخاصة بهم مبنية بهذا الطراز
هل تقومي باختيار أطفال معينة أو رفض البعض منهم وعلى أي أساس يتم اختيار الطفل؟
لا لم أكن أختار ابدًا الاطفال المشاركون بالورشة أو احدد لهم صفات معينة أو اقوم بعمل اختبارات للمنضمين خاصة وأنني أري انه من حق أي طفل أن يتعلم هذه المهارات .
وبالفعل جاء لدي أطفال مختلفون وانضموا إلى الورشة وكان لدى طفل منهم لدية نسبة توحد ولكني استطعت التعامل معه بشكل جيد واستطعت ادماجه داخل المجموعة المتواجدة معي دون إشعاره بأي نوع من أنواع الضيق أو الخجل.