رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

خطوة بخطوة.. طريقة استخراج تصريح سفر للأطفال أقل من 18 عامًا

كتبت - أسماء أحمد..   أعلنت السلطات المصرية منع سفر القصر...

حكاية «السويسي» نجم السوشيال ميديا الجديد.. من الهروب في قوارب الموت إلى احتساء القهوة في إيطاليا

كتب- هناء سويلم..   بـ«تفة قهوة وقرص ترب» اشتهر التيكتوكر المصري...

«قد تخسرين حضانة أطفالك».. تعرفي على شروط سفر الأبناء مع الأم خارج مصر

كتبت - أسماء أحمد..   تبحث الكثير من السيدات المصريات عن...

“وصال” تجيب على أهم 10 أسئلة حول مبادرة “سيارات المصريين بالخارج”

كتب – كريم الصاوي.. منذ انطلاق مبادرة استيراد سيارات المصريين...

حوّشت من 500 ألف لمليون جنيه؟ هنقول لك أحسن طريقة تستثمرهم بيها

كتب – كريم الصاوي كثير من المصريين المقيمين والعاملين بالخارج...

توفي بعد صراع مع المرض.. هاني الناظر «كبير أطباء السوشيال ميديا»

كتبت – إسراء محمد علي..

لم يكن فقط طبيبًا بارعًا في مجال الأمراض الجلدية المستعصية النادرة، بل كان إنسانًا لا يتوقف عن تقديم الدعم لمرضاه ومتابعيه بالمجان عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي مهما كان موقعهم في العالم، هو الراحل الدكتور هاني الناظر الذي توفي صباح اليوم متأثرًا بإصابته بمرض السرطان.

حتى في أشد لحظات مرضه، كان «الناظر» يساعد كل من يستشريه للحصول على علاج لحالته المرضية، استحق بجدارة أن يكون طبيب الإنسانية، ليترك بعد وفاته مئات الآلاف من المرضى الذين شفيت أوجاعهم واختفت معاناتهم من وراء شاشة جلس من خلالها الناظر مبتسمًا تارة ومتألمًا تارة أخرى، ليجيب دون كلل أو ملل على أسئلتهم واستشارتهم الطبية بلا أي مقابل مادي، فقط كان المقابل حب من نوع نادر بين الطبيب مرضاه، وجعل المسافة بينه وبينهم صفرًا.

رحل الدكتور هاني الناظر، فكان نعيه ليس فقط لخسارة طبيب فذ في مجاله بل لخسارة إنسان جعل من مهنة الطب مهنة إنسانية من الدرجة الأولى بعدما تحولت إلى مهنة تجارية بحته.

فلا يخل نعيًا له من مواقف يسردها من قصد مكتبه للحصول على كشف وعلاج مجاني، أو من خلال تعليق وضعه الناظر ليصف علاج أو يدعو صاحب الحالة لزيارة عيادته وعدم دفع جنيه واحد إذا كانت حالتهم المادية بسيطة.

كانت آخر كلمات الراحل هاني الناظر قبل وفاته: «المرض مش هيحرمني من التواصل معاكم وهرد على كل أسئلتكم الطبية.. رغم أنه منعني بقسوته وشراسته من الذهاب لشغلي وأبقاني في المستشفى».

وحرص العديد من المصريين على نعي الدكتور هاني الناظر حيث كتبت أسماء سعد: «أما الزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ، تخيل خبر وفاة شخص يحزن ويغم آلاف الناس، آلاف القلوب بتدعيله بالرحمة لا أخذ معه حق الفيزيتا ولا أخذ معه أملاك وذهب هو أخذ دعوات صادقة وقلوب هتذكره للأبد بالخير، الله يرحم دكتور هاني الناظر».

كما كتب محمد بيومي على صفحته على «فيسبوك»: «دكتور هاني الناظر توفاه الله بعد صراع مع المرض بظهور خلايا سرطانية، الجلسات اللي كان بيتعالج بيها كانت صعبة ومخلياه مش قادر يتابع مع الناس واستشاراتهم ورغم كده كان يتابع ويجاوب على الناس قدر الإمكان».

وأضاف: «قبل ما يكون دكتور ومِهني شاطر، كان إنسان مُحترم ومن الناس النادرة اللي بيراعوا صميرهُم في شغلانِتهم، ربنا يرحمه بقدر ما فاد ناس كتير وعمل خير معاهم».

وكتب راجي عامر ناعيًا الطبيب الإنسان: «رحم الله الدكتور هاني الناظر.. كبير أطباء السوشيال ميديا كما يصفه البعض.. كان يحاول قدر استطاعته مساعدة الفقراء في التشخيص وتبسيط المعلومات لهم.. التقيت به سابقًا خلال وجودي لتصوير أحد البرامج ووجدت أن الرجل بعيدًا عن الكاميرا لا يقل عن حضوره أمامها.. قدرة كبيرة على جذب الانتباه بحديث منظم وسرعة بديهة وكاريزما لا يمكن إنكارها.. ربنا يرحمه ويغفر له ويلهم أسرته الصبر والسلوان».

ونعت صفحة الجالية المصرية في سلطنة عمان الدكتور هاني الناظر: «ننعى بكل حزن وفاة الدكتور هاني الناظر من رواد العمل الإنساني في مصر .. مكنش بيسيب حد محتاج لمعلومة وكان متفاعل مع كل الناس حتي وهو في أشد حالاته المرضية».

الدكتور هاني محمد عز الدين الناظر، ابن حي المنيل ولد في 26 ديسمبر عام 1950، وتمتد جذوره إلى عائلة أبو دومة الشهيرة في مدينة طما بمحافظة سوهاج.

وقد ورث الطب عن والده الذى يعتبر أول قدوة له، حيث كان يذهب معه إلى عيادته في شبرا.

ومنذ طفولته نشأ وهو يشاهد والده أثناء قيامه بمهام مهنته وطريقة تعامله الإنسانية مع المرضى، ليتشبع بكل هذه التفاصيل وكبر معه حلم أن يصبح “دكتور الغلابة”.

وفى عيادة والده نفسها استكمل «الناظر» مشوار والده الطبي، وفى نفس تخصص الأمراض الجلدية.

نصف درجة حرمت هاني الناظر من دخول كلية الطب

لكن نصف درجة في مجموع الثانوية العامة حرمته من حلم دخول كلية الطب، فالتحق هانى الناظر بكلية الزراعة جامعة القاهرة، وبالرغم من ذلك لم يستسلم ويستغني عن حلم الالتحاق بكلية الطب الذى طالما حلم به.

وبعد تخرجه في كلية الزراعة أصبح مساعد باحث بقسم الفارماكولوجي بالمركز القومي للبحوث في أبريل 1976،  ثم قرر أن يستكمل الدراسات العليا في مجال النباتات الطبية والالتحاق بكلية الطب في الوقت ذاته والتحق بكلية الطب حتى حصل على شهادة بكالوريوس في نفس تخصص والده.

ومنذ عام 2009، وهو أستاذ باحث بشعبة البحوث الطبية في المركز القومي للبحوث، كما نال درجة الزمالة من الكلية الملكية البريطانية للأطباء 2006 وأصبح أستاذًا باحثًا بقسم بحوث الأمراض الجلدية، شعبة البحوث الطبية، في نوفمبر 2009، كما شغل منصب رئيس المركز القومى للبحوث سابقًا.

وقال «الناظر» -في لقاء تلفزيوني سابق- إنه حصل في الثانوية العامة على مجموع 256 درجة، وفي العام السابق لعام حصوله على الثانوية العامة كان الحد الأدنى للقبول بكلية الطب 240 درجة، لذا كان واثقًا من دخول كلية الطب، وبالفعل عند ملئ استمارة التنسيق سجل كليات الطب في المقدمة، ثم أضاف باقي الكليات مثل الزراعة والعلوم فقط لعدم ترك باقي خانات الرغبات فارغة.

لكن بعد ظهور نتيجة التنسيق، تبين أن الحد الأدنى للقبول بكلية الطب 256.5 درجة، لتتسبب نصف درجة فقط في التحاقه بالرغبة التالية لكلية الطب وهي كلية الزراعة، لكن على الرغم من ذلك أحب «الناظر» طبيعة الدراسة في مجال الزراعة.

وبعد تخرجه قبل حرب أكتوبر بعام واحد، التحق بالقوات المسلحة، وقال عن تلك الفترة: «دخلت كلية الضباط الاحتياط وتخرجت كضابط وشاركت في حرب أكتوبر»، وخلال فترة وجوده في القوات المسلحة استعاد شغفه مجددًا لدراسة الطب، وبالفعل بعد انتهاء فترة الخدمة في القوات المسلحة التحق بكلية الطب وحقق حلمه، ليحكي: «أول ما دخلت كلية الطب عيني دمعت لأن الحلم كان بعيد تمامًا لكن قرب تاني».

وبعد حصوله على بكالوريوس العلوم الزراعية عام 1972 من جامعة القاهرة، حصل على عدد من الدرجات العلمية التي تشمل الماجيستير في النباتات الطبية عام 1979 من الجامعة نفسها، وفي عام 1981 حصل على بكالويوس في الطب والجراحة من جامعة عين شمس، ثم حصل على درجة الدكتوراة في النباتات الطبية عام 1985 من جامعة القاهرة.

وبحلول عام 1987 حصل على ماجيستير في الأمراض الجلدية والتناسلية من جامعة عين شمس، وحصل 2006 على زمالة كلية الأطباء الملكية في المملكة المتحدة.

وعلى مدار مسيرته المهنية شغل عدة مناصب في المركز القومي للبحوث، تشمل مساعد باحث عام 1976، ومدرس مساعد عام 1980، وعام 1985 أصبح باحثًا بقسم علم الأدوية، وبعد مرور 5 أعوام أصبح أستاذًا وباحثًا في القسم ذاته، ليتولى بعد ذلك منصب رئيس المركز بين عامي 2001 و2009.