كتب- هناء سويلم ووفاء عثمان..
شهد الدولار الأمريكي انهيارًا كبيرًا أمام الجنيه المصري في السوق السوداء، وتراجع بعدما وصل لأكثر من 70 جنيهًا ونزل إلى منطقة 56، وتبعه هبوط لسعر الذهب، وسط حالة من التخبط بين تجار العملة في السوق السوداء بعد الانهيار الكبير للدولار، وخسائر تكبدوها بعد المضاربات بأسعار عالية.
ومع مداهمة وزارة الداخلية لسوق العملة الموازي والقبض على كبار تجار العملة المضاربين في السوق السوداء، بدأ كثير من التجار يضاربون بأسعار متفاوتة تباينت ما بين 45 و56 جنيهًا.
«وصال» تواصلت مع مصريين في الخارج لمعرفة طرق تحويلهم الدولار بعد الانخفاض الذي شهده السوق السوداء في مصر
أحمد خالد، أحد المصريين في السعودية، قال إنه يقوم بإرسال الدولار إلى والدته عبر ويسترن يونيون، وتستلمها بالدولار وتقوم بتحويلها عبر السوق السوداء، للاستفادة من فارق السعر، ورغم أن السعر انخفض كثيرًا خلال أسبوع واحد، إلا أنه ما زال الفارق بين السوق السوداء والسوق الرسمية أكثر من 15 جنيهًا، وهو ما يدفعه للتحويل عبر السوق السوداء للاستفادة بفارق السعر، مشيرًا إلى أنه يحول عبر السوق السوداء بمبلغ 45 جنيهًا.
محمد سليمان، أحد المصريين في الكويت، قال إنه يرسل لزوجته الدينار الكويتي عبر ويسترن يونيون، لكنها أيضًا تقوم بتحويلها عبر تاجر عملة، موضحًا أن أسعار السوق السوداء المعلنة هي أسعار كبار تجار العملة، لكن السعر الحقيقي لتحويله ما زال أقل من المعلن بحوالي 10 جنيهات.
وأضاف، أنه ما زال يلجأ للتحويل عبر السوق السوداء للاستفادة من فارق السعر الكبير بين السوق الرسمي والسوق السوداء، فعند التحويل عبر البنك سيخسر النصف تقريبًا بسبب الفارق الكبير بين السوقين.
أما غادة الحفناوي، إحدى المصريات في الإمارات، قالت إنها تقوم بتحويل الدرهم الإماراتي عبر وسيط تعرفه في الإمارات، فتقوم بتسليمه درهم في الإمارات، ويسلمها مصري في مصر يستلمه منه والدها، مشيرة إلى أنه يأخذ منها سعر الدرهم بأقل من السوق السوداء المعلن بفرق بسيط فيأخذه منها على سعر 15.50.
فيما فضل عدد من المصريين في الخارج تحويل الأموال عبر البنك خشية من عمليات النصب، فاختارت أمل طارق، إحدى المصريات في أمريكا، التحويل عبر السوق الرسمية إلى أهلها من خلال حساب بنكي باسم والدتها تقوم بتحويل الدولار عليه لوالدتها، وتقوم والدتها بالتحويل عبر البنك.
من جانبه أكد الدكتور إبراهيم زكي مصري مقيم بالمملكة العربية السعودية، أنه بالرغم من تراجع سعر دولار السوق السوداء من 70 جنيها إلى أقل من 50 جنيها إلا أن المصريين بالخارج لا يزالون يعتمدون على السوق السوداء عند التحويل، حتى مع انخفاض السعر، وذلك للاستفادة من فارق السعر بين السوق الرسمي والسوق السوداء.
وأوضح لـ”وصال”، أن التحويل يتم عبر البنوك الرسمية، ولكن بعد ذلك يتم الاحتفاظ بالدولارات إذا لم يكن هناك حاجة إليها أما إذا كان هناك احتياج لها يتم بيعها في السوق السوداء.
وأشار إلى أن تراجع سعر دولار السوق السوداء قد يؤدي إلى زيادة التحويلات الرسمية من المصريين في الخارج، ولكن ذلك سيعتمد على استمرار انخفاض السعر وزيادة الثقة في النظام المصرفي المصري.
وأكد أن المصريين في الخارج ينتظرون بفارغ الصبر المزيد من الإجراءات من الحكومة المصرية لمعالجة أزمة الدولار وتحقيق الاستقرار في السوق.