كتب- هناء سويلم..
كشفت عدد من المصريات المقيمات في الدول الغربية عن تعرضهم لحالة من الاضطراب فيما يخص الحجاب، فبعد السفر إلى الدول الغربية ينتاب عدد منهن رغبة في خلع الحجاب، ويبدأ صراع داخلي بين الحفاظ على الحجاب كفريضة إسلامية وإحدى مظاهر الدين الإسلامي، وبين الرغبة الداخلية في خلع الحجاب والانطلاق وسط الكثير من المغريات التي تتعرض لها.
وروت إحدى المصريات المقيمات في إيطاليا -فضلت عدم ذكر اسمها- صراعها الداخلي بعد سفرها برفقة زوجها إلى الخارج، وشعورها الدائم برغبتها في خلع الحجاب لكن دائمًا ما تخشى الندم.
وأضافت في تصريح لـ«وصال» أنها دائمًا ما تجاهد نفسها بالتمسك بحجابها خشية من الله، لكن المغريات في الدول الأوروبية كثيرة، والاحساس بالاختلاف أحد أسباب رغبتها في خلع الحجاب حتى لا تكون مختلفة عن البيئة حولها.
هاجر خفاجة، إحدى المصريات المقيمات في الخارج، قالت إنها جاهدت نفسها كثيرًا في قضية الحجاب فبعد السفر لم تستطيع أن تمنع نفسها من خلع الحجاب، ومرت بفترات تعتبرها فترات تعسر فتارة تخلع الحجاب وتارة ترتديه، واستمرت على هذا الأمر لسنوات كثيرة ترتديه وتخلعه وهكذا، حتى هداها الله إلى أن أعادها لارتدائه مرة أخرى دون خلعه.
طبيبة نفسية: الإكراه على ارتداء الحجاب منذ الطفولة السبب
من جانبها علقت شيما بهجت، اللايف كوتش واستشاري الطب النفسي ببريطانيا، على ظاهرة خلع الحجاب بعد السفر إلى الدول الغربية، وقالت إن الأمر يحمل أبعاد عديدة تبدأ من الطفولة، عند فرض الحجاب على الفتيات من الأهل بسبب العادات والتقاليد، لافتة إلى أن الغالبية العظمى من الفتيات تخضع لهذا الأمر باعتباره شيء طبيعي دون دليل أو إسناد.
وأضافت في تصريح خاص لـ«وصال» أن هناك الكثير تم إجبارهن على ارتداء الحجاب بالإكراه ما تسبب في ضغوط نفسية من الطفولة واستمرت إلى الكبر، فعندما أتيحت لهن الفرصة لخلع الحجاب قاموا بخلع الحجاب كنوع من الثورة على وضع تم فرضه على الشخص دون أن يتقبله، وهي ما تسمى بالشخصية المتعنتة من الصغر.
وتابعت شيما، أن عدم الثقة بالنفس هي أحد الأسباب في خلع الحجاب، فهناك من ترى نفسها أكثر جمالًا من دونه، بالإضافة إلى الشعور بأنها في مجتمع غريب وتريد أن ترضي ذاتها الداخلية وتواكب المجتمع الغربي، فتلجأ لخلعه زاعمة أنها مثلهم ولا فرق بينها وبينهم.
وأشارت اللايف كوتش شيما بهجت، إلى وجود العديد من الحالات من وجهة نظرهم تشعر أنها منبوذة ومرفوضة في المجتمع الغربي، ومنهم من ترحب بفكرة التحرر وكل هذه الأمور تؤدي إلى نفس النتيجة، كما أن الإحساس الدائم بأن الحجاب تم فرضه عليها ولم يكن اختيارها يؤدي إلى صراع داخلي وتشتت داخلي.
وأكدت اللايف كوتش أن الشخصية الأخيرة تحتاج إلى استشاري لتعديل السلوك وتغيير القناعات والقيم والمبادئ والأفكار لكي تُبني علي وعي وقرار صائب يرجع إلي ميول الشخص العقائدية والنفسية لكي يحقق التوازن.
طبيب نفسي ينصح بالتقرب من العرب والمسلمين والتردد على الجامع لتخطي الأمر
من جانبه نصح الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، الفتيات والسيدات المسافرات حديثًا في محاولة الانخراط وسط أشخاص مشابهات لهن، كالعرب والمصريين المقيمين منذ زمن في الدول الغربية، والحرص على الذهاب إلى المساجد والتعرف على عرب ومسلمين لمساعدتها في تخطي الأمر.
وأرجع مجدي، الأمر إلى الضغوطات التي تتعرض لها السيدات نتيجة الغربة وعدم التكيف، والتي تتسبب في اكتئاب تفاعلي، كما أن اختلاف اللغة يتسبب في اللحساس بالاغتراب، أو اختلاف الثقافات وانتشار الملابس المتحررة يشعر السيدة المصرية بالغربة، ويتسبب في القلق والتوتر وعدم التكيف.