كتبت – فاتن علي..
تعتزم بريطانيا حاليًا إطلاق خطة تعويضات جديدة استجابة لشكاوى آلاف المواطنين الذين أعلنوا عن إصابتهم بإعاقات نتيجة لتلقي لقاح “أسترازينيكا” المخصص لفيروس كورونا “كوفيد-19″، وذلك وفقًا لصحيفة “التليجراف”، ويأتي هذا التوجه مع تزايد المطالبات بتطوير برنامج تعويضات مخصص للأفراد الذين عانوا من آثار جانبية خطيرة بعد تلقي اللقاح، وذلك بعد ملاحظات حول قصور برنامج تعويض أضرار اللقاح”VDPS” في تلبية متطلبات المتضررين.
وبدوره يبحث ويس ستريتنغ، وزير الصحة البريطاني، إمكانية اعتماد برنامج يشبه البرنامج الذي أُعد سابقًا لتعويض ضحايا فضيحة الدم الملوث، بهدف تحسين نظام التعويضات الحالي وجعله أكثر استجابةً للمتضررين.
ووسط الضغوط المتزايدة من نشطاء ومجموعات دعم مثل “VIBUK”، اجتمع وزير الصحة البريطاني معهم لبحث المخاوف المرتبطة بتقصير برنامج “VDPS”، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1979، حيث يرونه غير كافٍ لمعالجة الكم الهائل من الشكاوى التي تزايدت منذ بدء استخدام لقاحات كوفيد-19.
إصلاح برنامج التعويضات
وتواجه شركة “أسترازينيكا” دعوى جماعية تشمل ادعاءات بأن لقاحها، الذي طُوِّر بالتعاون مع جامعة أكسفورد، أدى إلى وفيات وإصابات خطيرة، وعلى الرغم من أن الحكومة البريطانية وفرت للشركة حماية قانونية تمنع ملاحقتها في بعض القضايا، إلا أن هذه القضية لقيت اهتمامًا كبيرًا ولم تتدخل الحكومة في الدعاوى الجماعية.
وقال النائب المعارض جيريمي رايت، تعليقًا على الخيارات المتاحة أمام الحكومة، إن إصلاح برنامج VDPS أو استحداث خطة تعويض خاصة أمران قيد النظر، ومع ذلك، من غير الممكن تجاهل هذه القضية.
وأضاف أن المصابين نتيجةً للقاح كوفيد يستحقون الدعم الكافي من الدولة، مؤكدًا ضرورة رعاية المتضررين الذين قاموا بما طُلب منهم لحماية الصحة العامة.
وبحسب البيانات الرسمية، فقد تلقى أكثر من 15 ألف شخص تعويضات من البرنامج نتيجة لأضرار متعلقة بلقاحات كوفيد-19، ومن بين 15,804 طلبًا، تم اعتبار 188 حالة فقط مؤهلة للحصول على التعويض، ومعظمها مرتبط بلقاح “أسترازينيكا”، بينما شملت بعض الحالات لقاحات أخرى مثل “فايزر” و”موديرنا”.
التعويضات المقدمة من برنامج VDPS
كما شملت التعويضات المقدمة من برنامج VDPS حالات طبية خطيرة، بما في ذلك السكتة الدماغية، والنوبات القلبية، والجلطات الدموية الحادة، والتهاب النخاع الشوكي، وتورم الذراع، وشلل الوجه.
يقدم برنامج “VDPS” دفعة لمرة واحدة بقيمة 120 ألف جنيه إسترليني معفاة من الضرائب لمن تضرروا بشكل خطير، أو لعائلات من فقدوا حياتهم نتيجة التطعيم، بشرط أن تكون الإعاقة بنسبة 60% على الأقل، ويؤكد النشطاء أن التعويض الحالي لا يغطي الخسائر الاقتصادية والأعباء المالية التي يواجهها المتضررون الذين لا يستطيعون العمل نتيجة الأضرار التي تعرضوا لها.
وفي بيان لها، أعربت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية عن تعاطفها العميق مع الأسر المتضررة، مؤكدة أن وزير الصحة استمع شخصيًا لمخاوفهم، وأن الحكومة ملتزمة بالنظر في جميع الاقتراحات المتعلقة بإصلاح برنامج التعويضات كجزء من التزامها بالتعلم من الدروس التي أفرزتها جائحة كوفيد-19.