كتبت- أسماء أحمد..
في ثالث أيام شهر رمضان المبارك، تتجسّد صور متنوّعة للاحتفال بهذه المناسبة المميزة في جميع أرجاء العالم، وكيف يستقبله المسلمون في الأرجاء كافة، ومن بين هذه الصور، تبرز تجارب المصريين المقيمين في الخارج.
يشعر المصريون المسلمون في الدول الأوروبية بتأثير البيئة والثقافة الغربية على تجربتهم في شهر رمضان، حيث يجدون أنفسهم مواجهين لتحديات جديدة في الحفاظ على تقاليدهم الدينية والثقافية في بيئة مختلفة تمامًا عن تلك التي تعودوا عليها.
ويسرد محمد فؤاد لـ “وصال” قصّة مصري يعيش في ألمانيا، وكيف يحتفل بشهر الصوم والصلاة، والشعور بروحانيات الشهر الكريم برغم وجوده في بلد غير إسلامي، ومشاعره الممزوجة بين الشوق والحنين إلى طقوس رمضان في مصر.
يقول “فؤاد” الشاب الثلاثيني، يعمل في مجال التسويق في مدينة شباير، إنه سافر إلى ألمانيا منذ 11 عامًا، ونشأ في مصر على حبّ رمضان وطقوسه، إذ كان ينتظر هذا الشهر بفارغ الصبر، يشارك أهله في تحضير الطعام، ويذهب معهم إلى صلاة التراويح، ويجتمع مع العائلة والأقارب على مائدة الإفطار، كل تلك الطقوس افتقدها عندما عاش وحيدًا في بلد أوروبي.
“الواحد بيصوم ويعمل اللي عليه”.. عبر الشاب الثلاثيني، عن روحانيات شهر رمضان في المدينة التي يعيش فيها، موضحًا أنه لا يوجد بها أي مظاهر احتفال، ليست كأجواء مصر، التي يكون بها تجهيزات كثيرة قبل بداية الشهر وخلاله كذلك.
ولفت إلى أنه في بداية وصوله لألمانيا، كان رمضان يأتي في شهر يونيو وأغسطس، فكانت فترات الصيام طويلة جدًا بالنسبة له، بخلاف هذا العام في شهر مارس، فبالتالي فترة الصيام أقل”.
“كان من الصعب عليّ في البداية التكيف مع طول النهار في ألمانيا خلال الشهر رمضان، كنت أشعر بالتعب والإرهاق، خاصة في الأيام الأولى، لكن مع مرور الوقت، تمكنت من تنظيم وقتي بشكل أفضل وأصبحت أتناول وجبات صحية، مما ساعدني على التركيز في العمل وأداء عملي بشكل جيد”، بحسب حديث محمد فؤاد لـ”وصال”.
وعلى الرغم من كل ذلك كان فؤاد يحرص على إحياء طقوس رمضان، فقد كان ينظم وقته، ويذهب إلى أقرب مسجد من أجل أداء صلاة التراويح.
وأضاف أن الجالية العربية ليست كبيرة في المدينة التي يقطن بها، ولذلك لا يكون هناك تجمعات، للإفطار أو السحور الجماعي، بعكس برلين وفرانكفورت، التي تنظم فيهما الجالية المصرية تجمعات.
وأشار إلى أن المدينة التي يقطن بها، لا تحتوي على متاجر كثيرة تبيع الطعام الحلال، ما يضطره الذهاب إلى متجر بعيد عن منزله، للحصول على الطعام، كما أكد أنه يحاول تنظيم جدوله بشكل جيد لضمان الحصول على الراحة الكافية، وتفادي التعب الزائد خلال الصيام.
كما أعرب عن افتقاده لعائلته، إذ قال “أفتقد عائلتي وأصدقائي في مصر خلال شهر رمضان. “كنت أشاركهم عاداتنا الرمضانية، الإفطار معًا وأداء صلاة التراويح والتنزه مع أصدقائي ليلًا، وعادات كثيرة ليست موجودة سوى في مصر بين أهلي وأصدقائي”.