كتبت – أميرة سلطان..
يراود حلم السفر عددًا كبيرًا من الشباب والمراهقين الراغبين في الحصول على فرصة تعليم وعمل خارج حدود الوطن وخوض تجربة جديدة نحو الثراء السريع، والمعيشة بشكل أفضل، وتعد المنح الدراسية واحدة من أبواب السفر والهجرة للخارج التى يسعى بعضهم للفوز بها مهما كان المقابل أو الثمن.
تلك المنح آلية تستخدمها الجامعات عالميًا لدعم الطلاب المتفوقين ومنحهم فرصة للدراسة في صفوف طلابها من أبناء الدولة المضيفة، لكن شركات ومكاتب إلحاق العمالة في مصر استغلت الأمر لتحقيق أعلى قدر من الربح عن طريق بيع تلك المنح نظير رسوم مالية للراغبين في السفر.
بيع المنح الدراسية
علي أبو زيد واحد من الطلاب المصريين الملتحقين بإحدى جامعات قيرغزستان، حصل على فرصة الدراسة عن طريق منحة مدفوعة من قبل أحد مكاتب السفر نظير مبلغ قدره 500 دولار، ورغم أن المبلغ كبير إلا أنه وافق عليه على أمل العثور على فرصة عمل هناك تساعده على تعويض أضعاف المبلغ في غضون أشهر قليلة كما وعده مسئول المكتب.
وقال “أبو زيد”، في حديثه لـ”وصال”، إن الأمر لم يكن كما خطط له أو تصوره، فبمجرد وصوله إلى مدينة بشكيك حيث مقر جامعته وجد أن الجامعة ليست ذات صيت هناك، ومستواها العلمي ضعيف كما أنها تتذيل التصنيف مقارنة بغيرها من الجامعات في قيرغيزستان وروسيا، لكن المفاجأة الأكبر كانت في صعوبة حصوله على فرصة عمل ليضطر إلى طلب المساعدة المالية من أسرته شهريًا لتغطية نفقاته في الغربة، خاصة وأن هناك قرار وزاري يحظر العمل بفيزا دراسية.
شهادات جامعية غير معتمدة
تجربة أخرى كان بطلها عبد الرحمن مجدي، طالب مصري في إحدى جامعات قيرغيزستان، الذي كشف عن تعرض عدد كبير من الطلاب المصريين في الخارج لعمليات نصب ممنهجة من عمولات إلى منح مدفوعة إلى فيزة دراسية إلى آخره، لافتًا إلى أن قيرغيزستان وتركيا وجورجيا وروسيا وأوكرانيا من أكثر البلدان التي تنتشر فيها مثل تلك العمليات.
وتابع: “الطلاب يسافرون إما بغرض دراسة الطب البشري من جامعات معتمدة هربًا من أزمة التنسيق في مصر، والبعض الآخر يذهب من أجل البحث عن فرصة عمل تحت غطاء الدراسة، وفي الحالتين يقع ضحية للنصب والاحتيال، فهناك عدد كبير منهم يلتحق بجامعات غير معتمدة والبعض الآخر لا يجد من يوظفه بسبب عدم حصوله على تأشيرة عمل”.