كتبت – أميرة سلطان..
عيدية عيد الفطر واحدة من أشهر طقوس الأعياد المحببة لقلوبنا، ترسم البسمة على وجوه الجميع كبيرًا كان أم صغيرًا، فالكل في حضرة العيدية سعيدًا ومبتهجًا، ورغم أنها عادة توارثها الأجيال منذ قديم الأزل يعطيها الأب أو الجد للأحفاد والأبناء والأكبر سنًا للأصغر، وتكون نقود تتفاوت قيمتها حسب الاستطاعة.
عيدية عيد الفطر
ومع مرور الزمن لم تتخل الأسر المصرية عن تلك العادة، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، لتظل عادة لا تنقطع قد تقل قيمة مبلغ العيدية بعض الشيء دون أن تختفي تمامًا، لكن ما الوضع بالنسبة للمصريين بالخارج خاصة من بعدتهم الغربة سنوات طويلة عن الوطن.
«وصال» تواصلت مع بعض الأسر المصرية مقيمة في الخارج لتكشف تفاصيل وقصص عيدية العيد مع أبناءهم.
قال عبد المجيد حسن، طبيب أسنان مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية قبل 10 سنوات، إنه عيدية العيد عادة جميلة تحث على العطاء والبذل من أجل إسعاد الأبناء والزوجة أيضًا وإدخال السرور على قلوبهم بغض النظر قيمة المبلغ نفسه، لكن قيمتها المعنوية أكبر بكثير، ضاربًا مثالًا بعيدية جنيه ورق عمرها أكثر من 30 عامًا حصل عليها من أستاذه المفضل في إحدى السنوات الدراسية، مدون عليها معايدة رقيقة وموقع عليها من الأستاذ، ورغم أنها مبلغ رمزي جدًا إلا أنه ظل محتفظًا بها طوال تلك السنوات؛ لأنها تذكره بشخص عزيز على قلبه وذكرى جميلة -بحد وصفه-.
العيدية عادة لا تنقطع
وأضاف: «لدى من الأبناء ثلاثة أصغرهم في سن السابعة ولد ونشأ في الولايات المتحدة لم يزر مصر إلا في إجازات خاطفة، ومع ذلك احرص كل الحرص على نقل العادات والتقاليد المصرية والطقوس التي تربينا عليها للأبناء جميعًا، بما في ذلك طقوس الأعياد، حيث تعد عيدية العيد أهمها حتى يعيشون نفس الأجواء الجميلة داخل وخارج الوطن».
العيدية بالعملة الصعبة
أما محمد مختار، مهندس بإحدى شركات الاتصالات بالمملكة المتحدة، قال إن عيدية العيد عادة متوارثة بين المصريين بالخارج حتى يشعروا أبناءهم بنفس الأجواء في مصر، ولا يتسرب إليهم الشعور بالغربة، موضحًا أن الفرق بين العيدية في مصر وخارجها هو قيمتها ونوع العملة التي تكون بالعملة الصعبة وبمبالغ أكبر عن نظيرتها في مصر، وفى بعض الأحيان لا تكون العيدية نقدًا وإنما قد تكون في صورة هدية يحددها الأبناء والزوجة.
ويشير إلى أنه بحكم كونه أكبر إخوته وقد اعتاد قبل السفر على معايدة أبناء إخوته، فقد قرر ألا تنقطع تلك العادة وأن يكون لهم نصيب من العيدية كل عام، مع نزوله مصر وقضاء إجازة العيد، ليتمتع برؤية الأهل والأحباب ويعيش أبناءه في الوقت نفسه أجواء العيد في وطنهم الأم مصر.