كتبت – أميرة سلطان..
يعيش عدد ليس بالقليل من أبناء الجاليات المصرية في دول الخليج أوضاعًا متردية، فمنهم من فقدوا وظائفهم أو تعثروا في الحصول على فرصة عمل جديدة بالتزامن مع قرب انتهاء تأشيرة الإقامة، ليجدوا أنفسهم في الشارع دون مأوى أو وظيفة طلبًا للمساعدة، بل بعضهم وصل إلى كسر الفيزا والإقامة بشكل غير قانوني خوفًا من الترحيل على أمل العثور على فرصة أخيرة في إيجاد فرصة عمل مناسبة.
كسر تأشيرة الإقامة
بوابة “وصال” تواصلت مع واحد من هؤلاء النماذج، عن طريق استغاثة نشرها شاب مصري مغترب على أحد جروبات الجالية المصرية في الإمارات، يطلب مساعدته في العثور على وظيفة قبل انتهاء تأشيرة الإقامة بأيام قليلة، إذ لم يعد لديه أي مصدر رزق يعيش منه أو ينفق به على أسرته، وتضاءلت آماله في الحصول على فرصة عمل جديدة، بعد طرده من محل إقامته لعدم سداد الإيجار، ليجد نفسه بلا مأوى أو طعام يعيش على مساعدات الأهل في مصر.
لم يكن هذا الشاب هو النموذج الوحيد، بل تحدثت “ن.عطية”، زوجة مقيم في الإمارات، وقالت إن زوجها على مدار 5 سنوات لم يستطع السفر إلى مصر لرؤية زوجته وأبناءه خوفًا من الترحيل وصعوبة العودة إلى الإمارات للبحث عن فرصة عمل، خاصة وأنه يعيش أوضاعًا صعبة وتراكمت عليه الديون، وفي حال مغادراته البلاد لن يتمكن من العودة إليها مجددًا، لذلك فهو مستمر على هذا الحال يتنقل من وظيفة لأخرى على فترات متقطعة لتوفير حياة جيدة لنا خاصة مع صعوبة الظروف الاقتصادية في مصر وارتفاع تكلفة المعيشة.
وأضافت: “فكرت كثيرًا في السفر إليه والاطمئنان عليه لكن تكاليف السفر والإقامة العالية في الإمارات لم تسعفنا، وإلى الآن لا نعرف أخباره سوى عن طريق المكالمات الهاتفية من آن لآخر، لكن أولادي يحلمون بعودة والدهم ورؤيته بينهم من جديد”.
عقود عمل مضروبة
غير أن قصة مأساوية أخرى بطلها شاب في العقد الثالث من عمره، بدأ رحلة البحث عن فرصة عمل في إحدى دول الخليج عن طريق إعلان لشركة وهمية استطاعت النصب عليه تحت مسمى توفير تأشيرة إقامة وعقد عمل نظير مبلغ كبير من المال قبل 3 سنوات، ولم يكن قد أمضى سوى بضعة أشهر على زواجه، ليسافر ويترك زوجته حامل في الأشهر الأولى، ثم كانت المفاجأة أن عقد العمل “مضروب” ويجد نفسه بلا عمل في بلد غريب.
وقال الشاب المصري في حديثه لـ”وصال”: “بحثت طويلًا هنا وهناك عن فرصة عمل وبالفعل وجدت وظيفة لفترة مؤقتة، ثم استغنت إدارة المكان عن خدماتي”، ليضطر مجددًا للبحث عن وظيفة، وأخذ يتنقل من وظيفة لأخرى ليمر بضائقة مالية كبيرة، وتطول فترة الغربة بعيدًا عن الزوجة والابن الصغير، وتزداد المشكلات بينه وبين أسرته ليفاجئ بطلب الزوجة الطلاق، بينما هو حبيس في بلاد الغربة يبحث عن فرصة أخيرة.