كتبت – هناء سويلم..
تحولت رحلة الحج من رحلة روحانية دينية إلى رحلة محفوفة بالمخاطر للحجاج غير النظاميين غير القادرين على الحج النظامي.
وخلال الأيام الماضية لجأ عدد كبير من المصريين الراغبين في أداء فريضة الحج ولكن غير قادرين على التكلفة الكبيرة للحج النظامي، إلى شركات سياحة أوهمتهم بالحج الاقتصادي وهو غير نظامي، عاشوا أيامًا صعبة في المملكة العربية السعودية والتي فرضت قيودًا لحج هذا العام، وأخرجت المخالفين إلى خارج حدود مكة.
«وصال» تواصلت مع عدد من المصريين الذين خاضوا تجربة الحج غير النظامي لهذا العام.
وقال أمير شاهين، أحد المصريين المقيمين في بريطانيا، والذي خاض تجربة الحج غير النظامي لهذا العام، إن صديق له أخبره بصاحب شركة سياحية ينظم رحلة حج اقتصادية، بأقل من ربع المبلغ المطلوب للحج النظامي، فبالرغم من أن الحج النظامي في بريطانيا وصلت أسعاره إلى 10 آلاف جنيه إسترليني، إلا أن صاحب هذه الشركة عرض عليه أن يخوض تجربة الحج الاقتصادي مقابل 2500 جنيه إسترليني، مقابل السكن وأداء الشعائر.
وأضاف في حديثه لـ”وصال” أنه سافر رفقة 10 مصريين قادمين من أوروبا بناءً على تجربة سابقة لأصدقاء له مع صاحب هذه الشركة في الحج العام الماضي، لكن فور الوصول إلى مكة المكرمة أخبرهم هذا الشخص أن يبقوا في المبنى المخصص لهم وهو عبارة عن فندق في أسفله مسجد، طالبهم المكوث في الفندق وعدم الخروج والانتظار حتى يوم عرفة للتوجه إلى الحرم المكي.
وتابع: “كل الموجودين في الفندق كانوا حجاج غير نظاميين”، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك سوى 5 أو 10 أشخاص قادمين من أوروبا، أما جميع الموجودين في الفندق قادمين من مصر رفقة هذا الشخص، بأسعار متفاوتة، فمنهم من دفع حوالي 130 ألف جنيه، ومنهم من دفع 170 ألف جنيه، حسب كل شخص، وممنوع خروج كل هؤلاء من الفندق، وحتى المستلزمات التي يحتاجها الحجاج يقوم هذا الشخص بشرائها”.
وأشار “أمير” إلى أنه استطاع أن يؤدي فريضة العمرة في الساعة الثانية صباحًا، لكن بعد عدة أيام فوجئ بالشرطة السعودية موجودة في الفندق، وتعامل الشرطة كان بكل أدب مع الحجاج، قاموا بنقلهم في باص إلى أقرب مركز شرطة، للتأكد من قانونية الموجودين، ثم بعد ذلك تم إخراجهم إلى حدود مكة.
وأضاف “أمير” أنه قضى حوالي 12 ساعة في مركز الشرطة، ما جعله يقرر السفر حتى لا يتعرض وزوجته إلى هذا الأمر مرة أخرى، وحتى لا يخاطر بأن يتم حرمانه من دخول المملكة العربية السعودية لمدة 10 سنوات، فلا يستطيع أداء فريضة العمرة أو الحج خلال تلك الفترة.
وكشف “أمير” أن الحجاج عادوا مرة أخرى إلى السكن من خلال طرق ملتوية في الجبل، وعرف من أصدقاء له أن السكن تعرض لقدوم الشرطة مرتين آخرين، ويخرجون الحجاج إلى حدود مكة، ويستغل أصحاب عربيات الدفع الرباعي الحجاج الراغبين في الدخول مرة أخرى بدفع مبالغ مالية للدخول إلى مكة مرة أخرى، وفي الأيام الماضية كانت مقابل 400 ريال سعودي وكلما اقترب موعد الحج يزيد المبلغ.
بثينة توفيق، إحدى المصريات التي تغامر بالحج غير النظامي لهذا العام، روت لـ”وصال” تجربتها مع الحج لهذا العام، وقالت إنها ذهبت لأداء فريضة العمرة خلال شهر رمضان المبارك، وهناك تعرفت على إحدى السعوديات وأخبرتها برغبتها في أداء فريضة الحج، فأخبرتها هذه المرأة السعودية أنها ستساعدها بالسكن في منزلها إلى حين قدوم وقت الحج، وهو ما فعلته بثينة.
وأضافت أنها كانت تتعامل بحذر شديد ولا تخرج بسبب التشديدات الأمنية في المملكة، إلا أنها حاولت الدخول إلى مكة في المرة الأولى ودفعت للباص 1000 ريال، لكن فور وصولها إلى مكة ومحاولة دخول منطقة الحرم قامت الشرطة بإخراجها إلى حدود مكة، فاستقرت عند السيدة السعودية إلى يوم أمس الجمعة، وعندما أصبحت الساعة الثانية عشر صباحًا دفعت مبلغ 3000 ريال سعودي للدخول إلى مكة، ولم تكن التشديدات الأمنية عائق هذه المرة فاستطاعت الدخول لأداء المناسك.
فيما قالت سهيلة سعد، إن والدها ووالدتها في مكة لأداء فريضة الحج، بطريقة غير نظامية، واستطاعوا الدخول إلى مكة في الساعات الأولى من صباح اليوم يوم عرفة، وكل الكمائن تم فتحها وسمحوا للمحتجزين التحرك إلى عرفات، مشيرة إلى أن أسعار الدخول ما بين 2000 و3000 ريال سعودي لأصحاب الباصات.