رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

خطوة بخطوة.. طريقة استخراج تصريح سفر للأطفال أقل من 18 عامًا

كتبت - أسماء أحمد..   أعلنت السلطات المصرية منع سفر القصر...

«قد تخسرين حضانة أطفالك».. تعرفي على شروط سفر الأبناء مع الأم خارج مصر

كتبت - أسماء أحمد  تبحث الكثير من السيدات المصريات عن...

حكاية «السويسي» نجم السوشيال ميديا الجديد.. من الهروب في قوارب الموت إلى احتساء القهوة في إيطاليا

كتب- هناء سويلم..   بـ«تفة قهوة وقرص ترب» اشتهر التيكتوكر المصري...

“وصال” تجيب على أهم 10 أسئلة حول مبادرة “سيارات المصريين بالخارج”

كتب – كريم الصاوي.. منذ انطلاق مبادرة استيراد سيارات المصريين...

ماذا بعد القبول في اللوتاري الأمريكي؟.. مصري يكشف تفاصيل رحلته بعد الفوز في قرعة الأحلام

كتب- أسماء أحمد.. أعلنت الولايات المتحدة قبل أيام فتح باب...

وقف تدفق المهاجرين كارثة تهدد مستقبل أستراليا.. ما القصة؟

كتبت-سوزان عبد الغني..

تعتبر أستراليا أرض الفرص، ولطالما كانت أستراليا “دولة هجرة” تفتح أبوابها أمام المهاجرين والوافدين الجدد.

تلك النظرة من الممكن أن تتغير الآن خاصة بعد الرغبة في غلق تلك الفرص، والتي من شأنها أن تهدد نسيج المجتمع الأسترالي والاستقرار الاقتصادي.

ويقول الباحث ميشيل يرديني، إنه ما ينظر إلى أستراليا على أنها مكان يمكن أن يمهد فيه العمل الجاد والتصميم الطريق لحياة أفضل.

ولكن ماذا لو أغلقنا أبوابنا فجأة أمام القادمين الجدد؟.

بينما تواجة أستراليا أزمة الإسكان، وشيخوخة السكان، والضغط السياسي المتزايد، بدأ البعض في التساؤل عما إذا كان ينبغي على أستراليا تقليل الهجرة أو حتى إيقافها تماما.

وتشير دراسة جديدة، إلى أن الإجابة على هذا السؤال يكشف عن مستقبل مقلق.

الهجرة شريان الحياة للنمو السكاني في أستراليا

اعتمدت أستراليا في العقود الأخيرة بشكل كبير على الوافدين الجدد لتغذية النمو السكاني والازدهار الاقتصادي، وذلك بعد من تدفق المهاجرين الأوروبيين بعد الحرب إلى موجات الهجرة الآسيوية.

اليوم، يأتي حوالي ثلثي النمو السكاني من الهجرة إلى الخارج، بينما يرجع الثلث المتبقي إلى الزيادة الطبيعية—حيث يولد عدد أكبر من الأطفال أكثر من الأشخاص الذين يموتون.

وتشير الدراسة إلى أن أستراليا اعتمدت بشكل كبير على الهجرة لتغذية النمو السكاني والازدهار الاقتصادي، لكن معدل المواليد انخفض إلى أدنى مستوى له عند 1.6 طفل فقط لكل امرأة.

بدون الهجرة، سيتقدم سكان أستراليا في العمر بسرعة، مما يضع ضغطا هائلا على أنظمة الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي التي تعاني بالفعل من الإجهاد، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.

المهاجرون من الشباب

وأوضحت الدراسة، أن المهاجربن إلى أستراليا هم في الغالب من الشباب، تقع أعمارهم ضمن 18 إلى 39 عاما، يجلبون معهم الطاقة والمهارات والاستعداد للمساهمة في القوى العاملة.

وأكدت إنه بدون المهاجرين، ستنخفض نسبة الأستراليين في سن العمل إلى المتقاعدين، مما يضع ضغطا هائلا على أنظمة الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي التي امتدت بالفعل.

مزايا زيادة الهجرة

تساهم زيادة الهجرة دفعو فورية للاقتصاد، نظرا أن مستويات الديون في أستراليا مرتفعة بالفعل ، وتحسين الإنتاجية أمر مرغوب فيه دائما،لكنها غالبا ما تكون عملية بطيئة وغير مؤكدة.

كما توفر زيادة الهجرة زيادة الطلب على السلع والخدمات عبر قطاعات متعددة، بما في ذلك التعليم، والتي ستتضرر بشدة.

التداعيات الاقتصادية: أكثر من مجرد أرقام

عند التفكير في تنمية الاقتصاد ، هناك ثلاث طرق أساسي، هم تحمل المزيد من الديون أو تحسين الإنتاجية ، أو توسيع حجم السوق.

ومع ذلك، فإن توسيع حجم السوق من خلال الهجرة يوفر دفعة فورية، فهم بحاجة إلى منازل ومدارس لأطفالهم ، وينفقون الأموال على كل شيء من البقالة إلى الترفيه ، مما يدفع النمو الاقتصادي عبر قطاعات متعددة.

ولفتت الدراسة إلى أن أحد القطاعات التي ستتضرر بشدة بشكل خاص من انخفاض الهجرة هو التعليم.

وفيما يتعلق بالتعليم الدولي، قالت الدراسة إنه واحد من أكبر الصناعات التصديرية في أستراليا،حيث يجلب مليارات الدولارات كل عام.

حيث يدفع الطلاب الدوليون رسوما عالية، ووظائف دعم، ويساهمون في الثراء الثقافي ليس فقط للجامعات ولكن للمدن بشكل عام.

التأثير الإقليمي لوقف الهجرة

وفي نفس السياق، يأتي التأثير الإقليمي لوقف الهجرة محسوسا بشكل أكثر حدة في عواصم أستراليا، لكن المدن الصغيرة في أستراليا الإقليمية لن تنجو.

مع تضاؤل عدد السكان، ستصبح الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم غير قابلة للحياة، مما يؤدي إلى الإغلاق.

وترى الدراسة، أن الهجرة ليست سبب أزمة الإسكان، ولكنها تعود إلى سوء التخطيط الحضري، ونقص الاستثمار في البنية التحتية، والفشل في بناء منازل كافية لتلبية الطلب.

وأكدت الدراسة، إن وقف الهجرة لن يحل هذه المشاكل، ويمكن أن يجعلها أسوأ من خلال إبطاء النمو الاقتصادي، وتقليل الموارد المتاحة للاستثمار في الإسكان، وتقويض الصناعات ذاتها التي تدفع الطلب على المنازل الجديدة.

أستراليا لديها خطة طويلة الأجل لزيادة عدد سكانها إلى 40 مليون بحلول منتصف هذا القرن، وسيتطلب تحقيق هذا الهدف استمرار الهجرة، بحسب الدراسة.

وتضيف، في حين أن هناك تحديات يجب إدارتها—مثل ضمان امتلاك للبنية التحتية والخدمات والإسكان لاستيعاب هذا النمو—فإن فوائد الهجرة تفوق بكثير الجوانب السلبية المحتملة.

وتنصح الدراسة، إنه بدلا من إغلاق أبواب الهجرة ، يجب أن التركيز على سياسات أكثر ذكاء تضمن القدرة على استيعاب النمو بشكل مستدام.

فوائد الهجرة

ووجدت الدراسة أن للهجرة فوائد كثيرة إلى ما هو أبعد من الاقتصاد-فهي تشمل تعزيز الابتكار، وجلب وجهات نظر جديدة، وإثراء الحياة الاجتماعية والثقافية.

لعب المهاجرون دورا رئيسيا في تشكيل هوية أستراليا، من الأطعمة التي إلى الألعاب الرياضية.

ويقول الباحث ميشيل يرديني،”لقد جلبوا معهم أفكارا جديدة وأعمال تجارية جديدة وطرق تفكير جديدة ساعدت أستراليا على الازدهار في عالم يزداد عولمة”.