كتب- محمد أبو الدهب..
في حادث مأساوي؛ توفي عامل مصري، الخميس، أثناء ممارسة عمله داخل مصنع في إيطاليا، بعد أن عُلّق في ماكينة مُخصصة لمعالجة وضغط النفايات.
شهيد مصري جديد في الغُربة
العامل المصري البالغ من العمر 22 ربيعًا؛ كان يؤدي مهام عمله اليومي داخل مصنع لمعالجة النفايات بمدينة مونزا، حينما عُلّق بالحزام الناقل للماكينة المُخصصة لضغط النفايات.
و«مونزا» هي مدينة في إقليم لُمبَرديا شمال إيطاليا، تبعد نحو 15 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة ميلانو عاصمة الإقليم.
ووقع الحادث في شركة «كوروني»، بشارع كوميونالي بير شينيسيلو في المدينة نفسها، وهي شركة مُتخصصة في الخدمات البيئية؛ حيث كان يعمل الشاب المصري.
محاولات إنقاذ بعد فوات الأوان
هرع عمال المصنع إلى موقع العامل، بعد إطلاق صافرات الإنذار، وفصلوا التيار الكهربائي، محاولين جذب الشاب المصري وإخراجه من داخل الماكينة، ولكن دون جدوى.
وعند وصول فرق الإنقاذ إلى الموقع؛ لم يكن هناك شيء يمكن فعله لإنقاذ حياة الشاب.
ورُغم جميع المحاولات التي بذلها الفريق الطبي، الذي وصل إلى الموقع بسيارة إسعاف ومركبة طبية برمز طوارئ أحمر؛ فأن الأطباء لم يتمكنوا سوى من تأكيد وفاته داخل الموقع.
تحقيقات أمنية حول الحادث
تدخّلت فرق الحماية المدنية من قيادة مونزا وبريانزا لاستخراج جُثمان العامل من الآلة.
وحضر إلى الموقع فريق من وكالة الصحة والبيئة (Ats)، للتحقيق في ملابسات الحادث، إلى جانب خبراء الشرطة الجنائية التي أجرت الفحوصات الأولية.
وإلى الآن؛ لم تتضح بعد الظروف الدقيقة التي أدّت إلى هذا الحادث المأساوي، ولكن رجّحت التحقيقات الأولية، وقوع الحادث أثناء قيام العامل المصري بتنظيف الحزام الناقل.
ويجري حاليًا تقييم ما إذا كان هناك خطأ في السلوك من جانب العامل المصري، ربما بسبب تشتت انتباهه أو تهوّره، أو إذا كانت هناك عوامل أخرى متورّطة.
وأشارت التحقيقات إلى أن الضحية كان يعمل بشكل قانوني لدى الشركة بعقد مؤقت.
النيابة العامة في مونزا أمرت بمصادرة الآلة، وإجراء تشريح للجُثة، ومن المتوقع أن تفتح ملفًا للتحقيق في جريمة القتل الخطأ خلال الساعات المُقبلة.
ومن المفترض أن يشمل التحقيق في البداية المسئولين المباشرين في الشركة، الذي يدخل في اختصاصهم ملف الحماية الصناعية، وتأمين بيئة العمل داخل المصانع.
وتنتظر النيابة صدور تقرير وكالة الصحة والبيئة (Ats)، الذي عادة ما يمنح جهات التحقيق معلومات واضحة ووافية عن مثل تلك الوقائع، وهي المعلومات التي تُمثّل عُنصرًا مُهمًّا وحاسمًا في القضية.
وقائع لا تنتهي.. حادث العامل المصري يُجدد الجدل
أثار حادث وفاة العامل المصري داخل ماكينة مُعالجة أثناء ممارسة عمله بمصنع لتدوير النفايات، حالة من الجدل المُجتمعي؛ خصوصًا بين الأوساط النقابية في إيطاليا.
ففي تعليق لها؛ أشارت نقابة عُمّال الأغذية والزراعة في مونزا وبريانزا «Flai Cgil»، إلى أن هذا الحادث هو الرابع من نوعه في المنطقة منذ بداية العام الجاري، ليصل بذلك عدد حوادث العمل المميتة إلى العدد نفسه في عام 2023.
وقالت النقابة في بيان لها: «أربعة حوادث مُميتة في عام 2024 الحالي وحده، من بينها ثلاثة ضحايا كانوا في مُقتبل العمر».
وكشفت النقابة عن قيام العديد من الشركات خلال الصيف بتوظيف عُمال مُؤقتين ليحلوا محل الذين يُمنحنون إجازاتهم، دون الاهتمام بتوفير التدريب اللازم لهم، أو توفير وسائل الحماية، وبيئة صناعية آمنة للعمال.
وأضافت: «نحن ننتظر نتائج التحقيقات، وباعتبارنا نقابة (Cgil)، نقوم بإجراء تحقيقاتنا الخاصة»، مُشددة على ضرورة شن السُّلطات الحكومية المُختصّة لحملات مُكثفة على المصانع لكشف المُخالفات، حفاظًا على أرواح العاملين بها.
وتقع 39.2% من الشركات العاملة في مجال الخدمات البيئية وتدوير النفايات في شمال إيطاليا، بينها 24.2% في الشمال الغربي، و15% في الشمال الشرقي.
ويتركز 27.6% منها يقع في جنوب إيطاليا، و 19.8% في الوسط، والباقي 13.4% في الجزر.
وتمثّل لومباردي بنسبة 15%، المنطقة التي تتمتع بأعلى كثافة من الشركات التي تقوم بجمع النفايات ومعالجتها والتخلص منها في إيطاليا.