كتبت – أميرة سلطان..

على مدار 5 أيام شهدت ولاية كاليفورنيا واحدة من أسوأ موجات الحرائق في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اندلعت حرائق ضخمة في مناطق متعددة من الولاية، مما أسفر عن دمار واسع وخسائر بشرية ومادية فادحة، وتعد هذه الحرائق من بين الأكثر تدميرًا في تاريخ الولاية، مع استمرارية جهود مكافحة الحريق والتعامل مع تداعياته التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.

أسباب حرائق كاليفورنيا

في الوقت الذي تتواصل فيه جهود مكافحة الحريق، تشير التقارير إلى أن أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في تعقيد أزمة الحرائق كان توقف بعض خزانات المياه المهمة في المنطقة، فقد تسببت مشكلة في خزان “سانتا ينيز” الواقع في منطقة باسيفيك باليسادس في زيادة التحديات أمام رجال الإطفاء.

وبحسب التقارير، فإن الخزان الذي يحتوي على 117 مليون جالون من المياه كان خارج الخدمة بسبب تعرضه للتلف في غطائه المخصص للحفاظ على جودة المياه، مما أثر على قدرة النظام المائي في تأمين الضغط الكافي للمساعدة في إخماد الحريق.

وقد تكون تلك المشكلة أسهمت في نقص المياه المتاحة في بعض الأماكن لفرق الإطفاء، إلا أن الخبراء في المجال يشيرون إلى أن ذلك لم يكن العامل الوحيد في تعقيد جهود مكافحة الحرائق، كما أكد arty Adams، المدير العام السابق لهيئة المياه والطاقة في لوس أنجلوس، أن تلك المشكلة من غير المحتمل أن تكون قد غيّرت بشكل كبير مسار المعركة ضد حريق “بالي سايدز” الذي التهم ما يقارب 20,000 فدان حتى يوم الجمعة.

الخسائر البشرية والمادية

أسفرت الحرائق في كاليفورنيا عن العديد من الضحايا، حيث تسجل حصيلة الأرواح التي فُقدت في تلك الحرائق بأكثر من 30 شخصًا حتى الآن، فيما أصيب العشرات بجروح متفاوتة، وقُتل 11 شخصًا آخر، وقد أجبر الآلاف من السكان على إخلاء منازلهم، حيث تواصل فرق الإنقاذ والسلطات المحلية عمليات البحث عن مفقودين في المناطق التي دمرتها النيران.

أما الخسائر المادية، فقد بلغت حجمًا كبيرًا، إذ تم تدمير 12 ألف منزل في المناطق المتضررة، فيما يتوقع أن تصل التقديرات المالية للأضرار إلى مليارات الدولارات، مما يضيف إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه الولاية، كما أفادت التقارير بأن بعض المناطق الواقعة في قلب الحرائق أصبحت غير قابلة للسكن لفترات طويلة بسبب الدمار الشامل.

جهود السيطرة على الحريق

وتواصل فرق الإطفاء المحلية والدولية، بدعم من الحاكم “غافين نيوسوم”، العمل بكل طاقتهم لمكافحة النيران والسيطرة عليها، ففي الوقت الذي كانت فيه بعض الحنفيات في المناطق ذات الارتفاعات العالية قد جفّت بسبب نقص المياه، وكثفت الطائرات والمروحيات جهودها في إسقاط المياه على النيران، حيث يواجه رجال الإطفاء تحديات كبيرة بسبب الرياح القوية التي ساهمت في انتشار النيران بسرعة.

من جانبه، دعا الحاكم “نيوسوم” إلى فتح تحقيق شامل في أزمة إمدادات المياه، مشيرًا إلى أن فقدان الضغط المائي في بعض الأماكن وغياب إمدادات المياه من خزان “سانتا ينيز” كانت أمورًا مقلقة للغاية، وقد كلف نيوسوم فرقًا مختصة بإعداد تقرير مستقل للتحقيق في تلك الأسباب، من أجل تجنب تكرارها في المستقبل وضمان توفير المياه الضرورية لمكافحة الحرائق.

تمدد الحرائق وأوامر الإخلاء الجديدة

وفي إطار تطورات الحريق، توسعت أوامر الإخلاء في منطقة باليسادس، حيث تجتاح النيران الآن الاتجاه الشرقى، مهددةً منطقة برينتوود وإينسينو، ورغم جهود السيطرة، ما زال الحريق خارج السيطرة بشكل كامل حيث تم احتواء 8% فقط من الحريق حتى الآن.