كتبت – أميرة سلطان..

تحولت ولاية فلوريدا إلى مدينة أشباح بعدما غرقت في ظلام دامس تعلوها أصوات العواصف الشديدة والأمطار الغزيرة، فيما يعيش السكان أوضاعًا انسانية صعبة إثر وصول إعصار ميلتون سواحل الولاية.

إعصار ميتلون يصل فلوريدا

ورغم التحذيرات المستمرة من السلطات الأمريكية، قرر العديد من السكان البقاء في منازلهم، متجاهلين دعوات الإجلاء إلى خارج الولاية، بينما تجتاحهم مخاوف من قوة الإعصار الذي ضرب سواحل مقاطعة ساراسوتا بالقرب من سيستاكي كإعصار من الفئة الخامسة، وهو ما يجعله يشكل تهديدًا غير مسبوق على الأرواح والمرافق الحيوية في الولاية.

فيضانات وعواصف تهدد الحياة

على مدار الساعات الماضية، شهدت مناطق عدة في فلوريدا، بما في ذلك سانت بطرسبرغ وتاميا، عواصف شديدة وأمطارًا غزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة، حيث أدى ذلك إلى إغلاق العديد من الطرق الرئيسية وتوقف الحياة اليومية في معظم المناطق، كما فرضت السلطات المحلية حظر تجول من الساعة 8 مساءً حتى الساعة 2 صباحًا في محاولة للحد من الأضرار وحماية المواطنين، وعلى الرغم من هذا الحظر، فإن التحذيرات من الخروج ما زالت مستمرة، حيث يُتوقع أن تستمر تأثيرات الإعصار حتى اليوم الخميس.

ما يزيد من حدة المخاوف هو الأضرار الفادحة التي خلفها إعصار هيلين قبل أسبوعين، والذي رغم قوته الضعيفة نسبيًا مقارنة بإعصار ميلتون، إلا أنه خلف مشاهد كارثية جراء قوة الفيضانات والعواصف، حيث ظهرت منازل كثيرة تم اقتلاعها من أساساتها، مما يثير القلق بشأن قدرة المباني في فلوريدا على مواجهة الأعاصير القوية مثل إعصار ميلتون خاصة وأن تلك المنازل بنيت غالبًا من الأخشاب ودون أساسات خرسانية قوية، ولا تستطيع تحمل قوة جرف الفيضانات أو شدة العواصف، وهو ما يعرض حياة السكان لمخاطر كبيرة.

ورصدت تقارير عدة مشاهد مروعة لإعصار هيلين، حيث جرفت المياه المنازل بعيدًا، وسحبها بسرعات عالية بفعل قوة العواصف، وهو ما جعل سكان فلوريدا يدركون حجم المخاطر التي قد تنتج عن إعصار ميلتون، الذي من المتوقع أن يكون أكثر قوة وأشد تدميرًا.

إجراءات احترازية لمواجهة الفيضانات

في محاولة للتغلب على تلك المخاطر، رصدت بوابة “وصال” بعض الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الأسر في المناطق الساحلية الأكثر تعرضًا لخطر الإعصار، حيث لجأ البعض إلى تثبيت منازلهم بدعائم من كافة الجوانب، في خطوة تهدف إلى تقليل فرص جرفها بفعل الفيضانات.

كما نقل البعض الآخر سياراتهم إلى أماكن مرتفعة، بعيدًا عن المناطق المنخفضة المعرضة للغرق، مع وضع مصاريع وأغطية على الأبواب، وأكياس الرمل على الأسطح الخارجية للمنازل للحيلولة دون دخول المياه، مع قيامهم بنقل الأثاث والممتلكات الثمينة إلى الطوابق العليا أو إلى أماكن داخلية بعيدة عن النوافذ، وتخزين مياه الشرب والمواد الغذائية الأساسية تحسبًا لانقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء.

التأمين ضد الكوارث الطبيعية

وبجانب ذلك، اهتم الكثيرون بمراجعة بوليصات التأمين على سياراتهم وممتلكاتهم، حيث حرص بعض السكان على تضمين بنودًا إضافية لضمان تغطية الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والفيضانات، نظرًا لأن العديد من شركات التأمين في فلوريدا تقدم بوليصات تأمين شامل تشمل الأضرار الناتجة عن الأعاصير، لكن الكثير من بوليصات التأمين التقليدية قد لا تشمل الأضرار الناتجة عن الفيضانات، وهو ما يجعل سكان فلوريدا يعتمدون على سياسات تأمين إضافية مع شركات تأمين متخصصة في الأضرار الطبيعية.

اقرأ أيضًا مصرية توثق أجواء إعصار ميلتون المرعبة في فلوريدا: «الأمطار غمرت المنزل والشوارع مخيفة» «فيديو»