كتب- محمد أبو الدهب..
شهدت أولى جلسات «محاكمة تيتو والبوب»، تبادل الاتهامات بين المصريين الاثنين المتهمين بقتل صديقهما في الغُربة الحلاق المصري محمود عبد الله في إيطاليا.
أولى جلسات «محاكمة تيتو والبوب»
استمعت هيئة محكمة الجنايات في جنوة بإيطاليا، إلى أقوال كل من عبد الوهاب أحمد جمال كامل المعروف بـ «تيتو»، ومحمد علي عبد الغني الشهير بـ «البوب»، في أولى جلسات «محاكمة تيتو والبوب».
وخلال جلسة المحاكمة برئاسة القاضي ماسيمو كوساتي، تبادل المُتهمان المصريان الاتهامات بينهما حول قتل صديقهما مصفف الشعر المصري محمود عبد الله البالغ من العمر 19 عامًا، والتمثيل بجثمانه.
اتهامات مُتبادلة في «محاكمة تيتو والبوب»
أمام هيئة المحكمة في «محاكمة تيتو والبوب»؛ وجّه البوب اللوم على تيتو قائلًا: « كان أمامك نصف ساعة لتذهب، لقد قلت لك لا، والآن دمرتنا»، وقصد البوب بـ نصف ساعة، المُدة التي استغرقت لقتل الضحية.
وقال تيتو أمام المحكمة: « لم أواجه أي مشكلة مع محمود على الإطلاق، بوب وجّه لكمة على عين محمود الذي غطى نفسه بيديه واتجه نحو المطبخ؛ فتدخلت».
وأضاف: « كان هناك سكينان في المطبخ، أخذ محمود-القتيل- واحدة، وهي تلك التي أحضرها بوب إلى المنزل، وعندما سقطنا في المشاجرة علق السكين، ثم أخرج بوب السكين، وبدأ في طعن محمود».
جريمة بشعة في جنوة
بدأ الكشف عن الجريمة مع عثور الشرطة على جُثّة شاب مُقطّعة ومُلقاه في البحر قبالة سانتا مارجريتا ليجور، وبعد التحقيق الذي أجرته الشرطة، ظهرت مسؤولية تيتو والبوب في القضية.
وقُتل الشاب المصري محمود عبد الله بعدة طعنات في شقة بشارع فادو، في سيستري بونينتي بجنوة، وتم بعد ذلك تشويه جثته، والتمثيل بها، وفصل الرأس عن الجسد، وإلقاء الجثمان مُقطّعًا في البحر في شيافاري.
ظروف عمل صعبة وراء الجريمة
كشفت التحقيقات عن أن المجني عليه، أراد التوجّه إلى النقابات للتنديد بظروف العمل التي تعرض لها في عمله بصالون الحلاقة الذي كان يمتلكه المصري علي عبد الغني، وهو شقيق البوب، ويُديره تيتو في جنوة.
وكان من المفترض قانونا أن يعمل الضحية في محل الحلاقة في شيافاري لمدة أربع ساعات يوميًا، لكنه عمل أكثر من ذلك بكثير، كما أكد تيتو نفسه في قاعة المحكمة، وظهر بالفعل أثناء المحاكمة الجارية.
وبحسب المدعي العام، لجأ المُتهمان إلى قتل الضحية، لأنه قرر الذهاب للعمل في متجر آخر مُنافس لهما في بيجلي، وإبلاغ النقابات عنهما بسبب نوبات العمل المرهقة والأجور المنخفضة جدًا.
تضارب الأقوال في «محاكمة تيتو والبوب»
تضاربت أقوال المتهمين «تيتو» و«البوب» في مراحل التحقيقات المختلفة حول ملابسات قتل المجني عليه، وألقى كل واحد منهما تهمة القتل على الآخر، وأيضًا حاولا جعل القضية كأنها دفاع عن النفس.
رواية البوب
أكد البوب بشكل أساسي الرواية التي قُدّمت بالفعل إلى المُدّعي العام دانييلا بيشيتولا في مناسبتين أثناء التحقيقات.
وبحسب البوب، الذي دافع عنه المحاميان سلفاتوري كالاندرا، وإليسا ترافيرسو؛ فإن تيتو، الذي دافع عنه المحاميان كارلو مانتي، وفابيو دي سالفو، هو الذي قتل محمود بسكين تم شراؤه قبل فترة وجيزة من متجر صيني في طريق سيستري.
وقال البوب: « حاولت إيقاف تيتو، لكنه أراد قتلي أيضًا، ولم أنجح في إنهاء المشاجرة بين الاثنين؛ فطعن تيتو محمود في بطنه ورقبته، ثم أحرق وثائق وأمتعته الشخصية».
ولم يُنكر بوب في روايته مساعدة تيتو في التَّخلُّص من الجثة، ونقلها بسيارة أجرة إلى شيافاري، ولكنه يبرر ذلك بقول: « فعلت ذلك فقط لأن تيتو هددني وعائلتي».
وأضاف: « تيتو لديه الكثير من المال في مصر، وهنا في إيطاليا كان يكسب ألفًا أو ألفي يورو يوميًا، وأخبرني أنه سيدفع 50 ألف يورو لبعض الرجال لقتل أفراد عائلتي في مصر».
رواية تيتو
جاءت رواية تيتو معاكسة لـ أقوال البوب؛ فقال: « البوب هدد محمود عندما أخبره أنه ينوي الذهاب إلى النقابات، وقال له إذا فعلت ذلك سيخرجه من العالم، ويقتله».
وأضاف أن مُشاجرة اندلعت داخل الشقة في منطقة سيستري بين البوب ومحمود، بعد أن ذهب الأخير ليجمع أغراضه، ويطلب من البوب راتب الشهر الماضي، بعد أن أخبره بالاستقالة من العمل.
وأشار إلى أن البوب غضب ولكم محمود بقوة على وجهه؛ فتوجّه محمود مذهولًا إلى المطبخ، حيث وجد سكينًا، وساطورًا؛ فسحب السكين وعاد إلى البوب لطعنه.
وتابع تيتو: « حاولت أخذ السكين من يدي محمود أثناء الشجار، ولكن بسبب الشد والجذب، رشقت السكين في بطن محمود بدون قصد».
ولفت إلى أنه بعد ذلك توجّه إلى المرحاض لعلاج جرح في يده من جراء إصابة السكين، موضّحًا أنه عندما عاد رأى محمود مُلقى على الأرض، وبوب يركله ثم يطعنه عدة مرات في أماكن مُتفرقة.
واتهم تيتو بأن صاحب المحل علي عبد الغني، بتحريض شقيقه البوب على قتل محمود، لكنه تخلى عنه، وعاد إلى مصر بعد واقعة القتل، موضّحًا أن المحل مُسجّل باسمه عبر ميرانو في سيستري بونينتي.
كاميرات المراقبة تكشف وقائع مُثيرة
ورصدت تحقيقات الشرطة عبر كاميرات المراقبة لقاءًا بين الأصدقاء الثلاثة في إحدى حانات شيافاري، قبيل حادثة القتل بقليل، ولاحظ المحققون قيام تيتو بدفع محمود بعد نقاش حاد.
وأثبت فريق التحقيق قيام المتهمين تيتو والبوب بالتوجّه إلى متجر صيني لشراء سكين وساطور، قبل العودة إلى الشقة مسرح الجريمة في فيا فادو، وهي الأسلحة التي اعتبرتها الشرطة أدوات الجريمة في القضية.
استمرار محاكمة «محاكمة تيتو والبوب»
تستمر محكمة جنايات جنوة في عقد جلسات «محاكمة تيتو والبوب»، ومن المقرر أن تُعقد الجلسة القادمة في المحاكمة يوم الثلاثاء 8 أكتوبر المُقبل.
ومن المتوقع صدور الحكم في «محاكمة تيتو والبوب»، بحلول نهاية العام الجاري 2024، وفي هذه الأثناء يقبع كل متهم منهما في سجن احتياطي مُختلف على ذمة القضية، تيتو في بيدمونت، وبوب في لا سبيتس.
اقرأ أيضًا:
تحرشا بقاصرات على الشاطئ.. القصة كاملة لحبس مصريين اثنين 3 سنوات في إيطاليا
اغتصبوا طفلة بحمامات كاتانيا.. بدء محاكمة 5 مصريين في إيطاليا