كتب – هاني جريشة..
قبل أن تخلو مع الله في رحلة روحانية تنقي النفوس، وتتجه لأداء العمرة في شهر رمضان، وزيارة أطهر بقعتين في العالم “مكة المكرمة والمدينة المنورة”، عليك التحلي بمعرفة طبيعة المكان، وأهم المزارات التي يمكن زيارتها في تلك البقعتين.
مكة والمدينة لا تحتويان فقط على المسجد الحرام والحرم النبوي، لكن بهما العديد من المزارات الدينية التي يمكن زيارتها، وعبر أسطر التقرير التالي نقدم لقراء “وصال” أبرز المزارات في مكة والمدينة.
أهم المزارات الدينية في المدينة المنورة:
المسجد النبوي الشريف
يحتوي المسجد النبوي على معالم وآثار إسلامية، ويعتبر أبرزهم منبر النبي والروضة والحائط المخمس والحجرة والقبة الخضراء، والتي يوجد تحتها قبر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ويعتبره المسلمون في المرتبة الثانية بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة من حيث الأهمية.
يبرز المسجد بسبب هندسته المعمارية الرائعة وشكله المستطيل، ويضم آثارًا إسلامية، وبه ما يصل إلى عشرة مآذن.
مسجد قباء
مسجد قباء يقع بالقرب من المسجد النبوي بحوالي 5 كيلو مترات، وهو أول مسجد بني في عهد النبي محمد، كما يتميز بأنه يوجد به بئر نسب لأبي أيوب الأنصاري، ويتميز مسجد قباء بأن النبي محمد قام بالاشتراك في بناء هذا المسجد، وذلك عندما كان في طريقه للهجرة إلى المدينة المنورة، وبعد ذلك تعاون المسلمون على استكمال بناء المسجد، وتم العمل على المزيد من التحسينات والتوسعات في العصر الحديث، وتعتبر مساحة المسجد الكلية ومرافقه الآن 13500 متر مربع، ويصل مساحة المصلى من 1600 متر مربع إلى حوالي 5035 متر مربع وتلك تكون مساحة.
مسجد ذو القبلتين
يقع مسجد ذو القبلتين بالمدينة بالقرب من المسجد النبوي على مسافة تقرب 5 أميال منه، ويسمى مسجد القبلتين بهذا الاسم لأن الصحابة قاموا بالصلاة فيه باتجاه بيت المقدس الذي كان القبلة الأولى، ثم في العام الثاني للهجرة نزلت على النبي محمد آية، لتحويل القبلة إلى المسجد الحرام، مما جعل النبي محمد يقوم بإرسال أحد الصحابة ليقوم بتبليغ المسلمين في أطراف المدينة بذلك، وعندما وصل الصحابي للمسجد كان الناس يصلون فقال لهم الخبر، مما جعلهم يتحولون وهم في صلاتهم باتجاه القبلة الجديدة التي تكون باتجاه المسجد الحرام، وتصل المساحة الكلية للمسجد حوالي 3922 متر مربع.
مقابر البقيع
منذ عهد النبي محمد وتعتبر مقابر البقيع هي المقابر الرئيسية لأهل المدينة المنورة، وتعتبر من أقرب الأماكن التاريخية إلى المسجد النبوي، ويقع في اتجاه القسم الجنوبي الشرقي من سور المسجد النبوي، وهي تضم الملايين من جثامين أهل المدينة وغير أهل المدينة من المجاورين والزائرين، وفي مقدمتهم ما يقارب عشرة آلاف صحابي دفنوا فيها، ومنهم أيضا زوجات النبي ماعدا السيدة خديجة وميمونة بنت الحارث، وتبلغ مساحتها الآن حوالي 180000 متر مربع.
جبل أحد
يعتبر جبل أحد أيضا من أهم المعالم الدينية ويقع بالقرب من المسجد النبوي على بعد 5 كم، ويمتد الجبل من الناحية الشرقية إلى الغربية والجبل تمتد كسلسلة جبلية من ناحية الشرق إلى الغرب، مع وجود ميل نحو الشمال، ويبلغ طوله 7 أميال وعرضه 2 : 3 أميال.
ويتكون معظم صخور الجبل من الجرانيت الأحمر مع وجود أجزاء منه تميل لونها إلى الأخضر الداكنة والأسود، يوجد جبال بالقرب من جبل أحد عديدة وصغيرة من حيث الحجم، وأهم هذه الجبال التي تنتشر على جبل أحد جبل ثور يقع في الاتجاه الشمالي الغر، وجبل الرماة يقع في جنوب الغربي، ويمر عند قاعدة جبل أحد وادي قناة، ويصب في مجمع الأسيل فى الغرب.
أهم المزارات في مكة المكرمة
جبل عرفات
سُمِّي عرفة بهذا الإسم؛ لأن الناس يتعارفون به، وقيل: سُمِّي بذلك؛ لأن جبريل طاف بإبراهيم- عليه السلام- كان يريه المشاهد فيقول له: أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟ فيقول إبراهيم: عَرَفْتُ، عَرَفْتُ. وقيل: لأن آدم-عليه السلام- لما هبط من الجنة وكان من فراقه حواء ما كان فلقيها في ذلك الموضع؛ فعرفها وعرفته ، وهو من أهم الأماكن التي يقدم إليها الحاج فوقفة عرفات تعد من أهم أركان الحج.
غار ثور
هو غار في جبل ثور الذي يقع جنوب مكة المكرمة، ارتبط اسمه بهجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فهو الغار الذي أوى إليه الرسول عند هجرته إلى المدينة المنورة ومعه صاحبه أبو بكر الصديق، فجاء كفار مكة يبحثون عنهما، فلم يجدوهما لقيام العنكبوت بسد فتحة الغار المنخفضة، يقول أبو بكر رضي الله عنه: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما).
ويقع غار ثور على بعد نحو أربعة كيلو مترات عن مكة المكرمة في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام، وارتفاعه نحو 748 م من سطح البحر، وهو عبارة عن صخرة مجوفة ارتفاعها 1.25م، وله فتحتان فتحة في جهة الغرب وهي التي دخل منها النبي صلى الله عليه وسلم و أبو بكر رضي الله عنه وفتحة من جهة الشرق.
غار حراء
هو الغار الذي كان يختلي فيه رسول الإسلام محمد قبل نزول القرآن عليه بواسطة جبريل، وذلك في كل عام، وهو المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على النبي، ويقع في شرق مكة المكرمة على يسار الذاهب إلى عرفات في أعلى “جبل النور” أو “جبل الإسلام”، على ارتفاع 634 متر، ويبعد تقريبًا مسافة 4 كم عن المسجد الحرام، و هو عبارة عن فجوة في الجبل، بابها نحو الشمال، طولها أربعة أذرع وعرضها ذراع وثلاثة أرباع، ويمكن لخمسة أشخاص فقط الجلوس فيها في آن واحد، والداخل لغار حراء يكون متجهًا نحو الكعبة كما ويمكن للواقف على الجبل أن يرى مكة وأبنيتها.
مِنى
هي وادي تحيط به الجبال، تقع في شرق مكة، على الطريق بين مكة وجبل عرفة، وتبعد عن المسجد الحرام نحو 6 كم تقريباً، تعرف منى بأنها موضع أداء شعائر الحج ومبيت الحجاج في يوم التروية ويوم عيد الأضحى وأيام التشريق، حيث أن فيها موقع رمي الجمرات والتي تتم بين شروق وغروب الشمس في تلك الأيام من الحج ويذبح فيها الهدي، تؤوي منى سنوياً ما يزيد عن مليونين من الحجاج، فضلاً عن غيرهم من العاملين ومقدمين الخدمات المختلفة، ويبلغ طول منطقة المشعر المستغلة حوالي 3.2 كم، وتقدر مساحة منى الشرعية حوالي 7.82 كم2، والمستغلة فعلاً 4.8 كم2 فقط، أي ما يعادل 61% من المساحة الشرعية و 39% عبارة عن جبال وعرة ترتفع قممها حوالي 500م فوق مستوى سطح الوادي.
مزدلفة
ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج، حيث تقع بين مشعري منى وعرفات ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ويجمعوا فيها الحصى لرمي الجمرات بمنى ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى، والمبيت بمزدلفة واجب، من تركه فعليه دم، والمستحب الاقتداء برسول الله في المبيت إلى أن يُصبح، ثم يقف حتى يسفر، ولا بأس بتقديم الضعفاء والنساء، ثم يدفع إلى منى قبل طلوع الشمس .
ويعود سبب تسميتها بمزدلفة وفقا للعلماء والمؤرخين نظرا لنزول الناس بها في زلف الليل، وقيل أيضاً لأن الناس يزدلفون فيها إلى الحرم، كما قيل إن السبب أن الناس يدفعون منها زلفة واحدة أي جميعاً فيما سماها الله المشعر الحرام
مسجد نمرة
يعتبر علامة فارقة في جبين مشعر عرفات، حيث يمكن الاستدلال عليه من كل أطراف عرفات، وفي يوم الوقوف بعرفات يوم التاسع من شهر ذي الحجة يؤدي أكثر من 400 ألف مصل صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا في مسجد نمرة بمشعر عرفات، يعرف مسجد نمرة العريق بعدة أسماء حيث تطلق عليه أيضا مسميات مسجد إبراهيم الخليل ومسجد عرفة ومسجد عرنة .
يقع مسجد نمرة إلى الغرب من مشعر عرفات، ويقع جزء من غرب المسجد في وادي عرنة وهو وادي من أودية مكة المكرمة نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الوقوف فيه حيث قال صلى الله عليه وسلم : وقفت ها هنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة، وبطن وادي عرنة ليس من عرفة لكنه قريب منه .