كتبت – إسراء محمد علي
للمسلمين في كندا تاريخ طويل وغني في المساهمة في البلاد، وقدموا مساهمات كبيرة في جميع جوانب الحياة الكندية، من الأعمال إلى السياسة إلى الفنون، وهم جزء مهم من النسيج الكندي ووجودهم يثري المجتمع الكندي، ومع ذلك، يواجه المسلمون في كندا عدداً من التحديات مثلهم مثل العديد من المهاجرين المسلمين والعرب في العديد من الدول التمييز وكراهية الإسلام، فغالباً ما يكون المسلمون في كندا هدفا للتمييز وكراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا)، رغم جهود الحكومة الكندية ويتجلى هذا في عدد من الصور مثل صورة المسلمين في وسائل الإعلام، حيث غالبا ما يتم تصوير المسلمين بشكل سلبي في وسائل الإعلام، وهو ما يدعم الإسلاموفوبيا ويجعل من الصعب على المسلمين الشعور بالقبول في المجتمع.
كذلك تمثيل المسلمين في الحكومة وقطاع الأعمال ووسائل الإعلام ضعيف للغاية، وبالتالي يصعب عليهم إسماع أصواتهم وتوصيل رسائلهم ومعالجة مخاوفهم، وقد يواجه المسلمون أيضا تحديات في إظهار شعائرهم الدينية، مثل ارتداء الحجاب أو الصلاة في العمل خوفا من رد الفعل المضاد من جانب العنصريين، هذا بالتأكيد إلى جانب حاجز اللغة حيث أن كثير من المصريين والمسلمين عموما في كندا لا يجيدون اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، ما يجعل من الصعب عليهم المشاركة في المجتمع الكندي والوصول إلى الخدمات.
غالباً ما يخضع المسلمون في كندا للتوريق، والتوريق هو النظر إلى المسلمين دوما على أنهم تهديد أمني، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة المراقبة والرصد فضلاً عن التمييز في مجالات مثل العمالة والسكن، رغم أن المسلمين في كندا بالأساس أكثر عرضة لأن يكونوا ضحايا لجرائم الكراهية من الجماعات الدينية الأخرى.
يواجه المسلمون في كندا أيضاً الإسلاموفوبيا في مكان العمل، يمكن أن يتجلى هذا في عدد من الطرق مثل المرور للترقيات، أو التعرض لاعتداءات دقيقة، أو التعرض للمضايقة أو التمييز.
وفي التعليم، هناك عدد من الطرق للتمييز ضدهم، مثل العزلة عن أقرانهم، أو التعرض للتنمر أو المضايقة، أو الحرمان من الوصول إلى أماكن الشعائر الدينية أو منع ارتداء الحجاب في المدارس.
وهذه ليست سوى بعض التحديات التي قد يواجهها المسلمون في كندا، ومن المهم أن نتذكر أن هذه التحديات ليست مستعصية على الحل، فهناك العديد من المنظمات والأفراد الذين يعملون على مواجهة هذه التحديات وإنشاء مجتمع أكثر شمولا وترحيبا للمسلمين في كندا.
إذا كنت مسلما وتعيش في كندا، وتواجه أيا من هذه التحديات، فإليك بعض النصائح:
محاولة الحصول على الدعم
هناك العديد من المنظمات التي يمكن أن تقدم الدعم للمسلمين الذين يواجهون تحديات، يمكن لهذه المنظمات تقديم المشورة القانونية والدعم العاطفي والمساعدة العملية.
الانخراط في المجتمع
الانخراط في المجتمع هو وسيلة رائعة للقاء المسلمين الآخرين وبناء شبكات الدعم، وهناك العديد من الطرق للمشاركة، مثل التطوع في مسجد محلي أو مركز مجتمعي، أو الانضمام إلى فريق رياضي مسلم أو ناد اجتماعي.
الاعتزاز بالهوية
من المهم أن تفخر بهويتك وتعتز بثقافتك، فهذا الأمر يساعدك على الشعور بمزيد من الثقة ومقاومة الرسائل السلبية التي قد تتلقاها من وسائل الإعلام أو من الآخرين.
التحدث ضد التمييز
إذا كنت تعاني من التمييز، فمن المهم التحدث ضده. يمكن أن يساعد ذلك في زيادة الوعي بالمشكلة وتحدي الصور النمطية السلبية الموجودة عن المسلمين.
وهناك كذلك منظمات وتجمعات إسلامية تساعد المهاجرين الجدد على امتصاص الصدمة الأولى، ونعرضها للاستفادة منها وإن كنا نحذر في الوقت نفسه من أن تكون في حد ذاتها أداة للانغلاق والانعزال عن المجتمع في حالة الاكتفاء بها وعدم الانخراط في المجتمع الأوسع.
المجلس الوطني للمسلمين الكنديين
منظمة غير ربحية تعمل على تعزيز حقوق ومصالح المسلمين في كندا، ولدى المجلس الوطني للمسلمين الكنديين عدد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز التفاهم والتسامح بين الثقافات المختلفة.
منتدى المرأة المسلمة الكندية
منظمة وطنية تعمل على تمكين المرأة المسلمة في كندا، ولدى المنتدى عدد من البرامج والمبادرات المصممة لمساعدة النساء المسلمات على النجاح في جميع جوانب حياتهن.
جمعية المسلمين في كندا (ماك)
هي منظمة وطنية تعمل على تعزيز العقيدة الإسلامية في كندا، ويوجد في لجنة الهدنة العسكرية عدد من المساجد والمراكز المجتمعية في جميع أنحاء كندا التي تقدم الخدمات للمسلمين.
ترودو في مواجهة الإسلاموفوبيا
ويعد رئيس وزراء كندا الحالي، جاستن ترودو، من أشد منتقدي الإسلاموفوبيا، ففي عام 2017، عين ممثلا خاصا لمكافحة الإسلاموفوبيا لوضع خطة عمل وطنية لمعالجة هذه القضية؛ وأصدرت الممثلة الخاص، أميرة الغوابي، عددا من التقارير حول الإسلاموفوبيا في كندا، بما في ذلك تقرير عن هجوم لندن، أونتاريو عام 2021 الذي أسفر عن مقتل أربعة أفراد من عائلة مسلمة.
كما تحدث ترودو ضد الإسلاموفوبيا في عدد من المناسبات، بما في ذلك في أعقاب إطلاق النار على مسجد مدينة كيبيك عام 2022، وقال في كلمة أمام البرلمان الكندي: “الإسلاموفوبيا تهديد حقيقي ومتزايد لبلدنا. إنه تهديد لقيمنا وتنوعنا وسلامنا.”
كما اتخذت الحكومة الكندية عددا من الخطوات الأخرى لمعالجة الإسلاموفوبيا، بما في ذلك، تمويل البحوث المتعلقة بالإسلاموفوبيا، وتطوير الموارد التعليمية حولها والعمل مع سلطات إنفاذ القانون لمكافحة جرائم الكراهية ضد المسلمين، وقالت حكومة كندا بشكل واضح إنها ملتزمة بالعمل على مكافحة كراهية الإسلام وإقامة مجتمع أكثر شمولا وترحيبا لجميع الكنديين.
لكن على الرغم من هذه الجهود، لا يزال الإسلاموفوبيا مشكلة حقيقية في كندا، ووجد استطلاع أجراه معهد أنجوس ريد عام 2022 أن 36٪ من الكنديين خارج كيبيك لديهم نظرة سلبية للإسلام، و 56٪ من الكنديين في كيبيك لديهم نظرة سلبية للإسلام.