كتبت – سوزان عبد الغني..
تلجأ بعض الأسر وخاصة المهاجرين، إلى ترك أطفالهم أمام شاشة الهاتف المحمول، وتتعدد الأسباب لذلك الفعل منها عدم توفر أنشطة أو عدم وجود الأهل بالقرب من الأسرة، حيث الغربة.
وتظهر البيانات الصادرة عن الجامعة الوطنية الأسترالية (ANU) أن 98% من طلاب السنة العاشرة يستخدمون بانتظام منصة واحدة على الأقل من منصات التواصل الاجتماعي، مما قد يؤثر سلبًا على رضاهم عن حياتهم.
توصيات لتحديد وقت الشاشة للأطفال
لفهم الإرشادات الموصى بها لاستخدام الأطفال للشاشات بشكل أفضل، قدمت الحكومة الأسترالية إرشادات حول وقت الشاشة على موقع وزارة الصحة.
وتتراوح التوصيات من ساعتين يوميًا للأطفال الأكبر سنًا إلى الاستخدام المحدود للأطفال دون سن الثانية.
بالإضافة إلى تعزيز النشاط البدني للشباب، حيث ينصح الأطفال الصغار بالحصول على 3 ساعات على الأقل من النشاط البدني يوميًا.
وضع حد أقصى لاستخدام الهاتف
وفي هذا السياق، قالت حكومة ألبانيزي إنها ستحدد حدًا أقصى لسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عند 16 عامًا، وهو ما يحظى بدعم من حكومات الولايات والأقاليم.
كما اعترفت منظمة الصحة العالمية باضطراب الألعاب كإدمان سلوكي في تصنيفها الدولي للأمراض.
وقالت دراسة جديدة إنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الأطفال في النظر إلى شاشات أجهزة التلفزيون أو الكمبيوتر أو الهواتف الذكية زاد احتمال تعرضهم للتأخر في النمو.
بينما وجد الخبراء إن المهارات اللغوية لدى بعض الأطفال تتحسن إذا تم استخدام شاشاتهم لأغراض تعليمية.
التأثيرات السلبية لشاشة الهاتف
وفيما يتعلق بالتأثيرات السلبية لاستخدام الشاشات ما زال الأمر غير حاسم.
حيث قال د. ناندي فيجاياكومار، الباحث في علم النفس بجامعة ديكين ومعهد أبحاث الأطفال في مردوخ، إن الدراسات الحالية أسفرت عن نتائج متباينة وكان معظمها مقطعيًا، أي أنها تجمع البيانات من نقطة زمنية واحدة فقط.
وأشار إلى أن حجم هذا التأثير من المحتمل أن يكون صغيرًا عندما نأخذ في الاعتبار جميع المراهقين.
وأضاف أن المخاطر المحتملة تختلف أيضًا اعتمادًا على عمر الطفل وجنسه، مشيرًا إلى أن “بعض الأطفال قد يعانون من تأثيرات أنواع معينة من وقت الشاشة أكثر من غيرهم”.
كما أظهرت الدراسات أن قضاء وقت طويل جدًا أمام الشاشة يمكن أن يؤدي إلى زيادة السلوك المستقر، مما يعزز فرص الإصابة بمشكلات صحية مثل السمنة وأمراض العضلات والعظام.
ويوصي الخبراء لتجنب هذه الأضرار بقضاء الأطفال أيام دون مشاهدة التلفاز أو أن يكون لديهم حد ساعتين من الوقت ليقضوه أمام الشاشات.
مستويات الرضا لدى الأطفال
كما ذكرت دراسة الجيل التي أجرتها جامعة أستراليا الوطنية أن استخدام منصة الدردشة للألعاب “Discord” كان مرتبطًا بأدنى مستوى من الرضا عن الحياة لدى الذكور، في حين كانت منصة مشاركة الفيديو “TikTok” مرتبطة بأدنى مستوى من الرضا عن الحياة لدى الإناث.
ومع ذلك، من دون أدلة قاطعة على تأثيرات وقت الشاشة، قد يكون من الصعب على الآباء تحديد كيفية إدارته.
وقالت طبيبة الأطفال الدكتورة أنثيا رودس من مستشفى الأطفال الملكي في ملبورن: “يمكن أن يكون تحديد حدود لوقت الشاشة مفيدًا في إدارة مخاطرها، والأمر يعمل بشكل أفضل إذا تم مناقشة القواعد والاتفاق عليها مع الأطفال”.
وشدد عدد من الخبراء على ضرورة تحديد عدد الدقائق التي يقضيها الطفل أمام الشاشة، وفي الوقت نفسه رجح آخرون نوع المحتوي إذا كان تعليمي أو ثقافي فإنه قد يعود بالتفع عكس المحتوى العنيف.
حيث يرى علماء النفس أن المحتوى التعليمي والتفاعلي من المرجح أن يكون له تأثيرات إيجابية على تنمية الطفل إذا تم استهلاكه باعتدال.
الألعاب ووسائل التواصل
وحذّر خبراء عند استخدام بعض ألعاب الفيديو ومنصات التواصل الاجتماعي، التي صُممت لجذب انتباه الأطفال لفترات طويلة عبر تقديم مكافآت مثل التعليقات الإيجابية أو فرص كسب الرموز.
كما أنه من المرجح أن تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى مقارنات اجتماعية، ومشاعر الاستبعاد، والتنمر الإلكتروني.
كيف تحد من وقت استخدام شاشة الهاتف؟
بينما يبدو وضع حدود لوقت الشاشة أمرًا بسيطًا من الناحية النظرية، إلا أن العديد من الآباء يواجهون صعوبة في فرض هذه الحدود في الحياة اليومية.
وفي هذا السياق قالت شيماء محمد، وهي أم لثلاث فتيات في أعمار مختلفة، وإخصائية تخاطب، إن وضع حدود وقواعد صارمة للأطفال في استخدام الشاشات أمر صعب.
وأضافت: “أعلم مخاطر استخدام الهاتف وأقوم بعلاج عدد من الأطفال الذين قد يكون إصابتهم بمرض التوحد من خلاله، ولكني لا استطيع منع أطفالي فمنهم من يكتسب تعلم اللغة الأجنبية من خلال مشاهدة الأغاني، والأخرى تجيد استخدام الألعاب”.
وتضع شيماء بعض القيود للحد من استخدام الشاشة، من خلال مراقبة المحتوى، وكذلك توفير بيئة للقيام بنشاطات مختلفة في المنزل.
وتشير دراسة “Growing Up Digital Australia”، إلى أن ثلثي الأطفال في سن المدرسة الابتدائية يمتلكون هواتف ذكية، وأن معظم الآباء والمعلمين يعتبرون أن الوسائط الرقمية تشكل تشتيتًا متزايدًا في حياة الأطفال.
إليك ارتفاع غير مسبوق في حالات الإنفلونزا في أستراليا ومطالب بزيادة التوعية