كتب- محمد أبو الدهب..
تسببت «فيضانات فرنسا» في شلل تام بالعديد من الأقاليم، وتشهد فرنسا حالة عنيفة واستثنائية من اضطراب الأحوال المُناخية، التي ترتب عليها سقوط أمطار غزيرة.
حالة تأهُّب قصوى بسبب فيضانات فرنسا
وضعت ستة أقاليم في حالة التأهب القصوى مع تحذيرات باللون الأحمر، بينما وضع 19 إقليمًا آخر تحت حالة التأهب البرتقالية، وفقًا لتحذيرات الأرصاد الجوية الفرنسية.
وتشمل الأقاليم المتأثرة بشكل رئيسي مناطق لوزير، هوت-لوار، لوار، ورون التي تعاني من فيضانات قوية، في حين تتعرض أقاليم الألب البحرية والأرديش لمخاطر جسيمة من الأمطار الغزيرة والفيضانات.
فيضانات فرنسا.. اضطراب مُناخي غير مسبوق
وصفت فيضانات فرنسا بأنها “حالة استثنائية وكارثية”، حيث بلغت مُعدَّلات هطول الأمطار لدرجة غير مسبوقة وصلت في بعض المناطق إلى 700 ملم.
ففي مدينة أنونا، وهي من المناطق الأكثر تضررًا، فُعّلت خطة الطوارئ المحلية، وأغلقت المدارس والمحلات التجارية، بالإضافة إلى إخلاء عدة أحياء.
وسُجّلت أرقام قياسية لمستويات الفيضانات في أقاليم لوار، وهوت لوار؛ خصوصًا في منطقة “ليونغ دو فيلي”.
وتحوّلت السيول الغزيرة المُتساقطة أعلى المناطق الجبلية مثل بيلا وغيفور إلى تيارات مائية شديدة جرفت الجسور وقطعت الطرق في طريقها.
آثار كارثية سببتها فيضانات فرنسا
أثّرت فيضانات فرنسا التي ضربت المناطق الشرقية من وسط وجنوب البلاد، على جميع مناحي الحياة في الأقاليم المتضررة.
وجرى إجلاء أكثر من ألف شخص وإنقاذ العشرات بطائرات هليكوبتر وسط الأمطار الاستثنائية، التي وصلت كثافتها إلى 700 ملم.
وفي بلدة أنوناي في أرديش، التي يعبرها نهران، ارتفعت المياه فجأة عندما فاض سد تيرناي في الشمال، وتعطّلت حركة السير، وأخليت المدارس، وتدخّل رجال الإطفاء لإنقاذ المواطنين العالقين.
وتكرر السيناريو في جميع أنحاء المقاطعة، ما ترتب عنه إغلاق جميع المدارس، اليوم الجمعة، واستمرت الأوضاع غير مطمئنة على طول نهر جير، الذي يتدفق إلى نهري الرون واللوار، وانهار جسران في اللوار.
وأغرقت المياه الشوارع في جيفور جنوب ليون، وقضى خمسين طالبًا ومُعلمًا الليل في مدرسة ثانوية، وفي بيزييه بهيرولت، ضرب البرق سقف المعهد الموسيقي ما أدّى إلى انهيار السقف.
فيضانات فرنسا تتسبب في انقطاع الكهرباء
لا يزال نحو 4 آلاف منزل بدون كهرباء في منطقة أوفيرني-رون-ألب بعد سوء الأحوال الجوية.
وتأثّرت 1900 أسرة في منطقة اللوار، و600 بمنطقة الرون، و500 بأرديش، ومثلهم في هوت لوار، وفي دوردوني، انقطعت الكهرباء عن 1900 منزل صباح الجمعة.
🔴 La circulation des trains est interrompue sur les lignes Lyon<>Saint Etienne et Lyon Perrache<>Givors à cause du passage de la tempête Leslie le 17 octobre.
⚠️ Les installations ferroviaires seront indisponibles pour plusieurs jours. pic.twitter.com/G4IYjmcZ68— SNCF TER AURA (@SNCFTERAURA) October 18, 2024
توقف حركة النقل والسكك الحديدية
تعرضت حركة النقل لتعطيل كبير، حيث عُلّقت حركة القطارات بين سانت إيتيان وليون بسبب الفيضانات التي غمرت السكة الحديدية، إضافة إلى خطوط عدة شمال شرق تولوز.
وأغلقت العديد من الطرق الإقليمية والوطنية بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية، مثل الطريق السريع A47 بين ليون وسانت إتيان في كلا الاتجاهين عند منطقة غيفور.
واجتاحت السيول أحد المراكز التجارية، ما تسبب في غمر المحلات بالمياه، وأجليت 144 عائلة في إقليم غارد في بلدة بون سانت إسبري، بينما أُلغيت خدمات النقل المدرسي في عدة أقاليم متضررة.
رجال الأطفال يجلون السُّكَّان
أجرى رجال الإطفاء نحو 2300 عملية تدخل، وشهدت العديد من المدن بالمناطق المتضررة من الفيضانات عمليات خاصة لإجلاء السُّكّان.
وأجلت فرق الإنقاذ ما يقرب من 900 شخص في أوفيرني رون ألب، واضطرت حوالي مائة أسرة تقع على ضفاف نهر الرون إلى مغادرة منازلها.
وفي هوت لوار، في شامبون سور لينيون، تم إخلاء المدارس أيضًا، وغمرت المياه بعض المنازل وجرفت الماشية، بحسب وكالة فرانس برس.
وأجلت فرق الإنقاذ سُكّان منطقة كورنتس بعد تضرر أحد السدود القريبة، وافتتح مركزان للاستقبال في بلدة غريني المجاورة.
مسؤولون: وضع كارثي غير مسبوق
ووصفت السُّلطات الفرنسية الوضع بالحرج، حيث ألحقت الفيضانات أضرارًا بالبنية التحتية وسط توقعات باستمرار هطول الأمطار.
ووصفت وزيرة التحول البيئي أنييس بانييه روناشر، الوضع بأنه “غير مسبوق من حيث حجمه”، وقالت:” ستمائة ملليمتر من المياه في أرديش لم يُسمع بها من قبل في التاريخ، هذا دليل على تغير المناخ “.
Visuals of the flooding in Rive-de-Gier (Loire) this Thursday afternoon, following the major rise of the Gier river. 🌊 #Inondation #Flooding #RivedeGier #Loire #GierRiver#France #Floods #Rain #HeavyRain#Inondations #Pluie #PluieInondation
pic.twitter.com/JIjvIiEb4I— Mr. Shaz (@Wh_So_Serious) October 17, 2024
ووفقًا لبيان صادر عن الأرصاد الجوية الفرنسية، فإن الوضع في إقليم الأرديش مقلق بشكل خاص حيث أدت الفيضانات إلى أضرار واسعة النطاق.
وأشار رئيس الوزراء ميشيل بارنييه إلى أن رجال الإطفاء وجميع خدمات الطوارئ نفذوا 2300 تدخل مكّنت من “إنقاذ الأرواح”، مؤكّدًا أن فرنسا لم تشهد “حلقة من هذا العنف منذ 40 عامًا”.
اقرأ أيضًا:
الهجرة إلى فرنسا.. خطة صارمة لتقليص المهاجرين وسط انتقادات حقوقية