كتب- محمد أبو الدهب
انتهت فعاليات اليوم الاحتجاجي في إيطاليا، مساء الجمعة، والذي جاء تحت شعار «لا ميلوني»؛ حيث خرج آلاف المتظاهرين في شوارع 35 مدينة إيطالية ضد السياسات الحكومية.
وشهدت الاحتجاجات التي نظّمها طُلاب المدارس والجامعات والعاملون بالتعليم اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة، بعد رفع الأعلام الفلسطينية، تنديدًا بعمليات الإبادة الجماعية في غزة.
«لا ميلوني».. يوم حافل بالاحتجاجات
اكتظت شوارع إيطاليا بمظاهرات حاشدة في يوم حافل جاء تحت عنوان «لا ميلوني»؛ فالإضراب الذي دعا إليه القطاع المدرسي والعاملون في التعليم تزامن مع احتجاجات لدعم الشعب الفلسطيني.
طالب العاملون بوضع حد للعقود المؤقتة، ونادى الطلاب بتحسين جودة التعليم، فيما ندد الجميع بحرب الإبادة الجماعية التي يشنُّها الكيان الصهيوني على غزة.
Tensioni a Torino durante il corteo degli studenti contro le politiche del governo e a sostegno della Palestina. Quindici agenti sono rimasti feriti nello scoppio di un petardo urticante @TgrRaiPiemonte pic.twitter.com/73k4MCm2xv
— Tgr Rai (@TgrRai) November 15, 2024
الطلاب يرفعون شعار «لا ميلوني»
ومن بين المنظمات الطلابية التي تواجدت في ساحات التظاهرات؛ شبكة طلاب المرحلة المتوسطة، واتحاد الطلاب والجامعات، ومجموعات Osa، وCambiare Rotta، وLink.
وهتف المتظاهرون ضد سياسة حكومة ميلوني التي وصف بالاستبدادية والمتطرفة، منددين بمشروع قانون الأمن المثير للجدل، رافعين الأعلام الفلسطينية واللافتات المناهضة للمشروع.
انتفاضة في تورينو
“المدارس تعرف إلى أي جانب تقف، ضد الحكومة والإبادة الجماعية”، كلمات دوّنها الطلاب على لافتة تصدّرت مقدمة مسيرة حاشدة في مدينة تورينو خلال فعاليات يوم «لا ميلوني».
وبجانب مطالبهم الفئوية؛ عبّرت اللافتة عن الموقف السياسي والإنساني لطلاب قطاع المدارس؛ خصوصًا مع حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ولافتات التضامن.
اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في تورينو
وشهدت تورينو اشتباكات بين المتظاهرين وقوات شرطة إنفاذ القانون؛ فأشعل المتظاهرون النار في دُمية تحمل صورة وزير التعليم جوزيبي فالديتارا في منطقة كورسو فيتوريو.
وألقى المتظاهرون البيض على مقر وزارة الجامعة والأبحاث، وكذلك أمام مقر إنتيسا سان باولو وغاليري دي، حيث أنه من بين أسباب الاحتجاج أيضًا الرغبة في الاعتراض على نظام التناوب بين العمل والمدرسة.
#Tensioni a #Torino tra manifestanti e polizia al corteo #ProGaza degli #studenti. Occupata per alcuni minuti la #MoleAntonelliana dove è stata esposta una bandiera #palestinese. 15 agenti medicati in ospedale.#Tg1 Jacopo Ricca pic.twitter.com/F8LKlbV9xi
— Tg1 (@Tg1Rai) November 15, 2024
ألعاب نارية وقنابل دُخان
وفي ساحة كاستيلو، تصاعد التوتر بين المتظاهرين والشرطة؛ فأطلق الطلاب مُفرقعات نارية، واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ضد التجمعات الطلابية.
وكتب المتظاهرون عبارة “فلسطين الحرة” على النصب التذكاري لفيتوريو إيمانويل الثاني، كما اقتحم بعضهم سفينة مول أنطونيليانا، ورفعوا عليها العلم الفلسطيني بدلًا من العلم الإيطالي.
«لا ميلوني».. انتفاضة طلابية ضد سياسات إيطاليا
ورفع المتظاهرون لافتات تحمل وجوه دموية لأقطاب الأغلبية مثل ميلوني، وجيدو كروسيتو، وسالفيني، وبيانتيدوسي، وأيضًا سكرتير الحزب الديمقراطي إيلي شلاين.
وحمّل المتظاهرون العديد من السياسيين الإيطاليين، وليس الأغلبية فقط، المسؤولية عن الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة.
وزير التعليم يرفض لقاء الطلاب
استنكر الطلاب رفض وزير التعليم جوزيبي فالديتارا مقابلة الطلاب والاستماع إلى طلباتهم بعد التظاهرات التي شهدتها أغلب أنحاء إيطاليا.
وقالت شبكة طلاب المدارس المتوسطة في بيان: “مرة أخرى تثبت الوزارة عدم اهتمامها بالاستماع إلى صوت الشباب الذين ملأوا الساحات في جميع أنحاء البلاد اليوم”.
الطلاب: سياسة القمع مُستمرّة
وأضافت الشبكة: “لقد مر أكثر من عام منذ أن دعا الوزير إلى عقد منتدى Fast -منتدى الاتحادات الطلابية الأكثر تمثيلاً-، وكنا نطالب منذ سنوات بطاولات نقاش دائمة مع المؤسسات، على المستوى المحلي والوطني”.
وتابعت: “اليوم كنا في الشوارع في جميع أنحاء إيطاليا، وفي روما، وطلبنا مرة أخرى إجراء مناقشة تم رفضها، وهو ما يتماشى تمامًا مع سياسة القمع المفروض من فالديتارا في العامين الماضيين”.
ميلوني: “توقفوا عن تبرير العنف”
في المقابل، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني علّقت على التظاهرات من خلال منشور على حسابها بموقع فيس بوك، وقالت: “يجب أن تتوقف بعض السياسات عن تبرير العنف”.
وأضافت ميلوني: “حتى اليوم شهدنا مشاهد عنف وفوضى غير مقبولة في بعض الساحات، على أيدي مثيري الشغب المعتادين. وانتهى الأمر بعدد من ضباط إنفاذ القانون في غرفة الطوارئ بسبب القنابل والاشتباكات”.
وأعلنت ميلوني تضامنها الكامل مع جميع الضُّباط المصابين، مطالبة بتوقف أعمال العنف، وإدانة الجميع لمثل هذه الأحداث التي وصفتها بـ “الخطيرة وغير المستحقة”.
وزير الداخلية الإيطالي: المتظاهرون استهدفوا مبان حكومية وقوات الشرطة
وزير داخلية إيطاليا ماتيو بيانتيدوسي كتب أيضًا: “شهدنا حوادث عنف لا تُطاق من قبل المتظاهرين الذين انتهكوا لوائح الشرطة وتغيير المسار، وحاولوا الوصول إلى مدخل المحافظة”.
وأدان بيانتيدوسي ما وصفه بعنف المتظاهرين، لافتًا إلى أن ” مباني المؤسسات استهدفت، وتعرَّض عناصر قوات الشرطة المنتشرين للدفاع عنها للهجوم”.