كتب – محمد أبو الدهب..
جدد مقطع مصوّر الجدل حول قضية مقتل الشاب المصري رامي الجمل في مطاردة أمنية من قبل الشرطة الإيطالية 24 نوفمبر الماضي في شوارع ميلانو، ما قد يغير مسار القضية مستقبلًا.
فيديو جديد يغير مسار قضية رامي الجمل
بث التليفزيون الإيطالي مقطع فيديو جديد، قد يحدث تغيُّرًا جذريًّا في مسار قضية الشاب المصري رامي الجمل، قتيل المطاردة الأمنية، ويضع ضباط الشرطة في وضع اتهام بالقتل العمد.
ويختلف الفيديو الجديد عن المقاطع السابقة في كونه يعرض تفاصيل جديدة للمطاردة الأمنية؛ خصوصًا المشاهد الأخيرة التي تتمثّل في لحظة الاصطدام، وما تبعها من أحداث، فضلًا عن المحادثات الصوتية لضباط الدورية.
الشرطي في فيديو رامي الجمل: أوقفوه بأي ثمن!
يتكوّن المقطع من جزأين، الأول صوّر من كاميرات سيارات الشرطة المشاركة في المطاردة، والثاني من تفريغ كاميرات المراقبة التابعة للبلدية لموقع الحادث.
وأثبتت اللقطات المصوّرة مع التعليقات الصوتية لضباط الشرطة محاولات الأمن المتكررة لإسقاط الدراجة النارية التي كان يقلها رامي الجمل وصديقه التونسي فارس بوزيدي.
في بداية الأمر حاولت إحدى السيارات صدم الدراجة لكنها فشلت، ما دفع ضابط الشرطة إلى التعليق بقوله: “اللعنة، لم يسقط!”، فيما صرخ قائد الدورية في جهاز النداء الصوتي قائلًا: “أوقفوه بأي ثمن”.
ويُظهر الفيديو مشاهد من المطاردة الأمنية من كاميرا سيارات الشرطة، بينما وثّقت كاميرا مراقبة بموقع الحادث مشهد صدم سيارة الشرطة للدرجة النارية رامي الجمل وصديقه.
توقعات مسار قضية رامي الجمل بعد ظهور الأدلة الجديدة
من المتوقع أن يشدد مكتب المدعي العام في ميلانو الاتهامات ضد نائب العميد وبعض رجال الشرطة المشاركين، بعد ظهور الأدلة الجديدة التي فحصتها النيابة خلال التحقيقات.
والتهمة الحالية هي القتل بسيارة أثناء المطاردة، ولكن مستقبلًا يُمكن تصعيدها إلى القتل العمد مع وجود سوء نية بناءً على الفيديوهات والتسجيلات الصوتية، التي تضمنت عبارات تحريضية.
عائلة رامي الجمل تطالب بالعدالة
وعلّق والد رامي، يحيى الجمل، قائلًا: “لقد رأينا الفيديوهات، والحقيقة بدأت تظهر للجميع، ولدينا ثقة تامة في القضاء الإيطالي لتحقيق العدالة لابني”.
وأضاف شقيقه الأكبر طارق: “المشاهد كانت مؤلمة للغاية، لكننا ننتظر التحقيقات الكاملة، العدالة هي مطلبنا الوحيد، ونريد أن تظهر الحقيقة للجميع”.
فيما وصفت ديبورا بيازا، محامية صديق رامي التونسي فارس بوزيدي قائد الدراجة أثناء المطاردة، ما ورد على لسان الشرطة في التسجيلات بأنها “ممارسات غير مقبولة”.
وقالت: “المطاردة كانت عبثية وغير مبررة، العبارات التي سُمعت في الفيديو تقشعر لها الأبدان، وهي غير مقبولة في دولة قانون”.
التحقيقات مستمرة
ويفحص المدعي العام الفيديوهات والبيانات لتحديد المسئوليات الكاملة، مع اعتماد تحليل ديناميكي للحادثة من قبل خبراء مختصين، ومن المتوقع أن يصدر التقرير النهائي في غضون أسابيع قليلة.
ومع استمرار التحقيقات، تطالب الجالية المصرية في ميلانو، وعائلة رامي، والمجتمع الحقوقي بإجراءات صارمة ضد من تثبت إدانتهم في القضية، مع التأكيد على ضرورة الشفافية في سير العدالة.
خلفيات قضية رامي الجمل
في الساعات الأولى من صباح 24 نوفمبر 2024، لقي الشاب رامي الجمل، البالغ من العمر 19 عامًا، حتفه بعد مطاردة مع الشرطة استمرت 8 كيلومترات في شوارع ميلانو.
الحادث الذي وقع عند تقاطع طريق ريبامونتي وعبر كوارانتا، أثار اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة والشباب المصري الغاضب بحي كورفيتو في ضواحي ميلانو.
ماذا حدث؟
وفقًا للتقارير، كان رامي وصديقه فارس بوزيدي، 22 عامًا، يستقلان دراجة نارية من طراز T-Max عندما بدأت مطاردة مع سيارة تابعة لوحدة الراديو المتنقلة “فولبي 40”.
وأظهرت الفيديوهات المسجلة، والتي أصبحت جزءً من تحقيقات النيابة، أن سيارة الشرطة اصطدمت بالدراجة النارية 3 مرات على الأقل، ما أدى إلى فقدان السيطرة عليها واصطدامها برصيف وعمود إشارة مرور.
الشاهد الرئيسي: تهديدات ومحاولات إخفاء الأدلة
أحد الشهود العيان، الذي قام بتصوير الحادثة، صرّح أنه تعرض للتهديد من قبل رجال الشرطة لإجباره على حذف الفيديو.
وقال الشاهد أمام المحققون: “رأيت الدراجة تصطدم بمقدمة سيارة الشرطة، كانت الضربة قوية جدًا، وأطاحت بالدراجة ومن عليها، هددوني إذا لم أحذف الفيديو فورًا”.
وحاليًا، يخضع الهاتف المحمول للشاهد لفحص الطب الشرعي في محاولة لاستعادة اللقطات المحذوفة.