كتب- محمد أبو الدهب..
يوجد الشاب المصري سعيد النَّجَّار الذي يبلغ من العمر 22 عامًا بسجن بيرجامو في إيطاليا بتهمة الإرهاب، بعد اعتقاله من قبل الشرطة الإيطالية واتهامه بالإعداد لمهاجمة روّاد أحد الكنائس.
سعيد النجار ينفي تهمة الإرهاب أمام النيابة
أمام قاضية التحقيق في مقاطعة بريشيا بإقليم لمبارديا في إيطاليا، فيديريكا بروجنارا، والمُدّعي العام في مديرية مكافحة المافيا بالمقاطعة كلوديا باسالاكوا؛ وقف الشاب المصري يُدافع عن نفسه، نافيًا الاتهامات الموجّهة إليه.
وبحسب المحققين، كان سعيد على استعداد لمهاجمة روّاد كنيسة بالقرب من مطعم البيتزا الذي كان يعمل به، في شارع جاريبالدي بالمدينة نفسها في إيطاليا.
محامية الشاب المصري المُعيّنة من قبل المحكمة لورا شيفو، أكّدت أن المتهم المصري أنكر تهمة الإرهاب عن نفسه، وقدّم تفسيره لكل شيء أمام القاضي.
أدلة إدانة
استند المحققون لبعض الأدلة التي رأوا أنها تُدين الشاب المصري؛ ففي الوثائق المذكورة في التقارير الأمنية المكوّنة من 20 صفحة، توجد مقاطع فيديو ومنشورات عنيفة لتنظيم الدولة الإسلامية.
إضافة إلى ذلك، رصدت الوثائق صورة للمشتبه به واثنين من أصدقائه وهم يحملون سلاح آلي، فضلًا عن مكالمات هاتفية أقرَّ فيها النجار إلى أنه ينوي استخدام السكين الذي يحمله لمهاجمة روّاد الكنيسة في إيطاليا.
تسجيلات هاتفية
لجأت أجهزة الأمن في إيطاليا إلى مراقبة هاتف الشاب المصري، ووصفت أن عمليات التنصُّت الأخيرة على المكالمات الهاتفية كانت مُثيرة للقلق، ولا سيما تلك التي كانت بتاريخ 29 سبتمبر، الساعة 11.16 مساءً.
في هذه المكالمة، أخبر سعيد محاوره أنه عندما يكون بالطابق الأرضي في العمل، يرى من النافذة “الناس أمام الكنيسة، يرتدون ملابس سوداء”.
واستطرد سعيد قائلًا:” والله الحياة مملة، أنا في يدي سكين، إذا دخلت هذه السكين إلى جسد إنسان.. ماذا أفعل؟ هل سأخرج أم لا؟”.
صورة غامضة
كشفت المحققون عن صورة نُشرت بتاريخ 20 يناير 2023، يظهر فيها ثلاثة شُبان وهم يحملون أسلحة آلية، وبحسب مقارنات المحققين؛ فإن أحد الأشخاص بالصورة هو المتهم المصري بنسبة 96.88%.
وذكر المحققون في مذكرة التوصيف القضائي أن المُتهم المصري ظهر في الصورة وهو يحمل بندقية نصف آلية من طراز Benelli M3 عيار 12، وهو ما يُثير الشُبهات حول سلوكه المُتطرّف.
منشورات مُتطرّفة
استند أيضًا المحققون بما وصفوه بـ منشورات مُتطرّفة نُشرت على حساباته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي تتضمّن صورًا وفيديوهات دعائية لتنظيم الدولة الإسلامية.
ورأى المحققون أن تلك المنشورات تمدح في الجهاد والاستشهاد واستخدام العنف، وعمليات المقاومة الفلسطينية، ورسائل احتفالية بذكرى 11 سبتمبر.
إضافة إلى مُشاركات لأخبار مجلة ” النبأ ” التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، دفعت أجهزة الأمن إلى ترصُّده ووضعه تحت المراقبة، حتى جرى اعتقاله، وإجراء تفتيش لاثنين من المقربين منه، ومصادرة أجهزة الحاسب.
الكنيسة المُستهدفة في إيطاليا
وفقًا لما توصل إليه المحققون، ودوّنوه في لائحة الاتهام الخاصة بسعيد النجار؛ فإن هناك تناقض حول المُنشأة الدينية التي تعتقد أجهزة الأمن أن الشاب المصري كان ينوي مهاجمتها.
وذكرت التقارير الأمنية اسم كنيستين، الأولى هي كنيسة في وسط مدينة بيرجامو، حيث يعمل سعيد بالمطعم المواجه لها، وكنيسة سانت أليساندرو في كولونا، على بعد 130 كم من مكان عمله.
من هو سعيد النجار؟
الشاب المصري المُتهم بالتخطيط لمهاجمة كنيسة يُدعى سعيد النجار، 22 عامًا، يُقيم في أزانو سان باولو في إيطاليا، ويعمل في مطعم بيتزا برونتو في طريق جاريبالدي. أمام الكنيسة الصغيرة في سان جوزيبي.
ما المتوقع أن يحدث؟
استمرت أنشطة التحقيق في مكافحة الإرهاب فيما يتعلق بعضوية المشتبه به في جمعية إرهابية إسلامية تُسمّى «ولاية خراسان الإسلامية ISKP»، ونشر مواد تهدف إلى الدعاية وتمجيد أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية.
ومع أمر الاحتجاز الاحتياطي، فمن غير المرجح أن يُخفف قاضي التحقيق التدبير الاحترازية، ومن المحتمل أن يُقدّم المحامي طلبًا للإفراج إلى محكمة المراجعة، معتقدًا أن لديه دوافع للبراءة في ضوء توضيحات موكله.
وتبحث المحكمة في الجلسات المُقبلة عن إجابة على سؤال مفاده: هل كان المتهم المصري جاد فيما أفصح عنه في المكالمات برغبته في توجيه ضربة باسم تنظيم الدولة الإسلامية، أم مجرد تفاخر أمام محاوره؟!.
اقرأ أيضًا:
قتلا صديقهما المصري وألقيا جثته بالبحر.. تفاصيل «محاكمة تيتو والبوب» في إيطاليا
تحرشا بقاصرات على الشاطئ.. القصة كاملة لحبس مصريين اثنين 3 سنوات في إيطاليا
اغتصبوا طفلة بحمامات كاتانيا.. بدء محاكمة 5 مصريين في إيطاليا