كتبت – سوزان عبد الغني..
طلاب كلية ميسيساجا يفقدون مستقبلهم المهني بعد فقدان برنامجهم للاعتماد
بعدما يقرب من ٣ سنوات من الدارسة، أعلنت كلية بيزتيك في ميسيساجا انتهاء الاعتماد الخاص ببرامجها التعليمية، بعد قرار هيئة اعتماد كندا سحب الاعتماد.
محمد طاهر رشيد، الذي كان طبيبًا في باكستان قبل أن يهاجر إلى كندا ويستقر في سكاربورو، كان يأمل في استكمال مسيرته الطبية في كندا، قرر التوجه إلى تخصص تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية وسجّل في برنامج مدته 13 شهرًا في كلية بيزتيك في ميسيساجا.
لكن بعد 11 شهرًا من الدراسة، تلقى رشيد وزملاؤه خبرًا صادمًا: فقد البرنامج اعتماده، مما يمنعهم من العمل في المجال.
تتطلب ممارسة التصوير بالموجات فوق الصوتية في أونتاريو اجتياز اختبار من جمعية التصوير الكندية، والذي يشترط أن يكون المتقدم قد درس في برنامج معتمد.
اعتماد مشروط
كانت الكلية تُدار تحت تصنيف “اعتماد مشروط” منذ عام 2022، وهو ما يعني أن عليها إجراء تحسينات لضمان استمرارية الاعتماد، لكن وفقًا للطلاب، تم إبلاغهم قبل أسبوع فقط من فقدان الاعتماد أن البرنامج “في وضع جيد”.
الطلاب الذين قضوا شهورًا من الدراسة ودفعوا مبالغ كبيرة، تُركوا بلا شهادات معترف بها، والكلية أعادت لهم الرسوم الدراسية، لكن بعضهم الآن مُطالب بسداد منح تعليمية حصلوا عليها، حيث صُنّفوا على أنهم “انسحبوا من البرنامج” بعد فقدان الاعتماد.
في الوقت الحالي، يبحث الطلاب عن خطط بديلة، لكنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة بعد أن ضاعت أشهر من الجهد والمعرفة التي لا يمكن استخدامها.
من جانبه، أعرب رئيس الكلية، هاربال دارنا، عن تفهمه لمخاوف الطلاب وشدد على أن البرنامج كان بجودة عالية.
وأشار إلى أن الكلية خرّجت 31 طالبًا بنجاح قبل فقدان الاعتماد، لكنه انتقد توقيت قرار هيئة اعتماد كندا (A.C).
وقال دارنا: “اختارت هيئة اعتماد كندا سحب الاعتماد قبل تخرج الطلاب بدلاً من الانتظار حتى انتهاء البرنامج، ولم تتبع الإجراءات المنصوص عليها في دليل التنفيذ”.
وأضاف أن الكلية تدرس خياراتها القانونية ضد الهيئة.
من جانبها، رفضت هيئة اعتماد كندا التعليق على أسباب القرار، لكنها أوضحت أن عملها يعتمد على ضمان جودة البرامج بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والهيئات التنظيمية المهنية.
مأزق للطلاب
أما بالنسبة للطلاب، فإن فقدان الاعتماد تركهم في حالة من الضياع، حيث قال رشيد: “وضعنا حياتنا على الهامش لمدة 11 شهرًا، والآن ليس لدينا شيء نُظهره”.
بينما أضافت زميلته نيكول ليغو: “لدينا كل هذه المعرفة التي لا يمكننا الاستفادة منها”.
ويحاول رشيد الآن التواصل مع المركز الوطني لخدمات قروض الطلاب (NSLSC) لإلغاء قرار تحويل المنح الدراسية إلى قروض، لكنه لم يتلق ردًا بعد.
في ظل هذه الظروف، يواجه الطلاب خيارًا صعبًا: إما البدء من جديد في مجال آخر أو البحث عن بدائل لمواصلة مسارهم المهني.
رغم صعوبة الموقف، يواصل الطلاب البحث عن حلول بديلة لتحقيق أهدافهم المهنية، حيث يفر محمد طاهر رشيد في الانضمام إلى برامج تدريبية أخرى، لكن هذا يعني إعادة البدء من الصفر وتحمل المزيد من التكاليف والوقت.
نيكول ليغو أيضًا عبرت عن شعورها بالإحباط قائلة: “الأمر ليس فقط أننا فقدنا الوقت والمال، بل إنه شعور بخيبة الأمل عندما تعلم أن كل ما عملت لأجله أصبح بلا قيمة”.
من ناحية أخرى، يرى البعض أن هذه الحادثة تسلط الضوء على أهمية زيادة الشفافية بين الكليات والطلاب، خاصة عندما يتعلق الأمر بحالة الاعتماد، حيث قال رشيد: “لو كنا نعلم أن فقدان الاعتماد كان احتمالًا كبيرًا، لربما فكرنا مرتين قبل الالتحاق بهذا البرنامج”.
وفي ظل غياب إجابات واضحة من هيئة اعتماد كندا والكلية، يظل الطلاب في حالة من الترقب والانتظار لما ستسفر عنه محاولاتهم لاستعادة حقوقهم أو إيجاد مسارات جديدة تُمكنهم من تحقيق طموحاتهم المهنية.
وطالب الطلاب بتغيير السياسات المتعلقة بالاعتمادات لضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات.
وأكد رشيد: “لا يمكن أن تُترك حياة الطلاب وأحلامهم المهنية رهينة قرارات مفاجئة، يجب أن تكون هناك آليات تضمن حماية حقوق الطلاب في حال فقدان البرامج لاعتمادها”.
من ناحية أخرى، دعا خبراء التعليم في كندا إلى مراجعة شاملة لنظام الاعتماد، بحيث يكون أكثر شفافية ويشمل إشعارًا مبكرًا للطلاب في حال وجود مخاطر محتملة لفقدان البرامج اعتمادها.
في الوقت الحالي، يواجه الطلاب المتضررون خيارين صعبين: إما محاولة البدء من جديد في مجال آخر، أو البحث عن برامج مماثلة في مؤسسات تعليمية أخرى معتمدة، وهو ما يتطلب وقتًا ومالًا وجهدًا إضافيًا.
القضية لم تنتهِ بعد، وما زالت آمال الطلاب معلقة في أن يحصلوا على حل ينصفهم ويعيد لهم جزءً مما فقدوه في رحلتهم التعليمية والمهنية.