حسام خاطر
في آخر 6 سنوات وتحديدًا بين عامي 2017 و2023، نفذ 4 مصريين، رجلان وامرأتان، إلى مناصب قضائية وأمنية وحكومية بارزة في الولايات المتحدة الأمريكية، ليكتبوا قصص نجاح ملهمة للمصريين في الداخل والخارج.
قصة النجاح الأولى تخص شيري القمص ميخائيل أول قاضية ذات أصول مصرية وعربية في تاريخ الولايات المتحدة، والثانية لماري ألكسندر، أول عُمدة أمريكية مهاجرة من مصر، والثالثة لمحمد أمين، أول مصري يصبح رئيسًا لمباحث نيويورك، والأخيرة تنتمي إلى ديفيد لبيب، أول مصري يجري تعيينه قاضيًا للاستئناف في المحكمة العليا، أعلى سلطة قضائية في ولاية نيوجيرسي.
شيري ميخائيل ميداي.. أول مصرية قاضية في أمريكا
ولدت الدكتورة شيري ميخائيل ميداي في ولاية كليفلاند الأمريكية في 12 أكتوبر من العام 1976 بعد عامين من هجرة والديها من القاهرة. درست القانون الأمريكي في جامعة جون كارول عام 1998، ثم حصلت على الدكتوراة في الدراسات القانونية من جامعة كيس ويسترن ريسيرف، وعملت كمحامية في مكتب قانوني بولاية كليفلاند لمدة 6 سنوات.
شيري عملت أيضًا كمساعد للمدعي العام لمدة 3 سنوات ومحامية هيئة قضائية لمثل العدد من السنوات، ثم ترشحت لمنصب قاضٍ في محكمة المناشدات المشتركة في مقاطعة كوياهوغا بولاية أوهايو، خلال الانتخابات التي جرت في الفترة من 15 مارس 2016 حتى 8 نوفمبر 2016.
وتمكنت السيدة الأربعينية من الفوز بالمقعد القضائي بعد إعلان النتائج بأسابيع، وحلفت اليمين بعدها بأيام، لتتولى ابتداءً من 5 ینایر عام 2017، كل القضایا المدنیة والجنائیة في كوياهوجا، وتكون أول مصرية أمريكية تتسابق في انتخابات القضاة وأول أمريكية ذات أصول مصرية تنتخب كقاضية في تاريخ الولايات المتحدة.
وفي العام 2021، فازت القاضية المصرية الأمريكية شيري ميخائيل بجائزة كلارنس جوزيف ماكلين CJ McLin من تحالف أوهايو للعدالة من أجل تصحيحات المجتمع، وهي منظمة أهلية هدفها التشجيع على سن عقوبات مجتمعية، مثل حملات المساهمة في تشجير وتنظيف الأحياء، كبديل للسجن.
وبجوار تفوقها الأكاديمي والمهني، تنشط شيري اجتماعيًا وتحظى بثقة كبيرة داخل المجتمعات القبطية والمصرية والعربية بالمهجر. شاركت في إدارة The Edna House، وهو مركز لإعادة تأهيل النساء المدمنات على الكحول في كليفلاند، وكذلك إدارة كنيسة القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية.
ماري ألكسندر باسطا.. أول عمدة مصرية أمريكية
هي عمدة مدينة بولينجبروك بولاية إلينوي الأمريكية، وهي أول أمريكية من أصول مصرية تتولى هذا المنصب منذ العام 2021. نشأت ماري باسطا في حي شبرا بالقاهرة، وحصلت على بكالوريوس إعلام من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، هاجرت مع زوجها المصري عماد باسطا إلى بولينجبروك في ولاية إلينوي الأمريكية عام 2003، ولديها منه ولدان هما بيتر وبنجامين.
واصلت ماري دراستها بالولايات المتحدة، حيث نالت درجة الماجستير في إدارة الضيافة من جامعة تنسي، وعملت ماري في مجال تنظيم الفعاليات الاجتماعية والمؤسسية، كما عملت أيضًا في إدارة الفنادق والنوادي في أماكن عدة أبرزها، پالمر هاوس هيلتون وفندق فور سيزونز، وتولت منصب المدير العام لنادي ياخت شيكاغو، وهي أول امرأة تشغل ذلك المنصب على مدار تاريخ النادي البالغ 125 عامًا.
تلعب عائلة ماري دورًا كبيرًا في خدمة مجتمع بولينجبروك، ويحرصون على حضور فعاليات مجتمعية عدة، تقول ماري، إن والديها هما من شجعاها على المشاركة في خدمة المجتمع وتنمية الشباب. وهي عضو في المجلس التنفيذي لنادي بولينجبروك لكرة القدم، والذي احتفل في 2018 بمرور 40 عامًا على تأسيسه.
دعمت مجتمع المدارس عن طريق توليها منصب رئيس رابطة جون كيندي للمعلمين وأولياء الأمور، ورئيسة رابطة المعلمين وأولياء الأمور من أنصار الموسيقى في مدارس پلاينفيلد المتوسطة، وكان قد شغلت قبلها منصب رئيسة الرابطة في مدرسة إيتشلبركر الابتدائية.
تشغل أيضًا منصب مستشار شبكات الاتصالات الإلكترونية في شبكة سرطان الأطفال في نيوپورت بيتش في كاليفورنيا، إذ تعمل كمنسق لفعاليات جمع التبرعات بالإضافة إلى إقامة فعاليات في ولايات أخرى. وتحافظ على السجل القانوني للمنظمة وتعمل مع مراجعي الحسابات لضمان إصدار تقارير مالية دقيقة.
تولت سابقًا منصب رئيس جمعية ملاك المنازل في بلومفيلد الغرب الثاني، وكانت رئيسة لجنة التخطيط في بولينجبروك، والتي تستعرض خطط التنمية السكنية والتجارية الجديدة وتقدم الاقتراحات إلى مجلس المدينة.
حازت شعبية بوصفها حاصلة على جائزة CAPE «تنسيق الآباء والمجموعات للكفاءة التعليمية» في 2013، و2017، و2019. واختيرت كمواطنة مثالية في بولينجبروك لعام 2018. وفي العام 2021، اختيرت ضمن أكثر 20 امرأة متميزة حول العالم، لترافق كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة وزراء فنلندا، ورئيسة وزراء نيوزيلندا.
محمد أمين.. أول مصري على رأس مباحث نيويورك
التحق محمد أمين بالشرطة الأمريكية بعيد حصوله على الجنسية الأمريكية في العام 2007، إذ انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1996. وفي العام الحالي ترقى إلى منصب مفتش مباحث من الدرجة الأولى في جهاز الشرطة بمدينة نيويورك، بسبب تميزه في عمله كمسؤول عن استباب الأمن في دور العبادة ودمج المهاجرين ثقافيًا واجتماعيًا في المجتمع الأمريكي.
يقول محمد أمين إن الترقي إلى منصب رئيس مباحث في الشرطة الأمريكية يتطلب المرور بواحدة من 3 طرق هي، اجتياز ثلاث امتحانات شرطية أو العمل كمحقق في بعض الوحدات أو التميز في العمل، موضحا أنه سلك المسلك الأخير بعدما واجه عقبات عدة تغلب عليها جميعًا بفضل عمله محاميًا في القاهرة قبل الهجرة إلى أمريكا.
ويشير محمد إلى أن العنصرية موجودة في كل الولايات الأمريكية لكن مدينة نيويورك هي الأقل عنصرية بين الولايات، وفقًا له، ويوضح: «يوجد تصرفات استثنائية ولكن نيويورك يوجد بها كثير من الطوائف ولكنها الأقل تعصبًا للون أو عرق أو دين».
ويبين أن شرطة نيويورك تضم 35 ألف ضابط و20 ألف شرطي مدني بينهم 3 آلاف ضابط شرطي مسلم، مضيفًا أن الولاية تضم 8 آلاف دار عبادة بينها 300 مسجد ويعيش فيها مليون مسلم. ويشير إلى أن المسلمين في شرطة نيويورك يؤدون صلاة الجمعة في مركز قيادة الشرطة هناك، مؤكدا أنه يقوم في بعض الأحيان بإلقاء الخطبة ويعمل على إظهار صورة الإسلام الحقيقة في نيويورك.
ديفيد لبيب.. أول قاضٍ مصري في محكمة أمريكية عليا
عين ديفيد لبيب قاضي استئناف في المحكمة العليا بولاية نيوجرسي الأمريكية، ليصبح أول مصري يتبوأ هذا المنصب الرفيع، وهي المرة الثانية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية لاختيار مواطن أمريكي ذو أصول مصرية في منصب قاضٍ بعد شيري ميخائيل، إذ اختاره كونجرس ولاية نيوجيرسي قاضي استئناف.
تخرج لبيب من مدرسة محاماة كاردوزو عام 2007، واحترف المحاماة على مدار أكثر من 16 عامًا، حتى تعيينه قاضيًا في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، كما عمل لسنوات في منصب “المدعي العام لولاية نيو جيرسي الأمريكية، وعمل قبلها لسنوات أخرى محام جنائي.