كتبت – سما صبري..

لا زالت تلقي الاحتجاجات والأحداث العنصرية الأخيرة التي شهدتها بعض مناطق بريطانيا بظلالها على مسار حياة السيدات المسلمات في البلاد، حيث ارتفعت أصوات الكثير منهن للمطالبة بحماية أطفالهن، بعد أن بات يساورهن القلق والخوف جرّاء الأحداث الأخيرة.

ووثقت السيدات المسلمات في بريطانيا تلك المخاوف في رسالة خطية إلى وزير التعليم بول جيفان؛ للمطالبة بحماية أطفالهن من أية اعتداءات من اليمين المتطرف.

دعوات لحماية الأطفال المسلمين في بريطانيا على خلفية أعمال العنف الأخيرة

وطالبت النساء الحكومة في إيرلندا الشمالية باتخاذ تدابير فعالة، وتقديم الضمانات المطلوبة لحماية أطفالهن عند العودة إلى المدرسة، ومنع تعرضهم للتنمر والإسلاموفوبيا.

ورد وزير التعليم جيفان قائلًا: “إن وزارته تعمل على تحديد أكثر المدارس عرضة للخطر، إضافة إلى حساب عدد الطلاب، والنظر في أي خطر يمكن أن يهدد سلامتهم”.

وأقر جيفان بأن الأحداث الأخيرة ألقت بثقلها على الأطفال من الأقليات العرقية، وقد تؤثر أيضًا على مسيرتهم الأكاديمية.

من جهتها، قالت فاطمة جمال مصرية تعيش في إيرلندا وهي إحدى المشاركات في كتابة الرسالة: “نحن نشعر بالقلق على سلامة أطفالنا الذين سيعودون إلى المدارس قريبًا.. نحن جميعًا في مفترق الطرق لا بد من وضع خطة لحماية الأطفال ضد أي هجمات عنصرية”.

وزير التعليم الإيرلندي يتعهد بحماية أطفال المسلمين

بدوره صرح وزير التعليم في إيرلندا الشمالية بول جيفان بأن حكومته تعمل على تقييم المخاطر التي تهدد سلامة الأطفال، في ظل الاحتجاجات وأعمال العنف التي تسبب بها أنصار اليمين المتطرف في عاصمة إيرلندا الشمالية بلفاست.

وطمأن جيفان الجميع بأنه سيعطي الأولوية لتنفيذ أعمال الصيانة المطلوبة من أجل زيادة حماية المدارس، إضافة إلى تقديم الإرشادات الخاصة بحماية الأطفال من أي خطر يهدد سلامتهم، كما أكد أن مسئولي وزارته يعملون على تعديل إجراءات النقل من أجل الحفاظ على سلامة الأطفال من أي خطر قد يهددهم.

وأشار إلى أنه يرى أن وزارته تفعل ما يكفي لحماية أمن الأطفال، بصرف النظر عن العرق أو الدين، معربًا عن سعادته بالاجتماع مع السيدات المسلمات للنظر في المشكلات التي تهدد أمن أطفالهن.

مسلمات بريطانيا يخشون على سلامة أطفالهم

وقالت السيدة البريطانية المسلمة فايزة أحمد، وهي من النساء اللاتي كتبن الرسالة، إن أعمال العنف الأخيرة كان لها تأثير نفسي كبير على الأطفال حيث قالت: “اعتاد أطفالي انتظار بدء العام الدراسي، واستقباله برغبة كبيرة للذهاب إلى المدرسة، لكن الأمر لم يعد كذلك هذا العام، إذ سيعودون إلى المدرسة وهم يطرحون كثيرًا من الأسئلة عن مدى سلامتهم”.

وأكدت في حديثها لـ”وصال” أن بعض الأهالي كانوا مترددين في إرسال أطفالهم إلى المدرسة قائلة: “قد لا نستطيع أن نضمن أمنهم وسلامتهم”.

كما تحدثت عن موجة الاحتجاجات والاضطرابات العنيفة التي عصفت بالبلاد خلال الصيف، واصفة إياها بالمروعة، حيث قالت: “لم نستطع الخروج مع أطفالنا لقضاء العطلة الصيفية بسبب ما جرى”.

واتفقت معها بالقول سليمة صالح مسلمة شاركت في كتابة الرسالة مؤكدة أن طفلتها الصغيرة التي ستلتحق بالمدرسة يوم الأربعاء القادم، تسألها باستمرار عما إذا كان المكان آمنًا، مضيفة: “لقد أصبحت الظروف في غاية الصعوبة، يجب علينا الحفاظ على أمن الأطفال وسلامتهم”.

وأكد تحالف السيدات المشاركات في الرسالة الخطية الموجهة لوزير التعليم على تلقيهن ردًّا جيدًا من جيفان، معربين عن شعورهن بنوع من الطمأنينة عند الاستجابة لمخاوفهن “لكنهن أكدن أن الاختبار الحقيقي لهذه الوعود هو تطبيقها على أرض الواقع”.

إليك عقوبات صارمة في انتظارهم.. بريطانيا تصدم المدخنين بهذا الأمر