كتبت – سما صبري..
لطالما كان حلم العيش في الولايات المتحدة الأمريكية مقصدًا للكثير من الأشخاص حول العالم، باعتبارها بلد الفرص والتنوع، حيث يطمح العديد لتحقيق أحلامهم في بيئة تسودها الحريات والفرص الاقتصادية ومع ذلك، يواجه العديد من المهاجرين تحديات كبيرة تتعلق بالتمييز العنصري والتعاملات الغير عادلة، التي قد تشكل عقبة أمام تحقيق الاندماج الكامل في المجتمع الأمريكي.
هذا الواقع وجد من يعبر عنه بشكل جلي في تجربة الفنان المصري الأمريكي رامي مالك، الحائز على جائزة الأوسكار في لقاء مع صحيفة “الجارديان”، حيث كشف مالك عن تعرضه لمعاملة “سيئة” من قبل الشرطة الأمريكية في لوس أنجلوس، وهو ما يعكس المعاناة التي قد يواجهها الأشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة في مجتمع متعدد الأعراق.
توقيف رامي مالك بسبب سوء الفهم والتوصيف العنصري
تحدث رامي مالك عن الحادثة التي تعرض فيها للإيقاف من قبل الشرطة، بعد حادثة تتعلق بسرقة متجر خمور وحقيبة امرأة، حيث تم إيقافه بسبب تطابق الوصف المقدم للجاني مع ملامحه.
وقال مالك: “طرحوني على السيارة، بعدما زعموا أن الوصف المقدم عن الجاني كان لشخص من أصل لاتيني، وأخبروني أنني أتطابق مع هذا الوصف”.
ورغم أن مالك كان في ذلك الوقت في طريقه مع صديقه، فإن الأخير تدخل وأقنع رجال الشرطة بأن مالك هو ممثل من أصل مصري، وليس لاتيني.
تمييز مستمر بسبب الهوية العربية
لم يكن الحديث عن تلك الحادثة الأول لمالك، حيث أشار إلى أن التمييز العنصري يلاحقه باستمرار، خصوصًا في المطارات الأمريكية، حيث يعتبر اسمه “رامي سعيد مالك” سببًا في إثارة شكوك رجال الأمن بسبب ارتباطه بالثقافة العربية.
وأوضح مالك أن هذه المعاملة لم تقتصر على الحادثة المذكورة فحسب، بل امتدت لتشمل العديد من المواقف التي شعر فيها بالتمييز بسبب اسمه وخلفيته الثقافية.
شعور بالانتماء بين الهويات المختلفة
كما تطرق الممثل المصري أيضًا إلى تجربته الشخصية كطفل نشأ في الولايات المتحدة، حيث كان يشعر دائمًا بعدم الانتماء الكامل، رغم مظهره الأوروبي الذي يختلف عن هويته العربية.
وكشف مالك في حديثه للجارديان أن خلفيته الثقافية كانت تثير مشاعر التشتت والاختلاف دائما، وهو ما أثر على تجربته في التكيف مع محيطه الاجتماعي في أمريكا.
ورغم التحديات التي واجهها، إلا أن مالك تمكّن من تحويل تلك التجارب إلى حوافز لتعزيز نجاحه الفني.
أعمال فنية جديدة على الساحة
من خلال مسيرته الفنية التي تخطت الحدود، يواصل رامي مالك تحدي الصعاب مع أعماله الجديدة.
حيث ينتظر رامي مالك عرض فيلم الإثارة “The Amateur” في 11 أبريل المقبل، حيث يجسد شخصية موظف بوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) الذي يبتز الوكالة للتدريب على مواجهة مجموعة إرهابية قتلت زوجته.
كما يُنتظر أن يُعرض لمالك مسرحية “أوديب” في لندن، وهي مستوحاة من العمل الكلاسيكي لسوفوكليس.
وبينما يواصل مالك نجاحاته الفنية على الصعيد العالمي، تظل معاناته مع التمييز العنصري في الولايات المتحدة جزءً من حياته، ورغم ما يعانيه من تحديات بسبب خلفيته الثقافية، يبقى مالك نموذجًا حيًا على كيفية التغلب على الصعوبات، سواء على الشاشة أو في الحياة الحقيقية، وتحقيق النجاح في بيئة مليئة بالتنوع والتحديات