كتبت – سما صبري..
يواجه العمال الأجانب في ليبيا لا سيما غير القانونيين منهم، حملة مناهضة لوجودهم، حيث يطالب ليبيون بضرورة طردهم وفرض ضرائب على عملية استقدامهم وإقامتهم بالبلاد، وسط تحذيرات من تصاعد هذه الحملة.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات والأيام الماضية، بتعليقات ومنشورات تنادي بضرورة تنظيم عملية دخول الأجانب في ليبيا بعد طرد المقيمين بطريقة غير شرعية، داعية إلى ضرورة الخروج في مظاهرة للتنديد بتوغلهم في كافة المدن وللضغط على السلطات للبدء في ترحيلهم.
دعوات عنصرية في ليبيا
وكتب عبد الحكيم عبدالله مواطن ليبي: “لا بد من طرد الأجانب من ليبيا، ثم يتم تنظيم دخولهم بعقود رسمية، من أجل السيطرة على النقد الأجنبي ولا يخرج من البلاد إلا بمقدار تفرضه الدولة، وبذلك نحافظ على العملة الصعبة في بلادنا والمواطن يستفيد استفادة مباشرة”.
ومن جهته، انتقد الناشط، نصر شقلوف، عدم فرض ضرائب على وجود الأجانب، وكتب: “هؤلاء العمال الأجانب مقيمين في ليبيا دون دفع أي ضريبة، رغم أنهم يستهلكون كل ما هو مدعوم مثلهم مثل الليبيين، فرض رسوم على وجودهم واجب وطني”.
وبدورها انضمت مدونة أطلقت على نفسها اسم “زهرة الشتاء” إلى الداعمين للحملة المناهضة لوجود العمال الأجانب بطريقة غير قانونية، وكتبت: “الأجانب لا يدفعون الضرائب، ضروري طردهم بدون استثناء سواء أفارقة أو عرب أو أي جنسية غير ليبية من أجل السيطرة على الوضع، ثم لاحقا يتم فرض ضرائب عليهم عند استقدامهم للعمل في ليبيا بعقود رسمية ومدّة محددة، البلد أصبحت محتلة وسنبقى في خطر لو لم يتم طردهم”.
كما أن هناك مخاوف من تحول الدعوات المطالبة بطرد الأجانب والعمال الوافدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى حملة للتحريض على الكراهية والعنف ضدهم.
انتهاك صارخ لحقوق المهاجرين في ليبيا
وفي هذا السياق، نددت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، في بيان الثلاثاء، بالتغريدات التي يجري نشرها عبر مختلف المنصات الإعلانية والموجهة ضد المهاجرين والعمال الوافدين، وقالت إنّها تحمل رسالة تحريضية على التمييز وتؤجج مشاعر وروح الكراهية والعداء، كما تشكلّ انتهاكًا صارخًا لحقوق الأجانب الموجودين على الأراضي الليبية.
ودعت المنظمة -في بيان رسمي- إلى ضرورة تنظيم وجود العمالة الأجنبية والوافدة والمهاجرة على الأراضي الليبية، بالأساليب والوسائل القانونيّة والإنسانيّة، من خلال وزارات العمل والتأهيل والداخلية والاقتصاد، وجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومصلحة الجوازات والجنسية وشئون الأجانب.
ردود فعل غاضبة
ولاقت تلك الدعوات أصداء واسعة لدى المهاجرين بالأراضي الليبية، حيث عبر عدد كبير من المصريين على مواقع التواصل عن استيائهم إزاء تلك المناشدات، حيث قال صلاح أحمد مصري مقيم في ليبيا بقوله: “أنتم شعب طيب وكريم وتربطنا بينكم صلة الرحم واحنا ضيوف عندكم سيبونا ناكل عيش”.
واتفق معه شريف عبد الحميد، مصري يعيش بطرابلس معلقًا: “سايبين ولادنا وأهالينا وجايين ليبيا وسط المليشيات عشان لقمة العيش هتفرضوا علينا غرامات كمان ارحمونا”.
ويُقدر عدد العمال الأجانب في ليبيا بنحو 2.1 مليون عامل حتى نهاية 2022، أغلبهم يعمل في قطاعات غير رسمية، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية عن مسح قامت به وزارة العمل والتأهيل بحكومة الوحدة الوطنية.
اقرأ أيضًا غرق قارب مصري قبالة سواحل طبرق في ليبيا وفقدان 3 من البحارة.. التفاصيل