كتب- محمد أبو الدهب..
أثار وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، جدلاً واسعًا بعد تصريحاته الأخيرة التي دعا خلالها إلى حظر الحجاب في فرنسا، واصفًا إياه بأنه “رمز للإسلاموية”، وعلامة على “دونية النساء”.
تجدد الجدل حول حظر الحجاب في فرنسا
جاءت تصريحات وزير الداخلية الفرنسي خلال مقابلة مع صحيفة لو باريزيان، حيث دعا إلى تبني تشريع جديد يشمل حظر ارتداء الحجاب في الجامعات الفرنسية وتوسيعه ليشمل الرحلات المدرسية والأنشطة الرياضية.
وتصريحات روتايو تزامنت مع ذكرى هجمات شارلي إيبدو، ما يضفي عليها طابعًا حساسًا، ويعزز الانقسام حول كيفية معالجة قضايا التطرف والعلمانية في فرنسا.
انتقادات تصريحات روتايو حول حظر الحجاب في فرنسا
تصريحات الوزير قوبلت بانتقادات واسعة من الأوساط الأكاديمية والسياسية؛ فوصفت حَنان كريمي، الباحثة في العلوم السياسية، هذه التحركات بأنها “تعزز الانقسامات في المجتمع”، مشيرة إلى خطورة الخلط بين مكافحة الإرهاب ومراقبة الممارسات الدينية.
وهاجم نيكولا كادين، المقرر العام السابق لمرصد العلمانية، المقترحات عبر منصة إكس (تويتر سابقًا)، مؤكدًا أن القانون الحالي لا ينطبق على أولياء الأمور المرافقين، داعيًا إلى احترام مبدأ الحياد الذي تقوم عليه العلمانية.
حظر الحجاب في فرنسا.. محاولات سابقة
وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو أعاد فتح ملف حظر الحجاب في الرحلات المدرسية، وهو اقتراح رفضته الجمعية الوطنية في عام 2021.
كما أشار مجلس الدولة الفرنسي سابقًا إلى أن أولياء الأمور ليسوا موظفين عموميين ولا يخضعون لقانون 2004.
دعوات لتوسيع نطاق حظر الحجاب في فرنسا
واقترح روتايو تعديل قانون 2004، الذي يمنع الرموز الدينية في المدارس العامة، ليشمل أنشطة خارج أسوار المؤسسات التعليمية.
وبرر ذلك بأن الرحلات المدرسية تُمثّل امتدادًا للمهام التعليمية، مُشددًا على ضرورة تطبيق مبادئ العلمانية على أولياء الأمور المرافقين.
بين العلمانية والسياسة
تعليقات الوزير تأتي في سياق أوسع من النقاش حول الإسلام السياسي في فرنسا، حيث صرح بأن “الإسلاموية تمثل تهديدًا وطنيًا يسعى إلى تقويض المؤسسات الجمهورية”.
إلا أن منتقدين يعتبرون أن مثل هذه التصريحات تُسيس العلمانية لتحقيق مكاسب سياسية، مشيرين إلى أنها قد تُستخدم لتهميش المسلمين بدلاً من تعزيز التماسك الاجتماعي.
من هو وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو؟
من مواليد فرنسا في ستينيات القرن الماضي، درس العلوم السياسية والقانون، وبدأ مسيرته السياسية في الحزب الجمهوري الفرنسي (يمين الوسط)، حيث شغل مناصب مختلفة قبل أن يصبح وزير الداخلية.
ويُعتبر من الداعمين الصريحين لتشديد سياسات الهجرة ومكافحة ما يسميه بـ «الإسلاموية» كجزء من استراتيجيته لحماية قيم الجمهورية الفرنسية، ويعتبر الإسلام السياسي “تهديدًا وطنيًا”.
دعا إلى تقليص أعداد المهاجرين القادمين إلى فرنسا، وتعزيز عمليات الترحيل لمن تُرفض طلبات لجوئهم، لذا أثارت مواقفه نقاشات مستمرة حول حدود العلمانية وتوازنها مع الحرية الدينية في دولة متعددة الثقافات.
ذات صلة:
رفض ارتداء الحجاب بالمدارس واتهم بالاختلاس.. من هو فرنسوا بايرو رئيس حكومة فرنسا الجديد؟
فرنسا.. ارتداء الحجاب يقلل من فرص الحصول على وظيفة بنسبة 81.4%
فيديو| زوجة السويسي الإيطالية تظهر بالحجاب.. هل اعتنقت الإسلام؟!