أصولها مصرية.. من هي فاليريا مانتوفان المستشارة الجديدة بمقاطعة فينيتو في إيطاليا؟

كتب- محمد أبو الدهب..

اختيرت عمدة بورتو فيرو الإيطالية من أصول مصرية فاليريا مانتوفان لتولي منصب المستشارة الإقليمية الجديدة للتعليم والعمل والتدريب وتكافؤ الفرص بمقاطعة فينيتو في إيطاليا.

 منصب وزاري جديد

يُعدُّ الدور الجديد لـ فاليريا مانتوفان بمثابة منصب وزاري على المستوي الإقليمي، بعد أن أصبحت عضوًا أساسيًّا في المجلس الإقليمي لمقاطعة فينيتو، خلفاً لإيلينا دونازان، المنتخبة لعضوية البرلمان الأوروبي.

رئيس فينيتو لوكا زايا، أعلن عن ذلك في البندقية، قائلًا: « كان الالتزام بتعيين المستشار الجديد بحلول نهاية سبتمبر، وتم الالتزام به، وكان التعيين بمثابة مُكافأة لشخص يريد أن يُقدّم الكثير».

وأضاف: « فاليريا مانتوفان مستشار وعمدة، وتحمل شهادة في القانون ولديها خبرة مهنية في مجال الإدارة العامة، وهي تُمثّل الإناث، والشباب، وهما شرطان أساسيان للاختيار مع السيرة الذاتية».

مهام جديدة

أُسند للمستشارة الجديدة مهام إدارة سياسات التعليم، الحق فيه، والمدارس الخاصة والمباني المدرسية، وبرمجة التدريب المهني، وبرامج مجتمع Por-Fers، والعلاقات مع جامعات فينيتو ومعاهد البحوث الوطنية والإقليمية.

وفي العام المتبقي للمجلس الإقليمي، يأتي دور فاليريا مانتوفان للتعامل مع التعليم والعمل في مجلس فينيتو الإقليمي، لتحل محل زميلتها في حزب إخوة إيطاليا إيلينا دونازان.

من هي فاليرييا مانتوفان؟

تبلغ المستشارة الجديدة 34 عامًا؛ فولدت في إيطاليا عام 1990، لأب إيطالي، وأم مصرية، وتخرّجت في كلية الحقوق من جامعة بو، وانضمت لحزب إخوة إيطاليا اليميني.

وتولّت منصب السكرتيرة الإقليمية لحزب إخوة إيطاليا في روفيغو، وترشحت عنه في الانتخابات الإقليمية، وفاز بمنصب وعمدة بورتو فيرو اعتبارًا من عام 2022.

حياتها

تعتز فاليريا مانتوفان بأصولها المصرية، وتؤكّد ذلك في كل مقابلة؛ فتقول إن والدتها مصرية، من الإسكندرية، جاءت إلى إيطاليا عام 1973 للعمل.

وتضيف: « هنا التقت أمي بوالدي، وأنجبا ثلاثة أطفال أليساندرا 38 عامًا، وأليك 36 عامًا، وأنا 34 عامًا»، موضّحة أن والديها انفصلا عن بعضهما وهي في مرحلة الطفولة».

العمل بالسياسة

تُرجع فاليريا مانتوفان سبب اهتمامها بالسياسية إلى نشأتها؛ فتقول: « أمي تولّت تربيتي، وفي المنزل كانت هناك دائمًا صُحف، وكان من الضروري مُشاهدة البرامج الحوارية السياسية على شاشة التلفزيون».

وتضيف: « كان الدافع وراء اهتمامي بالسياسة هو الحرب في أفغانستان؛ فخطرت في بالي فكرة الظُّلم الهائل، كيف يُمكن للمرء أن يُفكر في تصدير الديمقراطية على صوت القنابل؟!».

وبسبب تأثّرها بالحرب؛ شاركت فاليريا مانتوفان في مظاهرة ضد العمليات العسكرية أفغانستان، وهي في عُمر 11 عامًا؛ فتقول: « نزلنا وبعض أصدقائي إلى الميدان، وكتبنا على الجدران نريد السلام، لا نحب الحرب.

من العمل في بار إلى وزير إقليمي

كانت فاليريا مانتوفان تعمل في بار باسامنتو مع صديقها ماتيا، بينما كانت تُقدّم القهوة، كانت تتحدث مع العملاء عن موضوعات سياسية، ما لفت نظر أحد قيادات حزب إخوة إيطاليا لها.

وبعد انضمامها للحزب في 2014؛ تولّت منصب السكرتيرة الإقليمية لحزب إخوة إيطاليا في روفيغو في عام 2015، وفي 2017 ترشّحت لبلدية بورتو فيرو، وأصبحت مستشارًا في مجلس مورا فيرونيزي.

وخاضت فاليريا مانتوفان انتخابات عدة، حتى فازت بمنصب عمدة بورتو فيرو اعتبارًا من عام 2022، بنسبة 56 في المئة من إجمالي أصوات الناخبين، وفي سبتمبر الجاري عُينت كمستشار إقليمي للتعليم والعمل.

انتماء سياسي

تنتمي فاليريا مانتوفان فكريًّا وسياسيًّا لحزب إخوة إيطاليا، وتنتهج أفكاره اليمينية، وتبرر ذلك الانحياز بقولها: « هو الحزب الذي قبلني كمواطن إيطالي مصري وأعطاني مساحة للعمل والمشاركة».

وتُعلن المستشارة الجديدة في كل مناسبة عن انبهارها بـ رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، رئيسة حزب إخوة إيطاليا، لذا لم تنس توجيه الشكر لها أثناء حفل تقليد المنصب الجديد لوضع ثقتها في الشباب، بحسب وصفها.

موقفها من منح الجنسية لأطفال المهاجرين

ورُغم انحدار فاليريا مانتوفان من أصول مصرية؛ فإنها تتبنى موقف حزبها المُتشدد ضد إصدار تشريع يمنح أطفال المهاجرين الجنسية الإيطالية؛ فترى أن الجنسية يجب أن تُمنح للمؤهلين فقط، ومن يعمل في خدمة إيطاليا.

وفي أحد المُقابلات الصحفية؛ وصفت فاليريا مانتوفان تصريحات زميلتها في الحزب إيلينا دونازان بأن الزواج بين النساء الكاثوليكيات والرجال المسلمين يُمكن أن يكون عاملاً يُسهّل تسلل الإرهاب الإسلامي؛ بأن يُمكن سوء تعبير منها.

أجمل عمدة في فينيتو

بسبب جمالها الذي يجمع بين الخصال المصرية والأوربية، توصف فاليريا مانتوفان بأنها أجمل عمدة في فينيتو، وتعلق على ذلك قائلة: « لا أشعر بكل هذا الجمال، بل افتخر بالنقص، وأعلن دائمًا إني مُصابة بمرض البهاق».

والإشادة بجمالها؛ دفع ممثلة تدعى آنا كوستا، في 2018، إلى سرقة سلسلة من الصور من حسابها على فيسبوك لفتح ملف شخصي مزيف والبحث عن الصداقة والمرتدين، ما دفعها إلى تقديم بلاغ للشرطة.

وعن التفكير في مستقبلها، تقول فاليريا مانتوفان إن طموحها يتمثّل في العيش في ظلال عائلة سعيدة، وإنجاب الأطفال، بجانب عملها في إدارة مؤسسة مهنية وسياسية.