كتب – محمد أبو الدهب..
تسببت البقعة الشمسية الجديدة، التي تحمل اسم AR 3964، قلقًا واسعًا بين العلماء بسبب نموها السريع وموقعها المواجه مباشرة للأرض، ما أثار مخاوف من التأثيرات المستقبلية لـ«البقع الشمسية».
وفي غضون 24 ساعة فقط، تضاعف حجمها ليصل إلى أكثر من 25 ألف كيلومتر، وهو ما يزيد عن ضعف قطر كوكبنا.
نمو سريع لـ «البقع الشمسية» وموقع مثير للقلق
تتميز هذه البقعة الشمسية بمجالات مغناطيسية غير مستقرة للغاية، ما يزيد من احتمالية حدوث التوهُّجات الشمسية من الفئة X، وهي من أقوى التوهجات التي تطلقها الشمس.
غالبًا ما تصاحب هذه التوهُّجات انبعاثات كتلية إكليلية (CMEs) يمكن أن تتسبب في:
- الشفق القطبي المذهل الذي قد يُرى في أماكن غير مألوفة مثل إيطاليا.
- عواصف مغناطيسية أرضية تؤثّر على التكنولوجيا، مثل الأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء.
ما هي البقع الشمسية؟
وفقًا لوكالة ناسا، البقع الشمسية هي مناطق أكثر برودة نسبيًا من سطح الشمس، حيث تصل حرارتها إلى 3700 درجة مئوية مقارنة بـ 5000 درجة مئوية للمناطق المحيطة.
وترتبط هذه المناطق بمجالات مغناطيسية مكثفة تمنع الحرارة من الوصول إلى السطح، ما يجعلها تبدو أغمق.
وعندما تصبح هذه المجالات غير مستقرة، تحدث إعادة الاتصال المغناطيسي، وهي ظاهرة تطلق كميات هائلة من الطاقة على شكل توهجات شمسية وانبعاثات بلازما، مع احتمالية تأثيرات كبيرة على كوكبنا.
تأثير العواصف المغناطيسية الأرضية
عندما تصل الانبعاثات الكتلية الإكليلية إلى الأرض، تتفاعل مع الغلاف المغناطيسي، ما يؤدي إلى عواصف مغناطيسية تُصنف من G1 (ثانوية) إلى G5 (قصوى).
الآثار المحتملة للعواصف الشديدة (G4-G5):
- ظهور الشفق القطبي في خطوط العرض المتوسطة، مثل إيطاليا.
- تعطل أنظمة الاتصالات اللاسلكية وأجهزة تحديد المواقع (GPS).
- إلحاق الضرر بالأقمار الصناعية وشبكات الطاقة، مما قد يؤدي إلى انقطاعات واسعة النطاق للتيار الكهربائي.
البقع الشمسية وحدث كارينغتون 1859:
في عام 1859، تسببت عاصفة شمسية قوية في حرائق بأجهزة التلغراف وأصابت المشغلين بصدمات كهربائية.
ويعتقد العلماء أن حدثًا مماثلًا في العصر الحديث يمكن أن يتسبب في آثار مدمرة على مجتمعنا المعتمد على التكنولوجيا.
مراقبة مستمرة واستعدادات
تعد البقعة الشمسية AR 3964 تذكيرًا بقدرة الشمس على التأثير على الأرض بشكل كبير، ويواصل العلماء مراقبتها بعناية لتقييم المخاطر المحتملة والاستعداد لأي طارئ قد يهدد التكنولوجيا والبنية التحتية.