كتب- محمد أبو الدهب..
صعّدت حكومة إيطاليا من حربها ضد المهاجرين خلال الأيام القليلة الأخيرة؛ فألقت القبض على 8 مُهربين مصريين في واقعتين مختلفتين، وأعلنت عن افتتاح مراكز استقبال المهاجرين في ألبانيا، الأسبوع المقبل.
حبس 6 مصريين بتهمة تهريب المهاجرين
نُفّذ أمر بتطبيق الإجراءات الاحترازية للحبس بالسجن، أصدره قاضي المباحث الأولية بمحكمة كاتانزارو بناءً على طلب مكتب المدعي العام بكاتانزارو، مديرية مكافحة المافيا المحلية، ضد ستة مصريين.
والمصريون الستة متهمون بتكوين جمعية إجرامية تهدف إلى تأمين الدخول غير القانوني للمهاجرين الأجانب إلى أراضي الدولة الإيطالية.
مديرية مكافحة المافيا تحقق في القضية
وبدأت التحقيقات تحت إشراف مديرية مكافحة المافيا في كاتانزارو، منذ وصول قارب مهاجرين من ليبيا بالقرب من ساحل كروتوني، في 10 مارس 2023، قبل بضعة أيام من غرق مأساوي لقارب مهاجرين آخر قادم من تركيا، الذي أودى بحياة مهاجرين.
وتوصّلت التحقيقات إلى تحديد خطورة العمليات التي يقوم بها التنظيم المتخصص في تهريب المهاجرين من السواحل المصرية والليبية إلى السواحل الإيطالية، مع تحديد هوية المهربين، فضلًا عن قائد وقبطان القوارب.
القبض على مهربين مصريين آخرين
وفي واقعة أخرى؛ أُلقي القبض على مواطنين مصريين، عمرهما 25 و32 عامًا على التوالي، من قبل عملاء فرقة الطيران التابعة لمقر شرطة سيراكيوز.
وتبين من خلال التحقيقات أن الاثنين هما المهربان اللذان قادا قاربًا انطلق من السواحل الليبية وحط في ميناء أوغوستا التجاري برفقة زوارق دورية من هيئة الموانئ.
وكان على متن القارب 26 مهاجرًا، وتم اعتراض القارب قبالة سواحل صقلية، ونُقل المصريان إلى السجن، ووجهت لهما اتهامات للمُشتبه بهما بالمساعدة والتحريض على الهجرة غير الشرعية.
مراكز استقبال خارج حدود إيطاليا
بعد أشهر من التأجيلات والخلافات؛ أصبحت مراكز المهاجرين في ألبانيا التي تريدها حكومة ميلوني جاهزة أخيرًا لبدء العمل، بعد أشهر عدة من التأجيل.
وأعلن وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي عن تشغيل تلك المراكز اعتبارًا من الأسبوع المقبل، موضّحًا أنه في هذه المراكز سيكون من الممكن طلب الحماية الدولية والحصول على الرد في غضون أيام قليلة.
نقل المهاجرين إلى مراكز ألبانيا
وفي الأسبوع المقبل، ستتوجه رئيس الوزراء ميلوني، ووزير الداخلية بيانتيدوسي إلى تيرانا لقص الشريط في نقطة شينغجين الساخنة، ومركز احتجاز جادير.
ومن المقرر أن يستقبل المركزان المجموعة الأولى من المهاجرين المكوّنة من 400 فرد، الذين نقلتهم سفينة عسكرية إيطالية، مع احتفال بافتتاح المركزين فيما تعتبره الحكومة نجاحًا لها.
تأخير في التنفيذ
وكان من المفترض افتتاح المركزين، أحدهما في شينغجين (للاستقبال الأولي)، والآخر في جادر (للاحتجاز والطرد)، في مايو الماضي، ولكن تم تأجيل البدء.
تكاليف فلكية وعوائق قضائية
ما يقرب من مليار يورو في خمس سنوات للمباني المُعرّضة لخطر البقاء فارغة، بسبب الحكم الأخير الذي أصدرته محكمة العدل الأوروبية بعدم مشروعية تلك المراكز، والذي يهدد بتدمير المشروع بأكمله.
وأثبت قضاة لوكسمبورغ أنه لكي يُعتبر أي بلد “آمنًا”، يجب أن يكون آمنًا في جميع أجزائه ولأي فئة من الناس، دون استثناء، وهو المعيار الذي يتسبب في انهيار قائمة الدول الـ 22 التي توصف بكونها “غير آمنة”.
قواعد تشغيلية لنقل المهاجرين
وأعدت وزارة الداخلية الإيطالية بالفعل القواعد التشغيلية لتلك المراكز، حيث يُنقل المهاجرون الذين تم إنقاذهم في المياه الدولية إلى سفينة تابعة للبحرية، ستكون بمثابة مركز قبالة ساحل جزيرة لامبيدوزا.
ومن المقرر أن يُجرى فحص أولي على الجزيرة، وإنزال النساء والقاصرين والأسر والأشخاص الضعفاء في الجزيرة، واحتجاز الرجال البالغين القادمين من بلدان “آمنة”، ونقلهم إلى ألبانيا بمجرد الوصول إلى العدد المناسب.
توجّه أوروبي عام
تأتي تلك الإجراءات في ظل الضغط المتزايد على الحكومات الأوروبية لتبني سياسات أكثر صرامة تجاه المهاجرين، لا سيما في ظل تصاعد نفوذ الأحزاب اليمينية المتطرفة.
ومن المقرر أن تتصدّر قضية المهاجرين جدول أعمال القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل، يومي 17 و18 أكتوبر المقبل؛ خصوصًا بعد اعتماد ميثاق اللجوء والهجرة في منتصف مايو الماضي.
فكرة إيطالية وترحيب أوروبي
وتعدُّ «مراكز الاستقبال»، وهي معسكرات سينقل المهاجرون غير شرعيين إليها، وتقع في دول خارج الاتحاد الأوروبي؛ من الحلول المُبتكرة، التي من المقرر أن تناقش في القمة من قبل وزراء الدول الأعضاء الـ27.
واستوحت هذه الفكرة من الاتفاق المُثير للجدل الذي أبرمته حكومة ميلوني الإيطالية مع ألبانيا، حيث من المقرر أن يستقبل مركزان المهاجرين غير النظامين إلى إيطاليا.