كتبت – أميرة سلطان..
مع تصاعد دعوات العديد من الدول لإعادة السوريين إلى وطنهم في أعقاب سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، تزايدت المخاوف بين أبناء الجالية السورية في مصر، خاصة أولئك المتزوجون من مصريين، الذين يعانون من أزمة إنسانية واجتماعية بسبب تلك الدعوات.
ففي الوقت الذي لم تصدر فيه الحكومة المصرية قرارًا رسميًا بهذا الشأن، إلا أن الحملة الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعى حول ضرورة “إعادة توطين” اللاجئين السوريين أثارت تساؤلات حادة حول مصير الأسر السورية-المصرية.
عودة السوريين إلى وطنهم
فيما يخص العائلات التي تجمع بين مصريين وسوريين، تجد العديد من هذه الأسر نفسها في موقف صعب، خاصة في حال صدور أية قرارات تخص ترحيلهم، فقد بات الأمر محيرًا بالنسبة للعديد من الأزواج المصريين الذين ارتبطوا بسوريات، وأسسوا عائلاتهم في مصر، في ظل تزايد المخاوف من أن تهدد تلك الدعوات استقرار حياتهم العائلية، خاصة إذا كان أحد الزوجين من الجنسية السورية، وكذلك وضع باقي أفراد عائلاتهم من غير الحاصلين على الجنسية المصرية.
وبدأ العديد من الأزواج المصريين-السوريين في التعبير عن قلقهم من تلك الدعوات، وقال مصطفى حسين، وهو زوج لسيدة سورية: “إذا صدرت أي قرارات تخص منع تجديد الإقامة، سنكون أمام مشكلة حقيقية، أنا وزوجتي لدينا أطفال في سن المدرسة، ولا نعلم كيف سنواجه هذا الوضع، زوجتي من سوريا جاءت إلى مصر بصحبة أهلها وسيكون من الصعب عودتهم إلى سوريا في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة هناك، وإذا تم تنفيذ تلك الدعوات، سيكون من المستحيل بالنسبة لنا أن نتخلى عن بعضنا البعض”.
فيما قالت ليلى أحمد، زوجة مصرية لشاب سوري الجنسية: “ارتبطت أنا وزوجي بعلاقة زواج عن قصة حب دامت لسنوات ولكن طوال الوقت وزوجي ممزق بين البقاء هنا في مصر بصحبتي وعائلته الصغيرة من أبيه وأمه وأشقاءه وباقي عائلته في سوريا، والآن زوجي يرغب في العودة إلى وطنه وبداية حياة جديدة هناك، لكننا في الوقت نفسه لا نستطيع القيام بذلك بسبب توقف حركة الطيران بين البلدين وننتظر لحين استئناف الرحلات الجوية”.
وفي سياق مماثل، أشار علي محمد، وهو مصرى متزوج من سيدة سورية، إلى التحديات التي قد تطرأ في حال تم تنفيذ تلك الدعوات قائلا: “أصبحت أشعر أن الحياة أصبحت أصعب، نحن نعيش في بلدنا، لكن الجالية السورية هنا، خصوصًا المتزوجين من مصريين، مهددة بحالة من عدم الاستقرار بسبب تلك الدعوات المتكررة، وهو ما يضعنا فى موقف صعب لا نعرف كيف سنتعامل معه”.
إحصاءات رسمية عن الزواج
إجمالي حالات الزواج بين المصريين والسوريين خلال الفترة من عام 2016 حتى عام 2023 بلغ 7321 حالة زواج. توزعت هذه الحالات بشكل متفاوت بين السنوات، حيث كانت في عام 2016 هناك 205 حالة زواج لمصريين من سوريات و670 حالة زواج لمصريات من سوريين، أما في عام 2017، فقد سجلت 279 حالة زواج لمصريين من سوريات و472 حالة زواج لمصريات من سوريين، وفي عام 2018، بلغ عدد حالات الزواج لمصريين من سوريات 244 حالة، بينما كان عدد حالات الزواج لمصريات من سوريين 403 حالات.
وفي عام 2019، سجلت 432 حالة زواج لمصريين من سوريات و643 حالة زواج لمصريات من سوريين، ثم في عام 2020، سجلت 260 حالة زواج لمصريين من سوريات و450 حالة زواج لمصريات من سوريين، بينما في عام 2021، بلغ عدد حالات الزواج لمصريين من سوريات 498 حالة، وبلغت حالات الزواج لمصريات من سوريين 803 حالات.
أما في عام 2022، فقد شهدت زيادة ملحوظة حيث بلغ عدد حالات الزواج لمصريين من سوريات 908 حالات، بينما كان عدد حالات الزواج لمصريات من سوريين 489 حالة، وفي عام 2023، سجلت 374 حالة زواج لمصريين من سوريات و191 حالة زواج لمصريات من سوريين، وبذلك يصل إجمالي حالات الزواج بين المصريين والسوريين خلال هذه السنوات إلى 7321 حالة زواج، منها 2598 حالة زواج لمصريات من سوريين و4723 حالة زواج لمصريين من سوريات.