كتبت – وفاء عثمان..
في واقعة صادمة هزت المجتمع المصري، كشف تحقيق صحفي عن شبكة منظمة لتجارة الأطفال عبر منصة فيسبوك.
ففي جروب يحمل اسم “تبني طفل يتيم”، تحولت منصة التواصل الاجتماعي إلى سوق سوداء للأبرياء، حيث تعرض أطفالًا للتبني بشكل غير قانوني وبمقابل مادي، وفقًا لبلاغ رسمي من مجلس القومي للطفولة والأمومة إلى النائب العام.
وذكرت التحقيقات أن هناك منشورات عديدة داخل هذا الجروب تتضمن عرض أطفال للبيع بأعمار مختلفة، بدءً من مرحلة الحمل وحتى سن الخامسة.
بيع الأطفال على جروبات “فيسبوك”
وتم رصد تلك المنشورات من قبل وحدة الرصد والتواصل الاجتماعي بالإدارة العامة لنجدة الطفل، والتي قامت بدورها بإبلاغ الجهات المختصة.
هذا الجروب، الذي تم إنشاؤه منذ 4 سنوات، يضم آلاف الأعضاء من جنسيات مختلفة، مما يدل على أن هذه الجريمة تمتد لتشمل دولًا عدة.
وقد قامت إدارة الجروب بتغيير اسمه في محاولة يائسة لإخفاء نشاطه الإجرامي، ولكن الجهات المعنية تمكنت من كشف الحقيقة.
وأكدت د. سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، وفي تصريحات تليفزيونية، أن تلك الواقعة تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الطفل، وأن المجلس يتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة المتورطين.
وأشارت إلى أن مكتب حماية الطفل بالنيابة العامة يتابع القضية عن كثب.
من جانبه، أكد صبري عثمان، مدير عام الإدارة العامة لنجدة الطفل، أن هذه الجريمة تعد جريمة اتجار بالبشر، وهي جريمة يُعاقب عليها القانون بالسجن المؤبد وغرامة مالية كبيرة.
وأضاف أن هذه ليست الواقعة الأولى من نوعها، حيث تم رصد العديد من الحالات المشابهة في الفترة الأخيرة.
وأوضح عثمان أن هذه الجرائم تتم بأساليب مختلفة، منها إنشاء صفحات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، واستغلال حاجة بعض الأسر للتبني، أو استغلال الظروف الاجتماعية الصعبة لبعض الأسر الفقيرة.
كما أشار إلى أن أسعار الأطفال المعروضة للبيع تختلف حسب العمر والجنس، وقد تصل إلى مبالغ كبيرة.
وتسلط هذه الواقعة الضوء على أهمية دور وسائل التواصل الاجتماعي في مكافحة الجريمة، ولكنها في الوقت نفسه تظهر مدى سهولة استغلال هذه المنصات لأغراض إجرامية.
لذلك يجب على الجميع التكاتف للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، من خلال الإبلاغ عن أي حالات مشبوهة، وتوعية المجتمع بخطورة هذه الجرائم، من أجل حماية الأطفال من الاستغلال والاتجار بهم؛ وأن نعمل جميعًا على توفير بيئة آمنة لهم، وحمايتهم من كل أشكال العنف والإساءة.