كتبت – أميرة سلطان..
في خطوة جديدة لتقنين أوضاع اللاجئين على أراضيها، اتخذت السلطات الإيطالية قرارًا بإبعاد اللاجئين الذين يتجاوز دخلهم الـ10 آلاف يورو من مراكز استقبال المهاجرين، التي تم إنشاءها خصيصًا بغرض توفير سكن بشكل استثنائي لهم بالتعاون مع الصليب الأحمر في عدة مراكز على مستوى الدولة.
إجلاء طالبي اللجوء في إيطاليا
وبدأت وزارة الداخلية في إيطاليا إبلاغ مدراء الشرطة، بإبعاد العمال من طالبي اللجوء، الذين يتراوح دخلهم بين 6 إلى 10 آلاف يورو عن مراكز الاستقبال الاستثنائي، لتباشر بعض إدارات المحافظات، عمليات الإجلاء للعمال اللاجئين، وهو ما أعتبره البعض قرارًا غير إنساني في ظل صعوبة العثور على سكن أو منزل والقدرة على العيش.
إجلاء اللاجئين من مراكز الاستقبال
وقوبل القرار بانتقادات واسعة، تزعمها رئيس مؤسسة ميغرانتِس التابعة لمجلس الأساقفة الإيطاليين، المونسنيور جانكارلو بيريغو، الذي حذّر من ترك الآلاف من طالبي اللجوء في الشارع، تحت الجسور، في الحدائق العامة والغابات والمزارع المهجورة، مما قد يؤدي إلى تعرض كثيرين منهم لخطر فقدان منازلهم ووظائفهم، خاصة مع تزامنها مع بداية موسم السياحة وفي خضم نشاط زراعي تام أيضًا، في ظل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، مما يفتح المجال أمام محاولات ابتزازهم.
اعتراضات داخلية على القرار
وأرجع المونسنيور بيريغو، سبب هذا الإجراء إلى الاستعدادات التي تتم لإنشاء أماكن للمهاجرين الذين سيصلون إلى شواطئ إيطاليا في أشهر الصيف ويتقدمون بطلب اللجوء، كما اعتبر القرار عبثي؛ لأنه تجاهل الاتفاق مع منظمات الأعمال الزراعية والسياحية على بحث موضوع إقامة المهاجرين أو دراسة إمكانية تحويل تصريح الحماية الدولية الذي يحصل عليه طالب اللجوء فور وصوله إلى البلاد لتصريح عمل.
يتزامن ما سبق مع جهود مكثفة تجريها كلًا من إيطاليا وألبانيا بشأن بناء مراكز استقبال طالبي اللجوء الذين سيتم ترحيلهم من إيطاليا إلى ألبانيا، حيث سيتم افتتاح أول مركزين بحلول شهر نوفمبر القادم، ومن المخطط أن يستقبل المركزان طالبي اللجوء الوافدين إلى إيطاليا عبر البحر، وذلك بناء على اتفاق أبرمته حكومة البلدين نهاية عام 2023، من أجل إرسال المهاجرين الذين تمّ إنقاذهم في البحر إلى ألبانيا ودرس طلبات اللجوء الخاصة بهم.
ما تأثير تلك الأوضاع على العمالة المصرية؟
وحول تأثير تلك الأوضاع على العمالة المصرية، كشف الدكتور عيسى اسكندر رئيس اتحاد العمال المصريين في إيطاليا، مفاجأة حول القرار محل الاعتراض، مؤكدًا أنه ليس هناك ترحيل للاجئين الذين يتجاوز دخلهم ما بين 6 و10 آلاف يورو، موضحًا أن الاتحاد يشارك في اجتماعات وزارتي العمل والداخلية الإيطالية في كل ما يخص القوانين الخاصة بالهجرة والمهاجرين، متابعًا: “وللأسف المعلومة المتعلقة بإبعاد اللاجئين عن مركز الاستضافة نُقلت خطأ”.
وأوضح “اسكندر”، في تصريح لـ”وصال”، أن الأمر يتعلق بمراكز الرعاية الاجتماعية المخصصة للاجئين، وهناك مقترح بنقل اللاجئين الذين يتجاوزون العشرة آلاف يورو من هذه المراكز إلى أماكن أخرى، لكي يسمح للاجئين آخرين أقل دخلًا من الإقامة في تلك المراكز وليس ترحيلهم.
أما بالنسبة لوضع المهاجرين الجدد الذين يصلون إلى إيطاليا بطريقة غير شريعة، أشار إلى أنه سيتم نقلهم إلى ألبانيا في مراكز مخصصة لها تقوم ببنائها الحكومة الإيطالية داخل دولة ألبانيا.